0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

صحيفة: تحالف اردني روسي لتثبيت الاسد

 الأردنية عمان بعد انتشار وصل لمستوى الهوس في تحصيل إجابة على السؤال التالي: ما الذي دار بصورة محددة بين الرئيس الروسي بوتين والملك عبدلله الثاني في الإجتماع المغلق وتحديدا بعد إخراج جميع أعضاء الوفد وإغلاق الباب وطرد المترجم؟.
الإثارة خلقتها وكالة نوفوستي للأنباء عندما أوضحت في مقدمة خبرها عن اللقاء بان الزعيمان تحدثا بوجود الوفد الرسمي وطاقم البروتوكول عبر مترجم متخصص حيث تحدث بوتين بالروسية والملك بالإنجليزية لكن لاحقا أغلقا الاجتماع فطلب بوتين من الجميع المغادرة وأغلق باب مكتبه الرئاسي.
 
المنطق يفترض هنا أن طرد المترجم انتهى بحديث صريح جدا بين الزعيمين وباللغة الإنجليزية وبدون وجود أي مرافق من الطرفين وبعد إغلاق الباب فعلا إثر الإجتماع الرسمي الأول الذي تقول مصادر أن توقيته الزمني لم يتجاوز 25 دقيقة.
 
ما حصل بمجرد إعلان وكالة نوفوستي عن الأمر هو الأهم فقد انتشرت إتصالات الدبلوماسيين الغربيين كالهشيم في أرجاء المسئولين والسياسيين الأرديين بحثا عن أي معلومة يمكن أن تشفي غليل التطلع لفهم متطلبات إغلاق الإجتماع على نحو مثير وإستعراضي في موسكو.
الذين سئلوا من كبار مسئولي عمان وأفراد الطاقم الإستشاري والبروتوكولي لم يكونوا بأعلم من السائلين فبروتوكول اللقاء لم يكن يتضمن لقاء مغلقا على هذا النحو وبطريقة يلتقطها الإعلام الحكومي الروسي ويتحدث عنها.
استفسارات السياق الدبلوماسي في العاصمة عمان تثبت عدم وجود معلومات مسبقة عن ما يمكن أن يناقشه ويبحث به زعيما روسيا والأردن وكلاهما (مهم جدا) للملف السوري.
 
تركيبة الوفد الأردني التي ظهرت على شاشات التلفزيون توحي بأهمية إستثنائية للوقفة الأردنية على أعتاب محطة موسكو.
 
لوحظ بوضوح أن إسم (الأردن) إختفي فجأة من زاوية (ملفات ساخنة) الثابتة على موقع فضائية روسيا اليوم مساء الثلاثاء وهي زاوية تضم بابا ثابتا لأغلب بلدان الربيع العربي بإستثناء الحليف السوري…المعنى هنا ان عمان حصلت على إمتياز ما في إطار الصداقة الروسية وعلى نحو سربع ومفاجيء .
 
الملاحظات التي جمعت من أكثر من خبير متخصص بالتفكير الروسي ومن مصادر الإعلام الروسي تشير إلى أن فهم مستوى الأهمية القصوى الذي يمكن أن يكون قد نوقش بين بوتين والملك ممكن تقديريا عند إستعراض الملفات والموضوعات التي ناقشها الإجتماع المشترك وكذلك العبارات التي وردت على لسان الزعيمين عن بعضهما البعض.
 
هنا بدا واضحا أن نقطة إرتكاز لافتة يؤسس لها العاهل الأردني وهو يتحدث في إفتتاح اللقاء مع بوتين عن ما أسمته مصادر (بتطور التعاون المشترك ليس فقط في المجال الدفاعي والعسكري ولكن في مجال التعاون الإستخباري.
 
هنا حصريا نقل عن الملك الأردني القول بأن علاقات التنسيق والتعاون بالمجال الأمني تتطور..
 
يبدو أن للمسألة خلفيات بالتأكيد أو تصورات مشتركة سبق أن بحثت في مستويات أدنى قبل قمة الكبار, الأمر الذي يقود عمليا لإستنتاج يلمح لإستراتيجية أمنية مشتركة تطلبت فيما يبدو وجود شخصيات أمنية كبيرة ومهمة في الأردن ضمن الوفد المسافر إلى موسكو.
 
وفي هذه المساحة الضيقة تحديدا يمكن ان تطرح عشرات الأسئلة على المستوى الإعلامي والسياسي والدبلوماسي فزيارة وفد أردني لموسكو تمت بتفويض أمريكي كما يرجح الباحث المتخصص بالملف السوري عامر سبايله.
 
لكن منطق الإتجاهات يفترض بأن العلاقات (الإستخبارية) تحديدا بين الطرفين (تطورت) في الواقع على خلفية مشهد واحد هو الملف السوري.
 
