رغم فقدانها نعمة البصر تقوى الملكاوي تحفظ القرءان مع الاجازة بطريقة برايل
وكالة الناس – كتب – مشهور قطيشات ومحمد مفلح القطيشات
تقوى احمد الملكاوي ذات الأربعة عشر ربيعا فتاة بعمر الزهور رقيقة كنسمة من بلادي , نقية كماء بردى ولدت قي قرية صغيرة تسمى ملكا في محافظة اربد وهي تحمل طموح العالم داخلها.. أحلامها تخطت حدود قريتها تحمل بين يديها باقة من زهور الأمل والرغبة الشديدة في التحليق والطيران في رحاب القراءن لذلك جالت تبحث عن بوابة تدخلها الى مساحات العلم تقوى الملكاوي شاء القدر أن تولد كفيفة من بين أربعة أخوات يكبرنها فكانت ضريرة العين يقظة القلب والفكرواسعة البصيرة لم تشكو ولم تتبرم مما أصابها من شقاء والأم طيلة حياتها بل العكس أوقدت فيها همه لا تكاد تكون فينا نحن المبصرون
أرادت تقوى أن تنير ظلمة العالم الذي تعيشه فأشعلت مصباح الاتصال مع خالقها فكان القران الكريم كتاب الله الخالد يؤنس وحدتها التحقت بمدرسة الاسقوفة العربية بنظام الدمج الأكاديمي للطلبة المكفوفين والمبصرين في الصف الأول الأساسي والتي كانت تبعد عن منزلها 27 كلم ومع أجواء المحن ، تجد النفوس تهفو إلى من يوقظ فيها معاني الصبر والثبات فتقدت عزيمتها وسرت في نفسها نفحات ايمانية تطمح إلى بلوغ المرام رغبتها الشديدة ولهفتها لحفظ كتاب الله لم تكن لتحد منها المسافات والمعوقات فكانت تقطع هذه المسافة كل يوم مع والدها الذي شعر بقدرتها على الحفظ السريع فتكبد عناء السفر ومشاق الطريق ليفتح لتقوى نافذة نحو تاج الفخار والعز فاحضر لها من إحدى الجمعيات السعودية القران بطريقة برايل للمكفوفين لتبداء ابنتة رحلتها بين رحاب كتاب الله ثم تولى احضار كتاب المنير في أحكام التجويد بطريقة برايل أيضا من إحدى الجمعيات الخيرية بالزرقاء فكانت تواظب على القراءة وتعلم أحكام التجويد برغبة ونهم شديدين وبمساعدة معلماتها اللواتي لم يدخرن جهدا في اضاءة شموع الامل والعلا لتقوى وبمساندة والديها ومدرستها التي كانت عونا لها وتحت إشراف مركز ام سلمه القراني / حكما وهكذا اختط لها القدر طريقاً قال فيه الرسول الكريم صل الله عليه وسلم:- ” من يُرد الله به خيراً يفقه في الدين ” فكيف بكتاب الله الجامع لكل أمور ديننا الحنيف … هكذا سارت تُقوى برعاية الله وحنو والديها الكريمين تتقن كتاب الله قراءة وأحكاما حيث حصلت 22/8/2014م على الإجازة بقراءة القران برواية حفص عن عاصم عن طريق الشاطبية خلال 3 سنوات حيث شاركت بعدة مسابقات على مستوى المملكة فحصلت على المركز الثاني كما شاركت باخرى على مستوى محافظة اربد فحصدت المركز الاول بين اقرانها المبصرين والمكفوفين لتثبت ان الجلد والمثابرة والعزم والثقة بالنفس لن تحدان من طموح الإنسان مهما كانت المعوقات تقول تقوى رغم كل آلامي إلا أن ثقتي بوجود الله معي في كل لحظة ، لم يُعطيني الفرصة للبكاء على الأطلال . و دائماً كان السلام و الأمل يملأ قلبي الصغير واستطعت أن احلم من جديد و رغم معظم أحلامي لا استطيع أن أحققها – ذلك ليس لضعفي – إلا إنني مازلت قادرة على أن احلم .
أحداث غريبة أمر بها كل يوم و مفاجآت و الغريب فيما يمر بي من أحداث أنني اقبل ما أنا عليه برضا تام و أكيف نفسي حسب قدراتـــي و إمكانياتي و هذه بالتأكيد نعمة خاصة من الله ولذلك فنحن على موعد آخر مع تقوى وهو رغبتها وطموحها ان تكمل دراستها بعلم النفس والإرشاد لكي تعود مدرسة في مدرستها الاسقوفية تلك المدرسة التي منحتها وبكل سخاء الامل ومعاويل العطاء تقوى تريد منا ومن الداعمين جميعا الدعم والاهتمام و الوقوف بجانبها لتكمل مسيرتها العلمية لتكون انموذجا يحتذى للعزم والارادة
