كالوجين: المحطة النووية أهم المشاريع المتوقعة بين الأردن وروسيا
.
وتشارك روسيا في العطاء المطروح إلى جانب كل من اليابان وفرنسا اللتين تنافسانها على تنفيذ هذا المشروع.
والمباحثات الجارية منذ سنوات حول إنشاء محطة نووية مصيرها معلق على الجانب الأردني وحده، حيث قدم الجانب الروسي عروضه بانتظار قرار الحكومة، وإذا ما وقع ما لا ترغب به موسكو واختار الأردني العرض الياباني الفرنسي فإنها لا تعتبر ذلك نهاية المطاف، بل يمكن أن يأخذ التعاون أشكالا أخرى من بينها الشراكة في الشق التكنولوجي من المشروع، أو الشراكة لفترة تمتد لعام أو عامين على غرار الشراكة بين بلاده وبنغلادش “البلد الفقير” على حد وصف السفير الروسي في عمان الكسندر كالوجين.
لا مشاريع لمد أنبوب غاز بين الدولتين أو بين البحر الأسود والعقبة مرورا بالبصرة، “الكلام موجود لكن ليس ثمة أشياء عملية”، واهتمام الشركات الروسية مثل “غازبروم” ينصب على المشاريع العالمية الكبرى، “أنا أعرف تعامل هذه الشركات مع الاستثمارات الخارجية” يقول كالوجين.
حديث بعض الصحف المحلية الروسية عن اتفاق روسي أردني لبناء أضخم قاعدة صناعية عسكرية في منطقة الشرق الأوسط على الأراضي الأردنية “ليس صحيحا”، بحسب كالوجين، والحقيقة هي أن مصنعا لتجميع صواريخ آر بي جي 32 من طراز هاشم باشر أعماله مؤخرا في الأردن، يشرف عليه مهندسون وفنيون أردنيون ويقوم الجانب الروسي بتزويده بالحشوات والمواد اللازمة، وحجم الاستثمار فيه بين 50-40 مليون دولار وليس أكثر من مليار دولار كما أشيع حول القاعدة العسكرية الروسية الضخمة التي كان من المفترض أن توفر 250 ألف فرصة عمل للأردنيين، بحسب وسائل إعلام.
في سورية، إدارة بوتين مواقفها ثابتة ولم تتأثر بأي من عوامل التعرية الضخمة التي طرأت على النظام في سورية، وكما يقول كالوجين فإن بلاده لا تريد الدخول في لعبة تغيير الأنظمة الحاكمة، كما أنها متمسكة بالحل السياسي في سورية كما هي الولايات المتحدة، لكن الطرفين يختلفان حول الأسلوب وكيفية الوصول الى هذا الحل.
روسيا تدعو إلى إقناع كل الأطراف السورية بالجلوس على طاولة الحوار ووقف القتال، لكنها في المقابل ترفض الحديث حول دعمها المتواصل للنظام بالسلاح والذخيرة، وتتساءل “هل لديكم معلومات؟ أنتم تصدقون كل شيء، في سورية الكثير من مصانع السلاح…”، وبالنسبة لصواريخ سكود التي يقصف بها النظام المناطق الآهلة بالسكان في حلب ومحيطها يقول كالوجين إنها أسلحة حصل عليها النظام من دول أخرى فيما حصل من روسيا على بعض منها في ثمانينيات وسبعينيات القرن الماضي.
وأكد كالوجين على موقف بلاده من الملف النووي الإيراني الداعي الى الحوار مع طهران، في الوقت الذي يجب أن تتعاون فيه الأخيرة بشكل كامل مع المفتشين الدوليين، وعن علاقة بلاده بأميركا قال السفير إن استراتيجية بلاده الخارجية ألغت مفهوم الحرب الباردة من قاموسها كما باتت تركز على مفهوم القوة الناعمة في العالم.
ليس لروسيا دور ملحوظ في الأردن حتى الآن، وحجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ حوالي 450 مليون دولار لصالح الدولة الأكبر روسيا طبعا، فيما يصدر الأردن إلى روسيا بعض الفواكه ومنتجات البحر الميت، بحسب حديث للسفير الروسي في عمّان ألكسندر كالوجين في ندوة لـ”الغد” عقدت قبل أيام.
