0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

د. العجلوني يكتب.. طبيب وحكيم وانسان

وكالة الناس – كتب.  د. يوسف العجلوني الطب مهنة انسانية ، مهنة الرحمة والحنان ، بها يتحقق للمريض الرعاية الصحية والرضى والأمان.

الرعاية الصحية الممييزة تحتاج الى مستشفيات متخصصة ومعدات واجهزة وكفاءات وخدمة طبية على مدار الساعة بدقة وضمير وعلم وإنسانية ممزوجة بالمبادئ الأخلاقية الرفيعة.

الرعاية الصحية في الدول الراقية هي هدف وليس شعارات للهتاف بها ، وهي من اهم مظاهر تقدم الدول واحترام مواطنيها.

الطبيب يرتقي باخلاقه إلى مستوى الواجب والاتسانية قبل التفكير بحقه بالحصول على المال ، ويحافظ على سمعة المهنة ورفعتها وشرفها وتقدمها بمهنية وتواضع ومحبة.

قديما كانوا يلقبون الطبيب بالحكيم ، وذلك لأن معنى الحكمة أوسع وأشمل ، الطبيب هو من يعالج المرض ، ولكن الحكيم هو من يعالج المريض طبيا” وشعوريا” وماديا”.

الطبيب مضطر للتعامل مع الناس في أوقات عصيبة وحرجة ، حيث يكون المريض موجوعا” مهموما” مصدوما” ، لانه كان ماضيا في حياته بسعادة وامل ونشاط وفجاءه المرض من دون ميعاد ، لذلك على الطبيب أن يكون متوقعا” ومستعدا” لردة فعل المريض من قلق وكآبة وتجهم وعصبية وغضب.

الحكيم دائما صادق مع مريضه في إخباره بالتشخيص وحقيقة المرض ، وإذا شعر الطبيب بعدم قدرته على التشخيص او العلاج ، يجب عليه أن يستشير طبيب اخر يعتقد بقدرته على التشخيص والعلاج للمرض.

معظم الخلافات في الحقل الطبي سببها عدم اجادة مهارات الاتصال والتواصل مع المرضى واقاربهم ، لذلك الطبيب الجيد يكون على انتباه لهذة الناحية بالشكل الصحيح والمنطق والاصول المتبعة ضم الظروف الجغرافية والاجتماعية.

الطبيب يتعامل مع مشاعر ونفسيات الناس في الصحة والمرض وحياتهم اليومية ومستقبلهم ، لذلك لقاء الطبيب ومظهره ودرجة اهتمامه واسلوبه وعلمه يبشر بالثلث الاول من العلاج.

الأطباء الممييزين يُعمِّرون كل صرح طبي يعملون به ، اينما كان ، يحسنون المقابلة والمعاملة ، يتقبلون المريض كما هو مظهرين له التعاطف والإحساس بمعاناته ، يعملون بروح الفريق ، يستطيعون استخدام الاجهزة بالشكل الامثل ، لا يجاملون في مصلحة المريض وحياته ومستقبله ، قادرون على التشخيص الصحيح بدقة وسرعة ، ومن ثم العلاج الشافي للمريض بمنطق ورضى وكرامة.

مهنة الطب مسيرة مستمرة من الانتماء والعلم ، ولا يتوقف فيها التجديد والتطور عند حدٍ معين ، ففي كلّ يومٍ يشهد عالم الطب اكتشافًا وعلاجا” جديدا” ، وهنالك دائما الامل في الشفاء ، ولا يجوز فيها الياس او الاستسلام للمرض جسديا” ونفسيا” .

أصحاب المهن الأخرى يستطيعون الاعتذار عن تأدية الخدمة للناس متى ما أرادوا لتكون لهم أوقاتهم وحياتهم الخاصة ، بينما لا يستطيع الطبيب ذلك ، فهو مستعد دائما لخدمة الناس وعلاجهم في كلّ وقت ومكان بانسانية وبدون مقابل.

حتى تبقى الخدمة الطبية في اعلى المستويات وتكون عطاء ورقي ورحمة يجب ان يكون الطبيب مرتاح نفسيا” وماديا” ، ويجب احترام خصوصيته وشخصيته وكيانه وعلمه وخبراته وطبيعته البشرية وضغط العمل وما يعانيه من ضغط عمل وقلق في علاج الحالات الصعبة والطارئة.

للطبيب انسان له خصوصية في حياته الاجتماعية واوقات استراحته ، ولديه التزامات تجاه عائلته واقاربه واصدقائه ومجتمعه ، لذلك من الادب بالعلاقة مع الطبيب التزام المرضى واقاربهم بالاوقات المحددة من قبل الطبيب للقيام بمكالمات وارسال الرسائل وطلب استفسارات ، وتكزن المراجعات في العيادة ، وفي الحالات الطارئة يوجد طوارئ في كل مستشفى تكون اقدر على تقديم خدمة طبية واضحة ومباشرة وعمل الاجراءات الضرورية في وقتها اللازم وضمن المسؤولية القانونية.

واخيرا” الطبيب الحكيم يتخذ القرارات بشكلٍ صحيح ودقيق ، ويجعل علاقته مع من حوله متوازنة ،ولديه القدرة على التحليل والاستنباط ، وينظر إلى الأمور الإيجابية ، ويفكر في الأمور جيداً قبل التحدث او الحكم على الاشياء ، ويحاول فهم سبب تصرفات وسلوكات الآخرين ويتقبلهم على ما هم عليه ، ويبتعد عن التسرع ، ويستخدم المنطق للوصول إلى أفضل النتائج.
الطبيب الحكيم يبتعد عن التقليد الأعمى ، ويتعلم من أخطاء الآخرين ويتجنّبها ، ولا يهتم بالاراء السلبية التي تؤدي الى إيقاف فرص التطوّر والإبداع.

د. يوسف العجلوني