الرئيس المكلف يمهد لعودة 5 وزراء من حكومته السابقة
كاملة الصلاحيات، فيما أشار رئيس كتلة الوسط الإسلامي محمد الحاج إلى أن النسور “يؤيد توزير النواب، لكن على نحو تدريجي، وبدون أن يحدث ذلك في الوقت الراهن”.
جاء ذلك عقب لقاء جمع النسور أمس، في إطار مشاوراته الحالية مع الكتل النيابية، والتي التقى خلالها كلا من كتلة وطن برئاسة النائب عاطف الطراونة (24 نائبا)، وكتلة الوسط الإسلامي (15 نائبا) في قاعة عاكف الفايز بدار مجلس النواب.
وأكد رئيس الوزراء، خلال اللقاء، أنه سيكون في مقدمة أهداف حكومته إذا قدر لها ان تحظى بثقة مجلس النواب، هو حفظ مكانة وهيبة المجلس واحترام تمثيله للناس، مشددا على أن مجلس النواب ضرورة وحاجة وطنية حيث لا ديمقراطية بدون مجلس نيابي قوي ولديه الصلاحيات الكاملة في الرقابة والتشريع.
وأشار إلى حجم العمل الكبير والمهم الذي ينتظر مجلس النواب على الصعيد التشريعي، حيث يوجد بحوزته عدد من التشريعات غير المسبوقة، مثلما سترسل الحكومة مجموعة أخرى منها لاستكمال منظومة النزاهة الوطنية، لافتا إلى أن مجلس الوزراء سيناقش في جلسته اليوم مشروع قانون جديد لضريبة الدخل يأخذ بتصاعدية الضريبة تمهيدا لإقراره وإرساله الى البرلمان في وقت قريب.
وأكد رئيس الوزراء ان الحكومة المقبلة التي ستتشكل بناء على المشاورات النيابية تمثل “فصلا جديدا في الحياة السياسية الأردنية”.
وأشار إلى ضرورة تعاون الحكومة ومجلس النواب لإنجاح هذه المبادرة، مشددا على أن الحكومة ستكون كاملة الصلاحيات وفقا للدستور.
ولفت بهذا الصدد إلى أن الفريق الوزاري سيتم اختياره وفق معايير الكفاءة والقدرة على ترجمة وتنفيذ رؤى وتوجيهات جلالة الملك الإصلاحية، مؤكدا أنه سيسعى لأن يكون “عادلا” في اختيار الوزراء.
وبشأن مشاركة النواب في الحكومة أشار رئيس الوزراء إلى أن مشاوراته مع الكتل النيابية والنواب المستقلين تأتي للتعرف على توجهاتهم بهذا الشأن، مؤكدا أن الهدف الأكبر الذي يجب أن نسعى لتحقيقه مستقبلا أن يكون توزير النواب هو “القاعدة وليس الاستثناء”.
وعرض رئيس الوزراء الأوضاع الاقتصادية والمالية التي مر بها الأردن خلال الفترة الماضية، لافتا إلى أن الحكومة ستضع الأرقام والحقائق أمام مجلس النواب وستستمع إلى المشورة والبدائل والحلول الممكنة.
بدوره، نقل الحاج عن رئيس الوزراء المكلف تأكيده عدم وجود “أي إيحاءات أو إشارات من قبل جلالة الملك أو من أي جهة أخرى فيما يتعلق بموضوع توزير النواب”.
وقال الحاج إن الاجتماع الذي استمر أربع ساعات متواصلة، تحدث فيه 22 نائبا من كتلة وطن، و13 من كتلة “الوسط”، لافتا إلى أن كتلته “لاحظت أن في ذهن الرئيس المكلف تأييدا لفكرة توزير النواب بشكل عام، على أن يتم ذلك بشكل تدريجي، وأن لا تكون المشاركة في الوقت الحالي”.
كما نقل عن النسور قوله إن “توزير النواب خير وصفة لبعثرة الكتل النيابية، وإن ما يقرب من 85 % من الشعب الأردني ضد فكرة توزير النواب راهنا بحسب دراسات واستطلاعات جرت مؤخرا”.
وقال الحاج إن كتلته أكدت أنها “لا تؤيد توزير النواب في الفترة الحالية”، مشترطة في الوقت ذاته مشاركة أعضائها في الحكومة في حال قرر الرئيس المكلف إشراك النواب في حكومته.
ونقل عن النسور قوله “إن واجبنا تجاه اللاجئين السوريين هو واجب إنساني يفرضه علينا القانون الدولي، ولكن المشكلة أن المساعدات التي وصلتنا أقل بكثير من الاحتياجات المطلوبة”.
من جهته، كان رئيس كتلة وطن النيابية عاطف الطراونة لفت في بداية اللقاء إلى أن كتلتي وطن و”الوسط الإسلامي” رشحتا اسم النسور خلال مشاورات رئيس الديوان الملكي الهاشمي مع النواب بالأغلبية، وكان ذلك من أبرز القواسم المشتركة بين الكتلتين، إضافة الى “الدفع بقانون الانتخاب وقانون ضريبة الدخل التصاعدي كما التزمت به الحكومة وهذا سيلقى منا كل التأييد”.
