بعد تصريحات قموه.. لماذا الصمت الحكومي المريب على سلامة غذاء الاردنيين؟!
وكالة الناس – شهدت منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام المختلفة خلال الأسبوع الماضي نقاشات حادّة حول سلامة الغذاء في الأردن وذلك بعد تصريحات المديرة السابقة في المؤسسة العامة للغذاء والدواء، سناء قموه، حول سلامة الغذاء في السوق الأردني، وقولها إن بعض الأصناف يمكن اعتبارها مسرطنة وغير صالحة للاستهلاك البشري، وقد تحدثت قموه عن أصناف أساسية مثل الحليب، والقمح، والأسماك.
حديث قموه لم يكن الأول من نوعه، وقد سبق للدكتورة سناء الاشارة إلى وجود خلل في غذائنا، بالاضافة إلى العديد من التقارير الموثّقة حول ذلك، سواء فيما نشرته وسائل الاعلام ومنها الاردن24 أو بعض استيضاحات ديوان المحاسبة، وسابقا التصريحات الشهيرة لوزير الصحة الراحل الدكتور عبدالرحيم ملحس.
الموقف الحكومي المبدأي على حديث الدكتورة قموه الأخير جاء من خلال مسارعة الغذاء والدواء لاصدار بيان ينفي تلك المزاعم جملة وتفصيلا، والتأكيد على سلامة وجودة الغذاء في السوق المحلية، متجاهلة فيما إذا كان النفي قد أقنع الأردنيين أم لا. والواقع أن الحكومة تعرف حجم انعدام الثقة في الرواية الرسمية، وهو ما سبق أن دفعها للاستعانة بشركة أجنبية “تشيزي” من أجل تبرير انقطاع التيار الكهربائي عن الأردن.
كان الأجدر بالحكومة أن تعلن عن اجراءات عملية وعلمية للتحقق من مصداقية حديث قموه التي أشارت إلى امتلاكها وثائق تؤكد صحة ما تقوله، وأن تبدي الحكومة استعدادها للتعاون مع الدكتورة قموه لتصويب أي خلل من شأنه المسّ بسلامة غذاء الأردنيين، أما التسريبات الاعلامية المتتالية عن توجّه لمقاضاتها فهي ممارسة لن تضفي على الرواية الرسمية أي مصداقية، بقدر ما يهدد بنسف اخر ركائز دولتنا.
وكالة الناس – جو 24