النسور: المجتمع الدولي ملزم بعدم إغماض عينيه عن الآثار السلبية للأزمة السورية تجاه الأردن
لديهما قواسم مشتركة، يمكن البناء عليها للمزيد من التعاون المشترك عبر تذليل الصعوبات، والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتوافرة لديهما في عدة مجالات، كالطاقة والزراعة والتعليم العالي والتبادل العلمي والطبي والسياحة.
وبشأن التعاون الزراعي بين البلدين؛ اشار النسور الى ان هنغاريا تعتبر من الدول المنتجة للماشية والخضراوات والفواكه.
وأبدى رغبة الأردن بزيادة التعاون مع هنغاريا في هذا المجال، قائلا “ليس من قبيل المنافسة، ولكن يمكن للبلدين أن يكملا بعضهما، بالاعتماد على الزراعات الشتوية التي ينتجها الأردن في المناطق الغورية”.
وأضاف أن “الجانبين ناقشا فرص التعاون في مجال الطاقة النووية عبر الاستفادة من الخبرات الهنغارية، والتي تعتبر من الدول المتقدمة في هذا المجال”.
وأشار إلى أن لدى هنغاريا 4 مفاعلات نووية متطورة، وخبرة كافية يمكن ان يستفيد منها الاردن، لدعم برنامجه الطموح في الاستفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية، لافتا إلى أن البلدين مستهلكتان ومستوردتان للطاقة وغير منتجتين لها.
وأشار إلى ان هناك رأيا عاما في الاردن حول الموضوع النووي، مشيرا الى أن الحكومة تحترم هذا الرأي، وتأخذ كافة الآراء بالاعتبار.
ونوه النسور الى تداعيات الازمة السورية على الاقتصاد الاردني عبر استضافته نحو مليون لاجئ، ممن اضطرتهم الظروف لمغادرة بلادهم بسبب الاوضاع الداخلية.
وأكد أن الأردن يقوم بواجبه الاخلاقي والانساني تجاه اللاجئين، لكن ذلك لا يعني ان يغمض المجتمع الدولي عينيه عن الآثار السلبية للأزمة السورية على الاردن.
من جهته؛ أعرب اوربان عن تقدير بلاده للدور الاردني بدعم الاستقرار في المنطقة، مؤكدا ان هنغاريا تنظر الى المزيد من التعاون بين البلدين، مؤكدا ان الاستقرار عامل مهم لقطاع الاعمال ولجذب الاستثمار.
وقال إن “هنغاريا لديها خبرات ستقدمها للأردن، خصوصا في مجال الطاقة والطاقة النووية، وتتمتع بميزة وجودها الجغرافي في وسط اوروبا، ما يشكل عامل جذب لرجال الأعمال الأردنيين”.
وفيما يتعلق بموقف هنغاريا من الأزمة السورية؛ قال اوربان ان “اوروبا ترغب بلعب دور داعم للاستقرار في المنطقة، لكنه في الحالة السورية ما يزال المشهد غير واضح، بحيث لا يوجد حتى اللحظة شريك واضح على الساحة السورية، يمكن لأوروبا التعامل معه في المستقبل”.
وأضاف أن زيارته للأردن “تهدف للاطلاع على الموقف الاردني والقيادة السياسية في المنطقة حول الخطوات الواجب اتخاذها، للتعامل مع الأزمة السورية”.
الى ذلك؛ عقد النسور واوربان؛ جلسة مباحثات في دار رئاسة الوزراء تركزت على آليات تطوير التعاون الثنائي في عدة مجالات، بخاصة الاقتصادية والتجارية والتعليمية.
ونوه النسور إلى تطلع الحكومة لعلاقات قوية مع هنغاريا، بخاصة في ظل توافر فرص كبيرة للتعاون، معربا عن أمله بأن تسهم الاتفاقيات التي وقعها البلدان اليوم، بتوفير أرضية مناسبة لدفع مسيرة التعاون المشترك.
