بلعاوي: طفرات كورونا متشابهة وعلينا الحذر
وكالة الناس – قال مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي «ان ما يسمى بالسلالة الجديدة لفيروس كورونا التي انتشرت أخيراً في بريطانيا لا ترقى للسلالة إنما هي طفرة متحورة مثل الطفرات المشابهة السابقة للفيروس ولا تأثير سلبيا لها أكثر مما عليه الان ولا داعي للهلع».
وأضاف بلعاوي، ان فيروس كورونا لديه حتى الان 4 الاف طفرة، واغلب الطفرات متشابهة وهي متقاربة بما فيها الطفرة الأخيرة، ولم يثبت ان احدا منها أشد شراسة أو فتكا، ولا يوجد سبب يجعلنا نظن ان طفرة رئيسة ستظهر على الفيروس وتجعله سلالة جديدة تفتك بالإنسان.
وأشار البلعاوي، الى انه على الرغم من ظهور هذه الطفرة الجديدة لكورونا في بريطانيا وانتشارها في عدة دول أخرى، إلا ان الأعراض البسيطة للمصابين ما زالت 85 % ولم تختلف عن قبل، وعدد الوفيات عالميا في هبوط، حيث انها حاليا أقل بنسبة 70 % من الموجة الأولى في شهر 3 و4 من هذا العام، وبالتالي سلوك الفيروس العالمي لم يتغير، لكن الطفرة المتحورة من الممكن ان تزيد انتشاره بشكل أسرع فقط، ولا داعي للخوف والهلع.
واعتبر ان فيروس كورونا سيبقى معنا ولا يموت، إنما الفيروسات بشكل عام ومن ضمنها كورونا طبيعتها كلما كثرت طفراتها فإنها تضعفه، وذلك ليس من صالح الفيروس غالبا، وعلى الرغم من ذلك يجب علينا الحذر والاستمرار في الالتزام بوسائل الوقاية من لبس الكمامة والتباعد الاجتماعي.
وقالت منظمة الصحة العالمية أمس» ان الفيروسات تتحور بمرور الوقت، وهو شيء طبيعي ومتوقع، وان السلالة الجديدة للفيروس الموجودة في بريطانيا تنتقل بسهولة أكبر، إلا انه لا يوجد دليل حتى الان على انها تتسبب بأعراض شديدة».
وبالنسبة لمسوغات الاجراءات التي اتخذتها بريطانيا من اغلاقات جراء ظهور الطفرة الجديدة، قال البلعاوي، في ايلول الماضي تم اكتشاف الطفرة الجديدة، حيث كانت اعداد الإصابات في لندن 100 لكل 100 ألف، وفي شهر 12 وصلت الى 4 أضعاف اي 400 لكل 100 ألف، وزيادة الأعداد كانت بسبب الفيروس المتحور، وبما ان بريطانيا دخلت في الموجة الثانية من الفيروس، وحاليا طقسها بارد وينشط فيها، كما ان موسم الأعياد سيساعد على الاختلاط، ونسبة كبار السن فيها كبير، فإن ذلك كله كان مسوغا للإغلاقات التي قامت بها.
وعن الوضع في الأردن، طالب بإرجاع الفحوصات العشوائية حتى نستطيع معرفة مدى الانتشار المجتمعي للفيروس عندنا، بالإضافة الى البدء بعمل فحوصات السلسة الجينية لمعرفة أنواع الفيروسات الموجودة في المملكة وهل هي جديدة أم لا والتأكد من الطفرات اذا كانت متشابهة ام تحولت لطفرة رئيسة أي سلالة جديدة، وذلك من خلال المختبرات الموجود في القطاع العام والخاص.
كما طالب بتتبع المسافرين القادمين من كافة الدول وضبط المعابر المختلفة، وتأهيل الكوادر الطبية التي تشرف على مصابي كورونا وتدريبها، لتكون فرقا طبية تضم أطباء عناية حثيثة، وأطباء في العلاج الدوائي السريري، وممرضين عناية حثيثة، ومعالجين تنفسيين للتعامل مع الحالات الموجودة على أجهزة التنفس الاصطناعي، ناهيك عن استخدام الأدوية الحديثة.
وبخصوص لقاحات كورونا، لفت البلعاوي، الى انه لا تتم الموافقة عليها الا بعد مرورها بمراحل التجارب السريرية وهي مراحل دقيقة، حيث ان البراهين والبيانات والأدلة العلمية أثبتت أنها فعالة وآمنة، والأعراض الجانبية لها هي موضوعية وتختفي مع الوقت، وهو لا يعمل على نقطة معينة في الجسم انما يكون استجابة مناعية لكل أجهزة المناعة مع إطلاق اجسام مضادة عامة ومتخصصة، ولهذا فعاليتها ستبقى فعالة بما لا يقل عن 80% حتى مع وجود الطفرة الجديدة.