عاجل

جريمة قتل الكساسبة تفقد "داعش" المتعاطفين معه في الأردن

وكالة الناس –  رجح محللون وخبراء في التنظيمات الارهابية، تراجع أعداد مناصري تنظيم “داعش” الارهابي والمتعاطفين معه في الاردن والعالم، بعد إعدامه للطيار النقيب معاذ الكساسبة حرقا وهو حي.
ويقول الخبير الاستراتيجي والمحلل للتنظيمات الارهابية الدكتور فايز الدويري ان “المجتمع الاردني بطبيعته انساني، ويرفض الارهاب، وقد ترسخ ذلك في أذهان الاردنيين بعد تفجيرات عمان 2005″، لافتا الى وجود اشخاص لديهم ميول لـ”داعش” في الاردن.
وأشار الدويري ان طبيعة التركيبة العشائرية والمصاهرة بين النسيج الاجتماعي الاردني، جعلته متكافلا ومتضامنا، بحيث زادت من رفضه للعمل الارهابي بعد اعدام “داعش” للشهيد معاذ.
واضاف ان “هناك اشخاصا في المجتمع الاردني لديهم ميول لداعش، ولكن بعد بشاعة جريمة هذا التنظيم الارهابي بحق الشهيد معاذ، هناك من تراجع منهم عن موقفه، ومنهم من بقي على ميوله، كونه اصلا يحمل فكرا داعشيا”.
وانهى الدويري حديثه قائلا “من الصعوبة بمكان، تحديد موقف الاشخاص من داعش، فهناك من كان يتعاطف معهم من دون ان يحمل فكرهم، وهذا تراجع بلا شك عن موقفه، بينما هناك أشخاص يحملون فكر داعش وبقوا على موقفهم”.
ويقول رئيس جمعية الكتاب والسنة الشيخ زايد حماد وهو من قياديي السلفية الاصلاحية إن “احراق المرحوم معاذ لا يتصوره عقل اي انسان مسلم او عادي، فالاردنيون ما يزالون مصدومون من شريط داعش بحرق الشهيد معاذ”.
واضاف “من الواضح ان الناس الذين من الممكن ان يتعاطفوا مع داعش، أنهم بعد هذا الشريط، توقفوا عن تعاطفهم، وفقدت داعش اي تعاطف معها، بل على العكس خسرت مناصريها بشكل كامل في الاردن ومختلف دول العالم”.
وتساءل الشيخ حماد “من المستفيد الحقيقي من هذا الشريط، هل هم الذين يقاتلون داعش، ام اعداء الاسلام الذين لو دفعوا ملايين الدولارات ما انتجوا مثله، لكن داعش وفرته لهم”. وقال ان “الناس الكارهين للإسلام، اعتبروا بث الشريط انتصارا لهم، فقد وجدوا صورا للإسلام تؤكد على انه وسيلة للإرهاب والقتل والتدمير”.
وبين أنه “لذلك أكثر الناس استفادة من هذا الشريط، اعداء الدين، فقد رسخ في الذهن مفهوما سلبيا ومنفرا عن الدين الاسلامي ورسالته السمحة”.
وختم قائلا “قال الله تعالي: (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)، وقال ايضا: (اذا قتلتم فأحسنوا الذبحة)، كما امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انه اذا ذبحنا شاة، لا ترى الشاة الثانية الشاة الاولى تذبح)، فما بالكم بالبشر الذي كرمه الله عز وجل”.
الكاتب والمحلل المتخصص بالحركات الاسلامية ابراهيم غرايبة يجد أن الانطباع الاولي خلال هذه الايام، ان الجميع في الاردن ضد “داعش”.
وأضاف “اصبح هناك عدائية وشعورا بالعداء تجاه هذا التنظيم، وما قام به من فعل متوحش، بحيث قتل مواطنا اردنيا وصحافيين، ومواطنين سوريين وعراقيين، فأنتج ذلك كله حالة هيجان عدائي، وتولد لدى العديد من الناس تطرف بالعداء ضد داعش”.
وقال غرايبة “هذه ليست حالات فردية، بل انها بالإجماع، فهناك دعوات لضرب داعش عسكريا والقضاء عليه، والكل يقول هذه حربنا”.
ولفت الى ان “هناك شعورا اردنيا بالتضامن الداخلي لحماية المواطنين من خطر الارهاب داخليا وخارجيا، بل ان هناك حالة من الشعور، بانهم مهددون بالارهاب، وأنهم ليسوا بمعزل عن الاستهداف من داعش”.الغد