العجلوني يكتب ..رائعةٌ أنتِ

وكالة الناس – كتب.  د. يوسف العجلوني – دماغ المرأة في مختلف مراحل الحياة يختلف عن دماغ الرّجل في الوظائف ، ففي مرحلة الطفولة والمراهقة عندما ينشغل الذكور بالألعاب الرياضيّة والمشاكسة والخروج من المنزل وإظهار القوة ، يكون هَمُّ الأنثى المشاعر والأحاسيس والأحلام وتكوين الأسرة والتطلع للمستقبل.
دماغ المرأة يتصل ببعضه مثل شبكة العنكبوت ، فهي تستطيع القيام بعدة أعمال في نفس الوقت ، بينما عقل الرجل يتصل بخطوط مستقيمة فيصعب عليه القيام إلا بعمل واحد في نفس الوقت.
الأنثى عقلياً وفكرياً تسبق الذكر في نفس العمر بحوالي خمس سنوات.
المرأة يهمها العلاقات بالنّساء المحبّات اللواتي يسعينَ للمساعدة والعمل المجتمعي ، أمّا الرّجل فعلاقاته مبنيّة على أُسس ٍ متعلقة بالمنافسة ، وإثبات القوة والقدرة على النجاح.
الرجل والمرأة يتعاملان مع المواقف والأحداث بشكلٍ مختلف ، فيتوقّع الرجال من النّساء أن يُفكّرن ويتصرفنّ مثلهم ، وكذلك النّساء ، وذلك يؤدي إلى خلافاتٍ لا سبب لها ولا تنتهي (هو وهي).
مجتمعُ الرّجال صعبٌ ومليءٌ بالقسوة والجدية والتناحر ، ولذلك في آخر اليوم يعود الرجل للبيت يبحث عن المحبة والسلام والحنان المرجو من إمرأة ممكن أن تفهمه وتشاركه همومه وتزيل أحزانه وتريح باله، فقد تكون مصدر السعادة بالنسبة له ، أو قد لا تستخدم دماغها وتتعامل معه كما هي تريد ويبدأ الجدال والأنانية لتجعل حياته جحيماً.

رائعةٌ أنتِ أيتُها الأمّ ، منكِ جئت الى هذه الحياة ، ونشأتُ وترعرعتُ، وكبرتُ بحضنكِ ملتصقاً بكِ، أنتِ نبعُ الحياةِ والحنانِ ، أنتِ النورُ الذي يضيء طريقنا ، كنا نلجأ لكِ في كل المواضيع وفي أشدّ الظروف قسوةً، فنجدك تنتظريننا لتعطينا حضنَك الآمن وتمسحي بيدك الواسعةِ الكبيرةِ الناعمة على رؤوسنا وأجزاءً من جسدِنا ، وتكونُ مشورتُك دائماً لصالحنا، ولا تتركينا حتى تزيلي عنا النكدَ والهمومَ ، وتخلصينا من الآلام والتعب في كل مراحل الحياة. أنتِ أوّلُ من يفرح لنجاحنا وانبساطنا ، أنتِ يا أعظم وأحنّ مخلوق في الدنيا ، لم نفيكِ جزءاً من تعبكِ وتحمُلكِ من أجلنا :صعوبة الأيام وسهر الليالي ، وعجزنا عن رد الجميل ؛ لم ولن يكون لنا يوماً القدرة لنعبر عن شكرنا لكِ يا أمي يا أحلى قطعة من الجنة . لا زلتُ أراكِ حولي وفي أحلامي ؛ عندما أتذكرُ وجهكِ يا أمي مبتسمةً صامدةً، أشعرُ بقوةٍ وتفاؤل وقدرةٍ على الإستمرار والمضي من ذاكرتي الدائمة بتشجيعكِ لي ووقوفكِ بجانبي في كل ما يواجهني في هذه الدنيا. أمّي: لم أعرف قدرَكِ وقدرَ تعبكِ إلّا عندما مررتُ بما مررتِ بهِ ، صار لدي أبناء يعطونني درساً في الحياة وهو أنّ كل ّما تقدّمه الأم لا يمكن تعويضه ولا يمكن لأيّ أحدٍ أن يفي حقّ أمّه عليه.