لكن الأردن وروسيا اتفقا خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الأردن صيف العام الماضي على تشكيل لجنة اقتصادية على مستوى حكومات سيرأسها من الجانب الروسي وزير الزراعة ومن جانب الأردن وزير التخطيط، وهي لجنة من شأنها أن تلعب دوراً مهماً في تحريك الأغمور وتنشيط الصلات الاقتصادية والتجارية، كما يقول السفير كالوجين.
المحطة النووية أهم مشروع
من أهم المشاريع المتوقعة بين الطرفين، بحسب السفير كالوجين، المحطة النووية التي تنوي المملكة إنشاءها خلال الفترة المقبلة، وتشارك روسيا في العطاء المطروح إلى جانب كل من اليابان وفرنسا اللتين تنافسان روسيا على تنفيذ هذا المشروع، الذي من المتوقع أن يعلن عن نتائج العطاء المطروح لتنفيذه خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
ويرى السفير كالوجين أن الجانب الأردني يقدر التكنولوجيا الروسية، بدورها قامت روسيا بتقديم اقتراح Models على غرار موديلات تمت في بلدان أخرى، تتوافر فيه درجة أمان عالمية تم تحديثها بعد كارثة فوكوشيما في اليابان العام الماضي، وتصل درجة الأمان في الموديل الروسي المقترح إلى 3.1، وهذا مقبول دوليا من وجهة نظر السفير كالوجين. وفيما يتعلق بتجربة تشيرنوبل قال السفير “هذا أصبح من الماضي.. أنا قلت إن مستوى الضمان والأمن أكثر من 3 حسب المقاييس العصرية الحديثة، ونحن مستعدون لإعطاء كل التفسيرات للجانب الأردني”.
كهرباء أرخص من المفاعل النووي
كلفة إنتاج الكهرباء من خلال المشروع النووي الروسي المقترح ستكون أرخص من إنتاجها عن طريق أنواع الوقود الأخرى مثل الوقود الثقيل الذي يعتمد عليه الأردن في إنتاج الطاقة الكهربائية بعد انقطاع الغاز المصري، لكنه لن يعني هبوطا عن مستواها الحالي، فالأسعار الحالية من وجهة نظر السفير كالوجين متدنية بالمقارنة مع الأسعار العالمية، ومع ذلك، فإن هذه المفاعلات من الممكن أن تساعد استقرار أسعار الكهرباء وفي التخفيف على خزينة الدولة.
تكلفة المفاعلات النووية ليست رخيصة، كما يؤكد كالوجين الذي تحدث عن صيغ مختلفة لهذا المشروع، مشيرا إلى تجربة روسيا مع تركيا حيث اتفق مع الحكومة هناك على بناء أربعة مفاعلات نووية بكلفة 20 مليار دولار وفق صيغة (BOO) الاستثمارية العالمية، وهذا يعني كما يقول السفير كالوجين “نحن نستثمر ونبني ونقوم ببيع الكهرباء بسعر محدد في الاتفاقية، لكن بعد فترة تستطيع روسيا استرجاع أموالها لتؤول ملكية هذه المفاعلات إلى الحكومة التركية بعد خمس أو ثماني أو عشر سنوات”.
المثال التركي ليس وحيدا
لكن السفير كالوجين لا يطرح المثال التركي كنموذج وحيد للتعامل مع الأردن، فالمسألة بالنسبة اليه مرنة ويمكن طرح أكثر من صيغة للتعاون “النووي” بين الطرفين، ويرى أنه لا يوجد ما يمنع الاتفاق حول هذا المشروع مالياً وتقنياً، كما أن بلاده لا تمانع أيضا في اقتصار التعاون على الشق التكنولوجي الذي هو “الأفضل” من وجهة نظره، دون أن يمتد التعاون أو الشراكة إلى تمويل المشروع على غرار التجربة التركية، وهنا يشير إلى اتفاق بلاده النووي مع بنغلادش “البلد الفقير”، حيث قسم المشروع إلى قسمين؛
المرحلة الأولى تستمر لسنة ونصف أو سنتين تقوم خلالها بعمل الحسابات والتقييمات اللازمة، وفي المرحلة الثانية نبحث ما هو المطلوب، وهذه صيغة مطروحة للنقاش مع الأردن أيضا. وهناك صيغة ثالثة للاستثمار لدى روسيا تستطيع من خلاله المملكة الدخول كشريك في المشروع من خلال تقديم البنية التحتية والأرض اللازمة من دون الالتزام بدفع مبالغ مالية نقدية.
