0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

العيد السادس والستون لميلاد صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال

 بها الهاشميون طيلة تأسيس الدولة الأردنية، وظل الأمير الحسن كواحد من أفراد الأسرة الهاشمية وفياً لمبادئ وقيم تضع الأولويات الوطنية في دائرة اهتماماته الفكرية والإنسانية .
ويصادف اليوم العيد السادس والستون لميلاد سموه، الذي يجيء في ظل تحولات استراتيجية فرضت ايقاعها على المنطقة، وكانت لها تاثيراتها الطبيعية على البيئة الوطنية، وبهذه المناسبة يستذكر الأردنيون بعضاً من مبادراته التي تلتقي بكل مضامينها مع الرؤى الملكية السامية في بناء الأردن القوي بمؤسساته وعزيمة أبنائه.
فعلى الصعيد المحلي ، تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني نسخة من”الميثاق الاجتماعي العربي” من سمو الأمير الحسن، حيث عبر جلالته عن تقديره للجهود التي بذلها سموه ونخبة من مفكري الأمة في تبني وجهات نظر متنوعة، استجابت للتغيرات الحاصلة في الوطن العربي بهدف تعزيز قيم الحرية والمساواة والعدالة .
ولضمان تحقيق الغاية من فكرة الميثاق، بعث سموه برسائل إلى العديد من رؤساء الدول وممثلين عن المؤسسات الرسمية والاهلية العربية والإسلامية والإقليمية تضمنت محتوى الميثاق، حيث لاقت ردود فعل إيجابية من عدد من رؤساء وقادة الدول العربية والإسلامية، مقدرين مبادرات سموه في تعزيز الفكر العربي الجامع، وفي إثراء مساحات الحوار المشتركة بين الجميع.
وقد مثل سمو الأمير الحسن جلالة الملك عبدالله الثاني في أكثر من مناسبة محلية ودولية، حيث ترأس الوفد الأردني إلى قمة دول عدم الانحياز في طهران في أواخر شهر آب الماضي، كما حمل رسائل من جلالته إلى عدد من قادة الدول، إلى غير ذلك من المهمات الرسمية، التي عززت دور الأردن الفاعل والمميز على أكثر من صعيد.
يؤمن الأمير الحسن بتكاملية الأدوار، وتحديد الأولويات ، وبوجوب توفر قاعدة معرفية قوية، تُبنى عليها الأولويات الوطنية حيث يرى بأن المسؤولية جماعية، كالمثلث الذي يشكل رأسه المؤسسات السياسية وأضلعه المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية ومؤسسات المجتمع المدني.
وحَملت مقابلاته، كما هي مقالاته، على تنوعها وشموليتها في وسائل إعلام محلية وعالمية، الهم الوطني الذي لا ينفصل في فكر سمو الأمير عن الهم العربي والإسلامي، ففيها يؤشر إلى مواقع الخلل والتقصير كما يضع المقاربات والحلول لتجاوزها.
ولترابط الرؤية مع العمل، وجه سموه المؤسسات العلمية والفكرية، التي يرأسها، لتنفيذ العديد من البرامج والنشاطات ذات الهدف الوطني والعربي والإسلامي، حيث قاد سموّه مبادرات وجلسات حوارية تقرأ الواقع العربي وُتحلل مستقبله في ظل تحديات متصاعدة تتطلب العمل الصادق والرؤية الشمولية لجهة معالجة التداعيات الضاغطة على مستقبل المنطقة.
ولأن الأقربون أولى بالمعروف، فقد حظيت سوريا باهتمام خاص من سموه لما لذلك من أبعاد إنسانية وعروبية، وهو الأمير الذي ما أنفك يوماً يؤكد أن الكرامة الإنسانية هي حق لكل الشعوب يجب الحفاظ عليها وحمايتها , وتوجه منتدى الفكر العربي بطلبٍ من سموّه، بنداء للمفكرين والنخب العربية يحثهم فيه بضرورة الالتفات للمسألة السورية.
ولإيمان سموّه بروابط الأخوة وكرامة الإنسان السوري، وعقب تفقده أوضاع اللاجئين في الزعتري، كتب مقالاً دعا فيه شعبنا الأردني، وكما هو عهده، أن يمد يد العون لأشقائه اللاجئين، وجاء في المقال: “نحن لسنا جيراناً فحسب، بل أبناء أسرة واحدة، كانت وما زالت وستظل، موحدة في شعورها ووجدانها ومصيرها، وهي كالجسد الواحد، إذا تأثر منه عضو في سوريا، ينبغي أن يتداعى له سائر المجتمع الأردني بالسهر على عونه وخدمته”.