رائعةٌ أنتِ أيتُها الزوجة ، تقومين بإدارة المنزلِ ورعايتِه ، وتربيةِ الأولاد ، وتهيئين البيتَ ليكونَ لهم الراحةَ والسكن ، ولا يكون للبيت طعم بدونكِ ، مخلصةٌ وفيةٌ ورحيمةٌ . كلامُكِ جميلٌ ، تمتلكين الحُبّ والعاطفة،َ ، صاحبةُ فكرٍ ومشورةٍ، لطيفةٌ و مؤدبةٌ وصادقةٌ .أنتِ رائعةٌ عندما تقوّين علاقتك بزوجكِ كلما ضعفت وترجعين المياه إلى مجاريها ، لا تفشين أسراره ، ولا يرى منكِ إلا الخير ، فلا تجعلينه يلتجأ لغيركِ ، أنتِ أحلى امرأةٌ في الدنيا ، صابرةٌ ، جميلةٌ بكل الأعمار ، جميلةٌ بلونك ، بأي مستوى إجتماعي أوثقافي أو مهني أو مادي أنتِ فيه؛ رائعةٌ أنتِ بأخلاقكِ وعفويتكِ وبساطتكِ ونعومتكِ وشعوركِ وقلبك الدافئ.

رائعةٌ أنتِ أيتُها الأخت ، نعمةٌ عظيمةٌ أنعم الله بها علينا لتكوني أُمّاً ثانيةً ، فأنتِ مصدرُ الحنان ، تمتلكين الكثيرَ من صفات الأم في مظهركِ وشعوركِ وتعاملكِ؛ تعطينا الثقةَ والشعورَ أننا رجالٌ وعلينا مسؤوليةٌ. عشتُ معكِ طفولتي وكنتِ لي الرفيق الصديق ، أنتِ جزءٌ مني ، فبمجرد رؤيتكِ يرتاحُ قلبي وتهدأ أعصابي ، وتزولُ همومي. أنتِ مصدرُ تفاؤلي وحبي للحياة ، فوجودكِ يعني لي الوجودَ والسعادةَ والأمانَ.

رائعةٌ أنتِ أيتها الإبنة ،أنتِ الأقرب والأحنّ لوالديكِ؛ قلبكِ مملوءٌ محبة ، ووجودكِ في البيت جمالٌ وبهجة وحياة ، رائعةٌ أنتِ إبنتي ، رقيقة ، حساسة ، أحبكِ في جميع مراحل حياتكِ : طفولتكِ الناعمة ، وطريقة تناولكِ الطعام بتمهل ، إبتسامتكِ البريئة هي التي تبعث فيّ الأمل والتفاؤل ؛ كم جميلةٌ تلك الأوقات التي كنت أراكِ تفرحين وتمرحين فيها ، وتطمئن النفس برؤيتك تكبرين لتلعبين دور الأم في المنزل؛ شهيّ طبخك تقلدين أمكِ في كل جميل تعمله. كبرتي وما زلتِ بعيني الصغيرة المدللة التي تحتاجني في كل شيء . أنا لستُ قاسياً عليكِ ، أنتِ حياتي ، وأنا جاهزٌ أن أعطيكِ كلّ شيء حتى لو طلبتي دمي.

رائعةٌ أنتِ أيتها الجدة ، تزيّنين البيت ، ووجودكِ يعطي الأمل والإستمرارية ، أنتِ رائحة التاريخ وعبق الماضي الأصيل ؛ ما أجمل لون خصل الشعر البيضاء في رأسكِ ، والتجاعيد في وجهكِ ، وآثار الزمن بحلوه ومره في ملامحكِ. أنتِ هيبةٌ ووقارٌ وبركة العائلة ، أنتِ كنزٌ بخبرتك بالحياة. لكِ منا الطاعة والمساعدة وإلاكرام في كل الأوقات وكما تريدين. فما أطيب الجدّة ، وما أغلى وجودها في حياتنا ؛ لا شكّ أن غاية المتعة تذوق حنانها والشعور بعزة نفسها وجبروتها.

رائعةٌ أنتِ أيتها المرأة، سيدةٌ واثقةٌ بنفسكِ ، متمكنةٌ من قدراتكِ وتصرفاتكِ ومهاراتكِ ،ولا تزعزعكِ الآراء المختلفة ولا الانتقادات . فأنتِ تعرفين نفسك جيداً ، وتعرفين ما تحتاجين وما تريدين ، وفخورة بما أنتِ عليه وبما تحققين ؛ تجلسين بثقة وتتنقلين بثقة ، وتخطفين الأنظار ؛ لطيفةٌ ، أنيقةٌ ، أنتِ فريدةٌ ، تحبين التميز والإختلاف في كل ما يخصك لتكوني الأولى في كل شيء ، أنتِ سيدة حرّة : تتخذين قراراتكِ بنفسك دون تردد ، قادرةٌ على التحدي ومواجهة الأزمات مهما كانت وأنتِ صلبة وقوية وحازمة، وحنونة بالوقت نفسه.