وأوضح كالوجين أن روسيا اتفقت مع رئيس هيئة الطاقة النووية في الأردن خالد طوقان أثناء المفاوضات الأخيرة في عمان وموسكو أن تستمر المشاورات لأن هذا مشروع جبار، يجب أن ندقق في كل التفاصيل، اختيار التكنولوجيا خطوة أولى ومهمة”.
لا قواعد روسية ضخمة بالأردن
لا تعتزم روسيا إقامة قاعدة عسكرية صناعية هي الأضخم في منطقة الشرق الأوسط في صحراء المملكة، بحسب السفير كالوجين، انما هي الآن “تعمل على تشغيل مصنع لقاذفات الآر بي جي بحجم استثمار يصل إلى “بضعة عشر مليون.. ربما تصل إلى أربعين أو خمسين مليون دولار”.
وكانت وسائل إعلام نقلت قبل نحو أسبوع عن مصادر “مطلعة” توصل كل من الجانبين الروسي والأردني إلى اتفاق يتضمن إقامة قاعدة صناعات عسكرية روسية ضخمة على الأراضي الأردنية من شأنها تشغيل 250 ألف مواطن. وقالت المصادر حينها إن الصناعات العسكرية الثقيلة الروسية سيتم تصديرها لدول الشرق الأوسط عبر ميناء العقبة الأردني.
وقال كالوجين إن هذه المعلومات “ليست صحيحة.. المشروع الذي اتفقنا عليه مع الجانب الأردني هو مصنع لتجميع قاذافات آر بي جيه من طراز هاشم”، يصل مداها إلى نصف كيلومتر وهي مصممة ضد الدبابات.
مصنع الآر بي جي متفق عليه سابقا
وحول المشروع المتفق عليه الذي أشار اليه السفير قال إنه “موقع بين الجانبين منذ 5 سنوات.. وخلال هذه الفترة كنا نعمل الدراسات الجادة والاقتصادية”، وكشف كالوجين أن “المصنع الآن يعمل وهناك مهندسون وعمال أردنيون قائمون على هذا المصنع”، فيما يقوم الجانب الروسي بتزويد المصنع بعناصر القاذفات”. كاشفا أن المصنع كان جزءا من قرض قدمته بلاده للمملكة في 2006.
وردا على سؤال لـ”الغد” حول حجم الاستثمار أوضح كالوجين أنه “بحجم بضعة عشر مليون تصل إلى 40 أو 50 مليون دولار دولار وليس بليون دولار”، كما قالت صحف روسية، لكنه أشار إلى أن الطرفين الأردني والروسي وضعا اتفاقا للأطراف التي يمكن أن تشتري هذه الأسلحة “لأنها أسلحة حساسة فهي أساسا ضد الدبابات”. وتوقع السفير الروسي أن يفتتح المصنع رسميا الصيف المقبل.
ونفى كالوجين أن يكون هناك أي استثمار مستقبلي أو صفقات جديدة في الشأن العسكري، قائلا “حتى الآن نحن مكتفون بهذا المصنع لأن إنتاجه يمكن أن يستعمل لاحتياجات الجيش الأردني وتصديره إلى البلدان الأخرى”.
روسيا ليست الاتحاد السوفيتي
في حقبة الاتحاد السوفيتي كانت روسيا تنطلق في دعمها للدول الأخرى من اعتبارات أيديولوجية، لكنها في الوقت الحالي، كما نبه كالوجين، وضعت صيغ الدعم المختلفة تحت المعايير الاستثمارية والتجارية.. “هذا فرق كبير بين روسيا والاتحاد السوفيتي”.
