متلازمة الشعب …الفساد….والحكومة!!!
قال تعالى: ” ألا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ”
لا زالت حلقات مسلسل الرعب يطارد اجساد المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة مع الحيتان المتكرشة، فقد اصبحت امنية المواطن الأردني للأيام القادمة ، الاّ تطالعنا الصحف المحلية والقنوات الفضائية المحلية بخبر ما هنا او هناك – وعلى امتداد محافظات الوطن- عن اتلاف كميات من الأغذية والمواد التموينية الفاسدة والتي لا تصلح للاستهلاك البشري… ” بمعنى ان هذه الجريمة قد اختفت من مجتمعنا “. عن اي فساد نتحدث ؟ الفساد الاداري والمالي ام الفساد الأخلاقي المجتمعي… واي فساد نحارب وما هي ادوات الحد منه؟ أصبحنا نطالب بالحد من الفساد بأشكاله المتنوعة وليس القضاء عليه، وتلك مصيبة فربما أصبحت ثقافة شعبنا ملوثة لدرجة عدم رؤية الفساد فساداً وأنه وضع طبيعي وربما نمط حياة ليس إلاّ!!!
وأي فسادٍ أبشع من إفساد أجساد المواطنين والمتاجرة بأرواحهم ؟
الى متى يبقى هؤلاء القتلة يمارسون هوايتهم في قتلنا بزيادة أرصدتهم؟
لو أنهم يعلمونا متى سيكتفون بما حصدوا من أموال جراء استيرادهم أغذية فاسدة لشكرناهم على احترامهم لإنسانيتنا ولقلنا انهم استعادوا جزءاً من انسانيتهم الحقـّة…!!!
أما آن لهم أن يقتنعون بأنهم يسلبون ما تبقّى في جيوبنا في معالجة أمراضاً – تفتك بأجسادنا حتى الموت- جراء ما يضخّون من أغذية فاسدة في الأسواق؟؟؟
إن شعبنا الأردني الصامد في وجه الأمراض لهو يجاهد من أجل البقاء وصراع مع الموت القادم اليه عبر موادهم التموينية الفاسدة وبعض الأغذية المحلية التي تفسد بواقع سوء ظروفها التخزينية.
نعم، اننا نحيا فقط لأننا لا زال لنا بقية من اعمار، وليس لأن اجسادنا مضادة للفساد.
وانت ايها المواطن لا يغُرّنك زهد بعض اسعار المواد عليك التحقق من صلاحيتها قبل الشراء دائما وابحث عن البدائل.
نحن بحاجة لثورة على الذات.. ثورة اخلاقية قبل الالتزام بالقوانين، بحاجة الى احترام انسانية الانسان وحقه في حياة بعيش كريم …رفقاً بالمواطنين وكفى مواد فاسدة لقد اتخمتمونا كما اتخمتم جيوبكم.
اما الجهات المعنية في حكومتنا، فقد اصبح بالضرورة بمكان تغليظ العقوبات على كل من تسول له نفسه المريضة بضخ مواد تموينية فاسدة وتجريم كل مستورد لها، هؤلاء المستهترين بحياة المواطنين، عليكم بمتابعتهم بكل الوسائل الانسانية والقانونية للحفاظ على صحة المستهلكين.
هذا نداء لأصحاب الضمائر الحيّة: كفى تقتيلاً بنا..
وللحكومة والمعنيين فيها: كفى تسهيلات للحيتان المسعورة التي لا ترى المواطن الا رصيداً واجب التحصيل. فقد أفسدوا علينا حياتنا بما يأتون به من أمراض قاتلة. وعليهم ان يعلموا أن اجسادنا أصبحت غير مضادة لفساد موادهم الغذائية المنتهية الصلاحية. واذا لم تفارق موادهم الفاسدة اسواقنا، وأن عبارة ( اتلاف مواد غذائية منتهية الصلاحية) تزّين صحفنا المحلية وقنواتنا الفضائية ، فذلك يعني انهم يعتقدون باننا قد أدمنّا فساد اغذيتهم، وأن الحكومة قد غضت الطرف بالكامل عن هذه الجريمة بحقنا.
نتمنى على المعنيين نشر ما تم اتلافه من مواد منتهية الصلاحية في هذا العام لا بل عمل دراسة لعشر سنوات سابقة لهذه الجريمة بحق شعبنا الاردني الصامد، وإيلاء هذه الجريمة جل اهتمامهم بحجم أضرارها وسمومها وتبعاتها العلاجية .
حمى الله الأردن من الفساد بألوانه وأشكاله ومن المفسدين باختلاف (احجامهم ومواقعهم) فمنهم من تدلت كروشهم ومنهم من غارت رقابهم بين أكتافهم وانتفخت وجوههم وتضخمت جيوبهم .
قال تعالى:” ألا يظن أولئك انهم مبعوثون “
بقلم: د. سعيد أبو جعفر