رائعةٌ أنتِ وراقيةٌ سيدتي؛ بالمظهر ، بالذوق الرفيع ، والحديث المهذب ، والأسلوب المميّز ، وطريقة التعبير ، والقدرة على محاورة الآخرين . رائعةٌ أنتِ وراقية بكل ما تتعاملين به مع من هم حولك مهنياً ومادياً واجتماعياً.

رائعةٌ أنتِ وذكيةٌ ومتمكنة برجاحة عقلك ، بحكمتكِ ونباهتكِ ، وفهمكِ لوجهات النظر المختلفة وقدرتكِ على التحليل والإقناع ؛ ودائماً هدفك الإتفاق مع الآخرين ؛ تدركين أخطائك بسرعة وتعترفين بها بأدب وتعتذرين عنها ، تعملين على تطوير الذات حسب المكان والظروف؛ ذكيةٌ في التعامل مع مختلف الفئات العمرية والمجتمعية براحة؛ تسعين للنجاح ولا ترضخين للفشل ، قادرةٌ على الإستقرار وعلى التأقلم لجعل البيئة المحيطة بكِ صحية ومكان أفضل للعيش والسعادة.

رائعةٌ أنتِ في مبادئكِ؛ في ابتعادكِ عن الكذب والخداع ، لا تتملقين. أنتِ صادقةٌ وأمينةٌ ، تحترمين الجميع بغض النظر عن أصولهم أو أديانهم ومعتقداتهم ، وتساعدين وتتعاطفين مع الجميع ، وتبثين الطاقة الإيجابية أينما ذهبتِ. رائعةٌ أنتِ وتتحمّلين الواجبات في العمل والبيت ، تعملين وتخلصين في إنجاز كل المهام يومياً بكفاءةٍ ودقةٍ وإتقانٍ.

رائعةٌ أنتِ وأنيقةٌ بالمظهر والتصرف والكلام ، لطيفة و مرتبةٌ في كل شيء ، وتتصرّفين بلباقة. لبسُك جميلٌ، تختارين الملابس وجميع التفاصيل التي ترتبط بها بتمهل بحيث تتناسب مع المكان والزمان والحدث؛ ملابس لكل مناسبة ، لا تكررين نفس الملابس ، كل يوم بلبس مختلف ٍ متناسق متطابق ٍمع إنتقاء المجوهرات وألوانها بتنوعٍ وإتقانٍ.

رائعةٌ أنتِ في تعاملكِ مع الناس على إختلافهم من أصدقاءٍ أو أفراد عائلةٍ أو غرباء في كل الأوقات . أنتِ ترسمين كل شيءٍ بشكلٍ دقيق ، وتفكرين ملياً قبل التسرع بالحكم ، ولا تسيئين الظن ، ولا تبالغين في ردة الفعل ، وتحافظين على هدوء الأعصاب والإتزان ، وتتجاوزين المشاكل والمواقف البسيطة التي لا تستحق الإنفعال.

رائعةٌ أنتِ في حل المشكلات والتحاور بطريقةٍ ناجحةٍ ومنطقيةٍ وحياديةٍ. تبتعدين عن التعصب في الرأي ، وتواجهين وتوضحين وجهةَ نظرك والسببُ وراءَ التصرف ، وهذا من شأنه أن ينهي المشكلة بالوقت المناسب .أنتِ تنتقين الكلمات المناسبة ولا تستخدمين العبارات الجارحة للحفاظ على الإحترام للطرف الآخر ؛ حوارٌ دون انتقاد ، لا تتخذين موقفاً سلبياً ، ولا
تذكري أحداثاً ماضيةً أثناء الحوار إن لم تكن في مكانها .أنتِ تعتمدين على طرق التواصل الفعّال ، بحيث تفسحين المجال للطرف الآخر ليتكلّم ، وتصغين جيداً لكلامه ، فالهدف من الحوار هو إيجاد حل لمسألةٍ معينة ، وليس الهدف إظهار أخطاء الآخرين أو كسب جدال.

رائعةٌ أنتِ في تنظيم الوقت لكلّ شيء : وقت لأداء الأعمال المنزلية ، ووقت للراحة، ووقت للنوم ، ووقت لعمل الأمور المُفضّلة والمُمتعة ، ووقت تقضيه مع الأصدقاء والأقارب. رائعةٌ أنتِ في تغيير الروتين من وقتٍ لآخر : تغيراتٌ في المنزل وتغيراتٌ في كل شيء ، تشاركين بالحفلات والرحلات ، وعمل المفاجآت ؛ أنتِ تجعلين الوقت ممتعاً بالقيام بنشاطاتٍ مختلفة ومسليّة ومريحة.