لا أنابيب غاز إلى العقبة
لا يوجد مشاريع غاز بين الأردن وروسيا رغم أن “الكلام كان موجودا”، حتى الآن لدى روسيا أنبوب غاز يصل إلى تركيا، لكن الشركات الروسية ليس لديها مشاريع حول هذا الموضوع، شركة مثل غاز بروم مهتمة في مشاريع كبرى وعالمية “أنا أعرف تعامل هذه الشركات مع الاستثمارات الخارجية”، هكذا يقفل السفير كالوجين الحديث حول هذا الموضوع، وينتقل إلى الحديث عن السياحة الدينية للروس في الأردن.
السياحة الدينية في الأردن مكلفة
يشير السفير كالوجين إلى تصريح لمدير موقع المغطس المهندس ضياء مدني يقول فيه إن هناك “زيادة في الحجاج الروس”، ويلفت السفير الانتباه إلى افتتاح بيت الحجاج الروسي في الصيف الماضي، “وهذا شيء جيد جداً”.
ويعتبر كالوجين الجهود الأردنية للترويج للسياحة الدينية في روسيا “كافية”، لكن ذلك لم ينعكس إيجابا على حجم أعداد السياح الدينيين الروس في الأردن، والسبب أن السياحة الدينية “غالية” بالمقارنة مع تركيا ومصر، “طبعاً الطبقة المتوسطة تفضل الذهاب إلى أماكن تتواجد فيها ضيافة وخدمات جيدة وكثير من الناس تفضل الذهاب إلى تركيا ومصر بسبب انخفاض التكاليف”.
لقاءت الملك- بوتين
خلال حديثه عن لقاء الملك عبدالله الثاني مع الرئيس فلاديمير بوتين في موسكو قبل أيام، كشف أن الملك التقى بوتين أكثر من 8 مرات بين العامين 2000-2012 وهي مرحلة متقدمة بالمقارنة مع كل الدول العربية، لذلك زيارة الملك إلى روسيا في هذه الفترة “ليس شيئا جديدا”، “طبعاً التركيز كان أثناء الزيارة على الموضوعات الثنائية مثل سورية، لأن الأوضاع في سورية تهم الطرفين.. هناك نقاط خلاف مع روسيا ولكن هناك نقاط مشتركة مثل ضرورة وقف القتال والمباشرة في حوار بين كل الأطراف، على هذا الأساس نتحاور مع الجانب الأردني”.
روسيا لا تنافس أميركا
لا تعتقد روسيا أن الأردن يريد أن يلعب دور الوسيط بين بلاده والولايات المتحدة حول سورية، فالقنوات مفتوحة والاتصالات مع كل المستويات بين الجانبين الأميركي والروسي، هناك لقاءات وتبادل وجهات النظر في جنيف وفي غيرها على مستوى دبلوماسي كبير، حتى الآن لا نستطيع أن نقول إننا توصلنا إلى شيء مشترك يمكن أن يشكل حلا مقبولاً في سورية، ما زلنا في مشاورات، هذه قضية (الأزمة السورية) صعبة جداً كما يصفها كالوجين.
ينفي كالوجين أن يكون هناك تخبط روسي في التعامل مع الأزمة السورية، وعند الإشارة إلى تصريح مساعد وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي قال فيه إن أيام الأسد معدودة والى احتمال انتصار المعارضة عسكريا على النظام، أشار كالوجين إلى نفي الحكومة الروسية لهذه التصريحات، معقبا على ذلك بأنه “اذا كان هناك اتفاق بين الأطراف السورية على ضرورة رحيل الأسد فليكن هذا”.
الأسد ربما يكون محقا
فيما يتعلق بتصريحات الرئيس السوري بشار الأسد التي قال فيها إن إبعاده لا يحل المشكلة، علق كالوجين بالقول “قد يكون الأسد على حق، لأن القضية السورية متعددة الجوانب، هناك تدخل من قوى كثيرة بما فيها القوى المتشددة والإرهابية؛ جبهة النصرة تلعب دوراً مهماً ومعروفة اتجاهات هذه الجبهة، لذلك سقوط أو خروج الأسد لا يغير كثيراً، اتفاقية جنيف لم تتحدث عن مصير الأسد، وتحث على ضرورة أن تكون هناك فترة انتقالية تتمتع بسلاسة كاملة، والسؤال هو كيف يمكن أن تتحقق فترة انتقالية إذا كان هناك في المعارضة من يتحدث عن سقوط النظام؟
ويوضح كالوجين “نحن لا نختلف مع الأميركان حول ضرورة الحل السياسي في سورية، نختلف معهم حول الأسلوب، لكن الهدف الاستراتيجي واضح، والسؤال هو كيف نصل إلى هذا الحل؟ شيء مهم جداً”.