كما يحظى الوضع في العراق باهتمام ومتابعة حميمة من سموه ، إذ أوعز للمنتدى أن يُصدر بياناً موقعاً من مفكري الأمة عن تطورات الأحداث في العراق ، يدعو فيه إلى التحرك السريع للحفاظ على تماسك مكونات المجتمع العراقي , كما وجهه إلى تكثيف لقاءاته التشاورية مع كل مكونات المجتمع العراقي ، للبحث بجديّة عن كيفية الوصول إلى عتبة من الفهم المشترك بين مختلف الأطراف العراقيّة وصولاً إلى طروحات تسهم في نزع فتيل الأزمة التي يعيشها الشعب العراقي الشقيق.
وهمّ الجوار لا يبعده عن الشأن الداخلي ، إذ أن لسموّه موقفا واضحا وثابتا من مفهوم الوحدة الوطنية، حيث يؤكد أن فلسطين وأراضيها وشعبها أمانة في عنق كل أردني، كما أن أردن الرباط أردن النافذة الشرقية على فلسطين أمانة في عنق كل فلسطيني، مذكراً الجميع أن الأردن القوي هو قوة للدولة الفلسطينية، وقد استأثرت القضية الفلسطينية باهتمام متصل من سموه، فهي حاضرة في كل نشاطاته وجهوده سواء الوطنية منها أو الدولية .
وتحتل القدس وهويتها المقدسية لديه أولوية قصوى، فقد تبنى سموه وعبر قنوات المنتدى مجموعة من النشاطات النوعية المتواصلة التي تؤكد على إيلائها الدعم الذي تستحق حيث نُظمت نهاية العام الماضي ندوة (القدس في الضمير ، بينما كانت باكورة نشاطات المنتدى للعام الحالي ندوة عنوانها (البُعد الإنسانيّ لتاريخ مدينة القدس) والتي تأتي في سياق سلسلة برنامج (القدس في الضمير ) .
ولأن سموه يؤمن بسيرورة العمل وتراكمية الإنجاز وتكريس للنظرة الشمولية بضرورة الخروج بمنظومة دستورية متكاملة ترتقي بمفهوم العمل السياسي،وهي بمفهومه الاجماع على الأولويات واصل المنتدى بالتعاون مع المعهد الملكي للدراسات الدينية، خلال العام المنصرم، عقد ندوات متخصصة في هذا المجال.
وتتنوع مبادراته الوطنية بين التعليم والبحث العلمي، والحفاظ على اللغة العربية، وتحديات المياه والطاقة، إضافة إلى ايلاء موضوع الآثار رعايته الخاصة حيث حذر خلال المؤتمر الدولي السابع للاثار، “من استهداف المواقع الأثرية والمتاحف، والتي تؤرخ لحضارات عريقة شكلت في مجموعها الإرث الإنساني”.
ولقناعته بقدرات وطاقات الشباب تواصل سمو الأمير الحسن معهم بمختلف الوسائل والأدوات، فكانت الجامعات الأردنية حاضنة لجلسات عصف فكري جمعت سموه مع الشباب، الذين ارتقوا بطروحاتهم وأفكارهم، وصولاً إلى قناعات مشتركة لما فيه الصالح العام الذي يحرص عليه سموه , وفي جلسة حوارية بعنوان (الشباب والانتقال إلى مجتمع المعرفة)، جمعته مع ما يزيد عن 500 شاب، دعاهم “إلى الانتقال من عالم الكلام إلى عالم الابتكار، لمواكبة مسيرة المعرفة من الماضي إلى الحاضر لبناء المستقبل”.
ولأن التشبيك مع الشباب العربي ضرورة تخدم المجتمعات العربية، جاء المؤتمر الشبابيّ العربيّ الخامس المعنون (المستقبل العربيّ في ضوء الحِراك الشبابيّ) في التاسع من شهر تشرين الاول الماضي حيث شهد مشاركة واسعة من كل الأقطار العربيّة، وحوارات معمقة بحثت في كل ما يواجهه الشباب العربي من تحديات، وكان من أبرز نتائج المؤتمر مشاركتهم في إقرار الميثاق الاجتماعي العربي , ولمواجهة تلك التحديات أكد سموه للشباب أن التحرك يجب أن ينطلق من منظور استشرافي فكري وواقعي، لسد الفجوة في الكرامة الإنسانية وليس في الميزانية على أهمية الأخيرة،لافتاً إلى أن هجرة العقول العربية انعكاس لعدم مواءمة النظام الاقتصادي للاحتياجات الوظيفية، وهنا يبرز توجيهه للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا بسرعة انجاز مشروع (عكس هجرة العقول الأردنية فعلياً وافتراضياً ) .