رائعةٌ أنتِ وفاتنةٌ؛ تزوجي ، كَوّني أسرةً ، وأنجبي أطفالاً. تزوجي حينما تشعرين أنكِ ناضجةٌ بما يكفي ، وحينما تشعرين أنكِ ستكونين الأم النموذج لأطفالها ، لا تتزوجي أيّاً من كان ، تزوجي من يتقدم بكِ نحو أهدافكِ وتطلعاتكِ؛ تزوجي ذلك الذي يتقاسم معكِ كل شيء ، ذلك الذي لا يستحي ولا يخجل من مساعدتكِ في كلِ شيء حتى تغيير حفاظات طفلهِ حتى عند حضور أمهِ وعائلتهِ ، تزوجي من يرى فيكِ إنسانيتكِ وروحكِ وفكركِ وثقافتكِ وشعوركِ.

رائعةٌ أنتِ في أنوثتكِ التي هي إنعكاسٌ لطاقاتكِ والمعاني الجميلةِ في داخلكِ ؛ فيكِ روحُ الإلهام والإبداع والجمال لتكوني الأفضل دائماً ؛ تصنعين الفرح ، وتتميزين بأنوثة ٍ في الجسم والكلام والشخصية والتصرف ، لستِ قاسيةً ، وتلتزمين بالحياء والصوتِ الهادئ الناعم . أنتِ مميزةٌ ومبهرةٌ ، آنسةٌ كنتِ أو متزوجةٌ أو حتى مطلقة أو أرملة ، تظلين تحتفظين بأنوثتكِ وتميّزكِ ، لا الزمان ولا المكان من يحدّد مدى روعتكِ وشموخكِ.

رائعة أنتِ بوجودكِ وحضوركِ وجميلةٌ لدرجة لا أستطيع أن أوقفَ النظرَ إليكِ ، وتبقين في مخيلتي ؛ أنتِ كل شيء ، أنتِ حساسةٌ ، جميلةٌ عيونُك ، أنتِ رقيقةٌ ، رائحتُك عطرةٌ بعبق الفلٌ والياسمين ، فيكِ أزهى المعاني ، أنتِ بطعم الشهد ، بكِ الدنيا وردية ، والوجودُ جميلٌ، أنتِ جميلةٌ بكل شيءٍ : بلسانكِ ، بمفرداتكِ ، بإجاباتكِ الفورية ، بلفتاتكِ ، بفكركِ العميق والسطحي ،بفعلكِ الناعم ، بمواقفكِ ، بعفويتكِ وبرائتكِ ، برقتكِ ، مراتٌ كم أنتِ بسيطة وساذجةٌ ، ومراتٌ تظهرين بطفولةٍ ، ومراتٌ تظهرين بغباءٍ. أنتِ تصنعين الراحةَ حولكِ ، أنتِ إشراقةُ الشمس ، والقمرُ إذا اكتمل ، أنتِ الفصولُ الأربعة ، ونقاءُ الماء ، وبياضُ الثلج ، من الصعب الاستغناء عنكِ ، وصعب للزمان أن يكرركِ ، أنتِ السعادةُ ، أنتِ العزيمةُ ، أنتِ الحياةُ ، لا تأتين إلا بخيرٍ ، وغيابُك يُصَعّبُ كلَ شيءٍ، ويغلقُ أبوابَ القربِ والحنان.

رائعةٌ أنتِ بكل أحوالكِ وتغيراتكِ الجوية والجسدية والعقلية والنفسية والهرمونية ، والإختلاف بالشعور وتخلخل المزاج والأفكار . رائعةٌ أنتِ يا سيدتي بكل تفاصيلكِ وفي كل حالاتكِ حتى لو كان من الصعب تفسيرها أو فهمها.

رائعةٌ أنتِ ياسيدتي دون استثناء ، وحياتكِ ملكٌ لكِ وحدكِ ، وليس لأحدٍ حق أن يشكلها وفقاً لأهوائهِ ورغباتهِ؛ كما أنكِ لستِ مجبرةً على إطفاءِ الشمعة الموقدة الجميلة بداخلكِ لأي سببٍ من الأسباب ، ولستِ مجبرةً على التخلي عن عفويتك وطفولتكِ ورغباتكِ. اصنعي لنفسك مجالاً للقليل من الأنانية في بعض الأوقات من أجل اعطاءِ نفسك وقتاً ممتعاًوجميلاً. لن يضرَ أحداً في شيءٍ أبداً. كوني كما أنتِ بفخرٍ ،وانظري بأملٍ واعتزي وافتخري لأنكِ تستحقين الأفضل. رائعةٌ أنتِ : أنتِ الإبنةُ والاختُ والزوجةُ والأمُ والجدةُ.

د. يوسف العجلوني