أما لماذا لم تلتقط موسكو دعوة زعيم الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب النظام للحوار، قال كالوجين إن “المبادرات كثيرة.. المبادرة المقبولة والعقلانية حالياً هو تشجيع كل اللاعبين على البدء بالحوار، نحن شجعنا دمشق والمعلم أثناء زيارته إلى موسكو على الحوار مع المعارضة، يجب أن نكون واقعيين، الأزمة السورية معقدة جداً، وتدفق السلاح أمر مستمر وأنتم تعانون منه، لذلك يجب أن نقنع كلا الأطراف للجلوس على طاولة الحوار، يجب وقف القتال”.
أجاب كالوجين على سؤال حول دعم بلاده للنظام السوري بسؤالين واتهام وتوضيح “عن أي سلاح تتحدثون وهل لديكم معلومات؟ أنتم تصدقون كل شيء، في سورية كثير المصانع التي تنتج الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، سورية بلد متطور وصواريخ سكود حصلوا عليها من بلدان أخرى وهم حصلوا عليها في السبعينيات والثمانينيات”.
ويضيف كالوجين “إذا كنتم تتابع الموقف الروسي من البداية فقد قلنا إن النظام السوري ارتكب أخطاء كبيرة وخطيرة في البداية، وهم كانوا متأخرين جداً في إجراء إصلاحات، وهذا كان موقف روسيا الرسمي، يجب أن نقدر هذا جيداً”.
يعود كالوجين ويشدد “نحن لا نؤيد نظاما، نحن نؤيد حلا سياسيا بأسرع وقت ممكن، إذا توصل الطرفان إلى تنحي الأسد، نحن نقبل هذا.. نحن لن نشترك في هذه الألعاب التي تتدخل بتغيير الأنظمة”؟. ويذهب كالوجين أبعد من ذلك ويقول “هل تعتقد أن السفير الروسي في دمشق لو طلب من الأسد أن يخرج من السلطة، هل سيفعل هذا؟ الأسد لديه جيش ونظام ومؤيدون، نحن نعمل مع القيادة السورية لإقناعهم بإبداء مرونة والحوار مع المعارضة، وعلى المعارضة أن ترد على هذه المبادرة”.
الأردن معني بحل سريع
وعن دور للأردن من وجهة نظر روسيا في حل الأزمة السورية يقول كالوجين “عندكم في الأردن معارضة موجودة، مثل رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب، وهو يعمل من أجل تشكيل نواة من الكادر المدني في جهاز الدولة، ويمكن أن تحثوا المعارضة على الحوار مع الجانب الحكومي في سورية، الأردن لديه حدود مع سورية، ولديه علاقات مع الخليجيين، الثلاثاء الماضي كان هنالك تصريح لوزير الاعلام والناطق باسم الحكومة سميح المعايطة في الجوردان تايمز قال فيه “إن الأردن لديها موقف حيادي ونحن مع حل سياسي ونشجع الأطراف للوصول إلى هذا الحل.. هذا اتجاه يجتهد فيه الجانب الأردني ونحن نرحب بهذا الاتجاه.. الرئيس الأميركي باراك اوباما سيزور الأردن ويمكن ان توضحوا له أنكم تواجهون مشاكل كبيرة بسبب استمرار الأزمة السورية، لذلك أنتم مهتمون بحل سريع.. هذا هو الحل، وليس ثمة طريق آخر”.
مع محاورة إيران
روسيا قطعا ضد امتلاك إيران لأسلحة نووية، هذا أولا، بحسب كالوجين، وثانياً روسيا لا ترى دلائل في رغبة إيران لتصنيع سلاح نووي، الإسرائيليون يدعون أن لديهم معلومات ويدعون منذ سنوات أن الإيرانيين قريبون جدا من ذلك، وتمضي سنوات ولم يحدث ذلك، ورغم ذلك هناك غموض في البرنامج النووي الإيراني، لذلك نحن مع الشركاء الأوروبين والغربيين من أجل توضيح بعض النقاط الغامضة في البرنامج النووي الإيراني، ونحن نؤيد هذا الاتجاه.. حتى الآن إيران لم ترد على الاستفسارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل واضح.
