الحوارات يكشف أهمية القمة المصرية الأردنية الإماراتية
وكالة الناس – أكد المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات، أهمية اللقاء الذي جمع الملك عبد الله الثاني، وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس المصري عبدفتاح السيسي،الليلة الماضية في العاصمة القاهرة، نظرا لتوقيت المباحثات بالنسبة للدول الثلاث.
وقال د. الحوارات، إنه هناك أهداف مشتركة تربط مصر والأردن والإمارات، والدولتان بالنسبة للأردن مهمتان أولا لمكانتهما العربية استراتيجيًا، ولما يمكن أن تقدماه من دعم للدولة الأردنية، مشيرا الى أن أولويات الأردن الآن في هذه المرحلة الخطيرة التصدي لما يجري في فلسطين والقدس تحديدًا، حيث يقوم المستوطنون بدعم من حكومة نفتالي بينيت، بانتهاكات يومية للمسجد الأقصى، فيما يعرف بأسبوع الفصح ويريدون أن ينحروا فيه ذبائحهم بالمسجد.
وحذر من أن تلك الانتهاكات مقدمة لإعادة فكرة الفصل الزماني والمكاني للمسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، وللأسف الشديد هذه الفكرة تلقى قبولا من قبل حكومة اليمين المتطرف في دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف الحوارات، ان المملكة الأردنية تشعر بالخطر في أكثر من مجال، إذ أن تمدد اليمين بإمكانه أن يضغط على الفلسطينيين بشكل يؤدي إلى اضطراب الوضع هناك ويؤججه وهذا لا يخدم المصالح الاستراتيجية للأردن، لافتا إلى أنه أيضًا يهدد الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة واستفرار الإقليم بشكل عام.
وشدد على أن الأردن يحتاج لتعزيز موقفه تجاه القضية الفلسطينية والحصول على دعم لدوره في المسجد الأقصى بالذات والأماكن المقدسة هناك، ودعم وصايته في مواجهة تعنت إسرائيلي يحاول أن يهمش الدور الأردني ويلقيه جانبًا، مؤكدا أنه لا يوجد أفضل من الإطار العربي للأردن للحصول على الدعم والتأييد في موقفه هذا.
وتابع قائلا: “مصر والإمارات من الدول العربية المهمة، بالإضافة إلى أنهما تقيمان علاقات سياسية مع إسرائيل وهناك اتفاقيات سلام موقعة فيما ينهما مع دولة الاحتلال”، معتبرا أن هذا الأمر يعطيهما الفرصة للتدخل لدى حكومة نفتالي بينيت، لمحاولة لجم قطعان المستوطنين المتطرفين اليمينيين اليهود، لإيقاف هذا التدهور السريع للوضع في القدس الشريف.
وأكد الحوارات أن مصر والإمارات لديهما الإمكانيات للضغط على إسرائيل، أولا: من خلال الوسائل الدبلوماسية، ثانيًا” هناك شراكة بدأت في الفترة الأخيرة أمنية وسياسية واقتصادية، يمكن لهما من خلالها الضغط على دولة الاحتلال.
واختتم قائلا: بالتالي هذه القمة تشكل بالنسبة للأردن مفتاحًا لمعضلة العلاقات مع دولة الاحتلال، إذ يأمل أن يحقق من خلالها الكثير من المكاسب نظرًا لعمق العلاقة مع مصر والإمارات، وأيضًا لتفهمهما لما يعانيه الأردن من ضغط وثقل بعدم وجود حل للقضية الفلسطينية.