الكلمة الطيبة صدقة
الكلمة الطيبة صدقة – بقلم سرهاب البسطامي
في ليلة من ليالي الشتاء الباردة ,وعندما كان المطر يهطل بشدة معانقاً الارض , بعد طول غياب , كان هناك بعض الناس ممسكاً بمظلة تحمية من شدة هطول الامطار , وبعض الناس يجري بسرعة محتمياً بسترته .
في هذه الاثتاء كان هناك رجلٌ يقف بجانب احدى المولات الكبيرة بملابس رثة وقد تشقق البعض منها وكان بعض المارة ينظرون اليه باستهزاء ونظرات استحقار ويضحكون على ما هو عليه , مع مرور احدى الاشخاص الذي توقف عند ذلك الرجل قائلاً له : الا تملك ملابس افضل من هذه ؟ الا يوجد معك نقود ؟
وضع الرجل الفقير يده في جيبه واخرج منها نقودا قائلاً للسائل وعينيه تنظر له نظرة تكبر هل تريد شيئأ يا سيدي من هذه النقود اعطيك اياها ؟
فتعجب السائل وقال له : لا اريد شيئاً منك ولكن اذهب واشتري بها ملابس افضل من تلك التي ترتديها ايها المجنون .
بعدها دخل الرجل الى المول الكبير فاوقفه احد الموظفين قائلأ له : ايها المجنون الى اين انت ذاهب ؟ فقال له الرجل : اريد ان اقوم بشراء بعض الحاجيات هل يوجد ما يمنع ذلك ؟
فقال له : اخرج من هنا سريعا فنحن لا نستقبل اشخاص مثلك .
فقال له الرجل : هل تعلم انني استطيع ان اشتري هذا المول الكبير !! وانني استطيع شراء تلك المركبة التي هي لصاحب هذا المول !!
فقال له الموظف : انت تستطيع ان تشتري كل هذا !! فعلا انك مجنون .. اغرب عن وجهي والا طلبت لك الشرطة .
فقال له الرجل : تباً لكم لو انني من الاثرياء هل سيكون كلامك هكذا معي ؟
فقال له الموظف : بالتاكيد لا .
فقال له الرجل : نعم تبا لكم ترتبون الناس حسب اموالهم .. لو تعلم من انا لتبدل حديثك معي فوراً .
فقال له الموظف باستهزاء ومن انت ؟
فقال له الرجل : انا صاحب هذا المول الكبير وصاحب تلك السيارة الفارهه وانت ذلك الموظف الذي يعمل عندي وهذه هي بطاقتي الشخصية .
فقال له الموظف وهو يرتجف : انا اسف يا سيدي اطلب منك المعذرة فانا صدقا لا اعرفك .
فقال له الرجل : تباً لكم سبحان من بدل سلوكك معي بدقائق .
فقال له الموظف : ولكن يا سيدي لما انت في هذه الحالة .
فقال له الرجل : لكي اشعر بمعاناة الفقراء وانتم من لا يملك المال لا احترام له يا بني ان لم تساعدوهم فلا تحتقروهم .
( الكلمة الطيبة صدقة )