هذه نقطة، والنقطة الثانية، والكلام لكالوجين، هو أن الحوار مع إيران يجب أن يكون بعيدا عن التهديد، وهنا ثمة خصوصية للإيرانيين هي أنه كلما زادت الضغوط عليهم كلما كانوا أكثر تشدداً، هذا ينطبق على صدام حسين، لاحظت هذا حين عملت عشر سنوات في بغداد وكقائم بأعمال لأربع سنوات بعد حرب الخليج الثانية 1991.
يقول كالوجين يبدو أن الإيرانيين في بعض الأحيان يفضلون أن يكون لهم حوار مباشر مع الأميركان الذين كانوا في السنوات الأخيرة لا يميلون إلى ذلك، لديهم تصريحات أنهم مستعدون للحوار مع طهران ولكن بشروط معينة.. المهم هو استمرار الحوار دون تهديد عسكري، لأن هذا سيكون كارثة على المنطقة، وأنا أعتقد أنه ليس هنالك خبير واحد يمكن ان يتنبأ بما يمكن أن يحصل في حال وُجهت ضربة عسكرية لإيران”.
إيران ليست العراق، من وجهة نظر كالوجين، هو بلد فيه 80 مليون نسمة ولديهم إمكانيات ونفوذ في المنطقة لذلك يمكن ان يكون الرد قاسيا جداً.
روسيا على مواقفها من القضية الفلسطينية
نفى كالوجين أن تكون روسيا تراجعت عن مواقفها تجاه الشأن الفلسطيني، روسيا ما تزال تؤيد قرارات مجلس الأمن بعكس الحليف الأساسي (الولايات المتحدة) التي صوتت بالفيتو ضد كثير من القرارات، روسيا اعترفت بالدولة الفلسطينية سنة 1988، والسفارة موجودة في موسكو، لذلك لم يكن لديها مشكلة في تأييد التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة للحصول على عضو بصفة مراقب.
منذ الخريف الماضي ونحن نطالب الأميركان بعقد اجتماع للرباعية، وحتى الآن أميركا تؤجل هذه الدعوات تحت حجج مختلفة؛ انتخابات أميركية.. انتخابات إسرائيلية.. دائماً يجدون حججا، يجب العمل على إيجاد حل، لدينا محادثات مجمدة منذ زمن طويل، ونحن نحاول إيجاد محادثات على أساس مرجعية واضحة.
لا حرب باردة مع واشنطن
أجواء الحرب الباردة مع أميركا والغرب لن تعود، هناك اختلافات هذا واضح لكن مفهوم السياسة الخارجية الروسية الجديد والصادر في موسكو لا ينص ولا يذكر أي إشارة حول الحرب الباردة، “هذا أصبح من الماضي”، يعقب كالوجين.
هناك ما تزال خلافات وهذا شيء طبيعي، الولايات المتحدة دولة عظمى وروسيا دولة كبيرة، لذلك لا بد من وجود الخلافات، حتى العرب الذين ينتمون إلى إثنية واحدة تجد اختلافا كبيرا بينهم. مشكلة الأميركان في المرحلة السابقة أنهم اعتادوا على أن تكون أنت تلميذا وهم أساتذة.
مع إدارة اوباما، بحسب كالوجين، كان هنالك “إعادة تشغيل” كما يقال، وقعت بين الطرفين بعض الاتفاقيات الاستراتيجية، لكن مع ذلك هناك خلافات.
ويختم كالوجين حديثه بالقول “هناك تحسن في الهيبة الدولية لروسيا، والهيبة تتكون من عدة عناصر سياسية وعسكرية واقتصادية، بدأت روسيا تركز على القوة الناعمة “Soft Power” والتي تأخذ بعين الاعتبار عناصر القوة الثفافية والاستثمارية والاقتصادية، لذلك تركز روسيا في سياستها الخارجية الحالية على هذا المفهوم الجديد لتتمكن من ممارسة دور مؤثر في العالم.