وأشار إلى الفرص الواعدة للتعاون وتبادل الخبرات في مجالات الطاقة ونقل التكنولوجيا والادوية والتعليم العالي والزراعة والسياحة والاستثمار والاسكان والإعمار.
وأعرب عن امله بأن تسهم زيارة رئيس الوزراء الهنغاري للمملكة بتعزيز العلاقات الثنائية، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يضم وزراء ومسؤولين وممثلين للقطاع الخاص في البلدين، يعكس الحرص المشترك على تعزيز التعاون في كافة المجالات.
من جهته؛ أعرب اوربان عن سعادته بزيارة الاردن، مؤكدا ان هنغاريا عازمة على الانخراط في علاقات وثيقة مع دول المنطقة وفي مقدمتها الأردن، الذي يحظى بعوامل الامن والاستقرار.
وأكد “احترام هنغاريا للدور الذي يقوم به الاردن في المنطقة، حيث تتابع بإعجاب الاصلاحات التي ينفذها الأردن بكل حكمة، والتي جعلت منه نموذجا يحتذى في المنطقة”.
واشار الى ان هنغاريا تدرك حجم التحديات التي تواجه الاردن، نتيجة استضافة اعداد كبيرة من اللاجئين، وآخرها حركة لجوء السوريين.
وبحضور النسور وأوربان، وقع البلدان اتفاقية للتعاون الاقتصادي والفني وقعها عن الجانب الاردني وزير التخطيط والتعاون الدولي جعفر حسان وعن الهنغاري وزير الاقتصاد الوطني ميهاي فارغا.
كما وقعت مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الطاقة، وقعها وزير الطاقة والثروة المعدنية وزير النقل علاء البطاينة ووزير التنمية الوطني الهنغاري لاسلوني نيمت.
كذلك تم التوقيع على برنامج للتعاون العلمي والتعليمي وزير التعليم العالي والبحث العلمي ووزير التربية والتعليم وجيه عويس ووزير الدولة للشؤون الخارجية والعلاقات الاقتصادية الخارجية الهنغاري بيتر سيارتو.
إلى ذلك؛ استقبل رئيس مجلس الاعيان طاهر المصري امس أوربان والوفد المرافق له، وبحثا معا آليات توثيق التعاون البرلماني وتعزيز العلاقات بين الاردن وهنغاريا في مختلف المجالات.
واعرب المصري عن تطلع الاردن إلى تقوية علاقات الشراكة مع هنغاريا، وتطوير العلاقات القائمة لما فيه خير البلدين والشعبين الصديقين، مشيدا بدور هنغاريا ضمن الاتحاد الأوروبي لتعزيز الاستقرار والأمن والتنمية في المنطقة.
كما التقى رئيس مجلس النواب سعد هايل السرور اوربان امس؛ وبحثا معا قضايا وتحديات الأمن والاستقرار والمتغيرات السياسية في الساحة العربية في ظل الربيع العربي، وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة المستجدات على الساحة السورية.
وعرض السرور الأوضاع في المنطقة ولا سيما الوضع المتأزم في سورية، وتأثيرات ذلك كله على الأردن في المجالات كافة وبالذات على الصعيد الاقتصادي، خاصة أن المملكة تستضيف مئات الآلاف من اللاجئين السوريين.
وأكد عمق العلاقات الثنائية القائمة بين الأردن وهنغاريا في المجالات كافة ولا سيما البرلمانية منها، لافتا إلى أن الدبلوماسية البرلمانية لها دور مهم ومؤثر في تقوية وتعزيز العلاقات الثنائية .
من جانبه؛ أشاد اوربان بجهود جلالة الملك عبدالله الثاني الإصلاحية وبدوره الفاعل في دعم الجهود المبذولة لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
وقال إن بلاده “تنظر للأردن نظرة خاصة؛ قائمة على الاحترام والتقدير، فتاريخ الأردن مقدر ومعروف”، مؤكدا أن هنغاريا معنية بتنمية وتعزيز علاقاتها مع المملكة في مختلف المجالات، ولا سيما في المجالات الاقتصادية وبما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين. – (بترا)