بدورها، نقلت الناطقة الإعلامية باسم كتلة وطن النائب خلود الخطاطبة عن رئيس الوزراء المكلف تأكيده أنه “لن يسكت على فساد يسمع به، وأن الإدارة العامة في الدولة ستمر بمرحلة إصلاحية جديدة”، متعهدا أن تضع الحكومة كل ما لديها من معلومات بين يدي النواب. وأشارت الخطاطبة إلى أن النسور استعرض في مستهل حديثة مع أعضاء الكتلتين دقة المرحلة وصعوبة الوضع الاقتصادي، مشيرا إلى وجود قوانين إصلاحية ستكون في القريب العاجل أمام مجلس النواب، وفي مقدمتها قانون ضريبة الدخل.
وقالت إن رئيس الوزراء المكلف أشاد بنتائج الانتخابات النيابية وبمجلس النواب، مشيرا إلى “أننا على أبواب مرحلة جديدة بأن يتولى النواب أنفسهم تسمية واختيار الوزراء والحكومة”.
وأضافت الخطاطبة إن اللقاء كان مفتوحا وشفافا، وقدم رؤساء الكتل إيجازا حول رؤية كتلهم للأوضاع العامة، مشيرة إلى أن النواب أكدوا في الاجتماع أن مسألة الثقة بالحكومة ستكون مرتبطة بالفريق الوزاري، وببرنامج الحكومة الذي ستقدمه للمجلس لطلب الثقة على أساسه.
وقالت إن نوابا أثاروا خلال الاجتماع قضايا متعلقة بمناطقهم الانتخابية، لكن الحديث انصب أكثر على ضرورة إعطاء الناس حقوقهم بدون “محاصصة”، كما ركز النواب على أن تكون تشكيلة الحكومة على أساس الكفاءة والخبرة، وضرورة فتح ملفات الفساد.
ونوهت الخطاطبة إلى أن الرئيس المكلف أشاد بتجربة توزير نائبين سابقين في حكومته، وهما نضال القطامين وبسام حدادين، لافتا إلى أن التجربة كانت جيدة وناجحة، وأشاد بنجاج القطامين في برنامج التشغيل الذي يعمل عليه.
وقالت إن النسور “مقتنع بأداء وزراء الخارجية والتخطيط والنقل”، وفهم من ذلك أنه قد يعيد توزير الوزراء المذكورين في حكومته الجديدة.
وفي بداية الاجتماع، سلمت كتلة الوسط الإسلامي النسور ورقة مكتوبة حول رؤيتها لبرنامج الحكومة المقبلة ومشاركة النواب فيها، وأكدت ضرورة التزام الحكومة بتفعيل المادة (2) من الدستور، التي تنص على أن “الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية”، بحيث تكون جميع التشريعات والمقررات والاتفاقيات مع أي جهة محلية أو عربية أو دولية متفقة ومنسجمة مع هذا النص الدستوري.
كما طالبت الكتلة بأن تلتزم الحكومة بفتح حوار وطني عام تشارك فيه جميع القوى السياسية والحراكات الشعبية، من أجل التوصل إلى التوافق حول حزمة التشريعات الناظمة للحياة السياسية، التي تمس حياة المواطن، ومنها قوانين: المالكين والمستأجرين، الضمان الاجتماعي، العمل، ضريبة الدخل، وكذلك التوصل إلى قانون انتخاب توافقي، وقانون أحزاب يعزز مشاركة الأحزاب في صنع القرار.
وتضمت الورقة ضرورة التزام الحكومة بأن تكون صاحبة الولاية العامة في إدارة جميع شؤون الدولة، وإعادة النظر في الملف الاقتصادي، وأن تتعهد بعدم رفع الأسعار، وبخاصة المواد الأساسية والمحروقات والكهرباء والمياه، ومراجعة ملف الخصخصة، وعدم رفع الدعم عن المواد الغذائية والسلع الضرورية، إضافة إلى الارتقاء بمستوى المعيشة الكريم للمواطنين، وبالشفافية ومكاشفتهم حول كل ما جرى في السنوات الماضية، وأن تصدر للرأي العام “كتاباً أبيضَ” يترجم الثورة البيضاء التي تحدث عنها جلالة الملك في افتتاح دورة مجلس النواب السابع عشر، ويتضمن ما حدث من “خلل” بكل نزاهة على صعيد العمل السياسي والملف الاقتصادي لما فيه مستقبل الأردن المشرق.
كما تضمت المذكرة أن تلتزم الحكومة بفتح جميع ملفات الفساد، واستقلالية وسائل الإعلام، وتقديم المعلومات الصحيحة إليها وفق أحكام القانون، وضمان استقلال القضاء وعدم التدخل به، علاوة على مشاركة المرأة في الحكومات المتعاقبة.
ويواصل النسور مشاوراته اليوم بلقاء كتلة المستقبل النيابية عند الساعة العاشرة صباحا، فيما تستبق الكتلة الاجتماع باجتماع يضم أعضاءها للاتفاق على القضايا التي سيتم طرحها، وفق ما صرح به الناطق الإعلامي باسم الكتلة النائب مصطفى ياغي. – (بترا)