وجهة نظر سبايله مثلا بسيطة وعرضها عبر برنامج خاص على سكاي نيوز العربي إهتم بتحليل الزيارة فملك الأردن كان منذ إندلاع الأزمة السورية أقرب من زعماء العرب الأخرين للمنطق الروسي وإستمر في التحذير من الإرهاب والحض على تسوية سياسية وإنتقال سلمي للسلطة في دمشق.
 
ملك الأردن- وفقا لرأي سبايله- إستطاع نقل فلسفته في الإطار لمواقع القرار الأهم في واشنطن ولندن وأوروبا طوال الأشهر الماضية وبالتالي إستطاع التأثير في تعديل المزاج الغربي والأمريكي ولاحقا العربي بالنتيجة وهو أمر يعجب بوتين ويدعم خياراته في سوريا ويدفعه لوصف العاهل الأردني بانه (صديق شخصي وعزيز) وفقا لتقرير إخباري ورد في صحيفة إلكترونية اسمها موسكو الأن.
 
لذلك تكشف التعليقات العلنية عن وجود خلفية من التعاون الإستخباري توجد أسرارها على الأرجح في تلك الملفات التي كان يحتضنها الجنرال الأردني.
 
هنا ثمة تفاصيل تشرح ولو بعض المشهد فالأردن أقام لجنة أمنية للتواصل والإستشعار مع الروس وقدم لهم وللفرنسيين معلومات عن بعض ما يجري في مالي ويتهيأ لمواجهة قد تكون طويلة الأمد ومخيفة نوعا ما مع جبهة النصرة العاملة في الأرض السورية ويستعد للتعاون مع الجبهة السورية وسبق له ان تبادل المعلومات مع المستوى الأمني التابع لبشار الأسد ونقل إنطباعات للسعودية أثرت في تعديل مزاجها تجاه الموضوع السوري.
 
هذه مواصفات تضع عمان عمليا في خانة (الأصدقاء) للمحطة الأمنية الروسية ولاحقا للحلقة الإستراتيجية خصوصا وان عبارة أخرى نقلتها صحافة موسكو عن العاهل الأردني وهو يلمح للمناطق المشتركة بين البلدين متحدثا عن سعي مشترك لتطوير برامج التعاون في مجال (مكافحة الإرهاب) أيضا.
 
دلالات العبارة واضحة فعمان سياسيا كانت تبيع بضاعتها (المتميزة) في مجال مواجهة الحركات الجهادية والمتطرفة وخبراتها للحليف الأمريكي والغربي أما اليوم فتبدو مستعدة للتناغم أيضا مع روسيا في نفس المجال ما دام الأمر لا يغضب واشنطن بالنتيجة فهي التي وضعت جبهة النصرة على رأس لائحة الإرهاب وعمان تتحدث اليوم عن الإسلاميين الـ(فاشست) والإرهاب في سوريا مما يمنحها مكانا دافئا بالحضن الروسي.
 
لكن مصدر خاص جدا وضع بصورة نقطة إرتكاز أخرى في مشهد القمة الأردنية الروسية تبرز عند الغرق في تحليل عبارة وردت على لسان الملك وتجاهلها بطبيعة الحال الإعلام الرسمي في بلاده.
 
وهي عبارة تظهر رهانا على بوتين في تقديم المساعدة في زاوية ضيقة جدا متعلقة بعملية السلام في المنطقة حيث خاطب الاول الثاني مشيرا لإن الرئيس بوتين صديق مهم للأردن والأمل موجود بأن (يساعدنا في التعامل مع متطلبات عملية السلام).
 
تفسير هذه الإشارة لا يخرج عن إنتاج إنطباع بان الأردن (منزعج ومتضايق) ويشعر بان ضغوطا مربكة قد يتعرض لها لاحقا تتطلب الإستعانة بالدب الروسي..بمعنى أخر يقول الملك للرئيس الروسي ضمنيا (.. سنكون معكم في سوريا وضد جبهة النصرة وينبغي أن تقفوا معنا في عملية السلام).
 
السؤال الأن : لماذا يقول العاهل الأردني ذلك ؟.. لماذا يبحث عن (دور أساسي) لروسيا في عملية سلام وتسوية سلمية للقضية الفلسطينية وفي مساحة كانت دوما حكرا على الولايات المتحدة ؟.
 
المنطق يفترض ضمنيا هنا بان الأردن لديه من المخاوف والهواجس ما يكفي لإن يعمل في نطاق إستراتيجية تدفع الروس للتورط أكثر في عملية السلام على إعتبار أن لعبة حسم الخيارات في سوريا ستنتهي بإنتقال العالم لحسم خيارات عملية السلام.
 
وعمان تبدو مهتمة بصداقة مع موسكو تحقق لها تفاضلا نوعيا خصوصا بعدما خذلها ماليا وإقتصاديا الأصدقاء والحلفاء في أوروبا وأمريكا والنادي الخليجي.
 
مسألة إضافية مهمة يمكن أن تشرح المخاوف الأردنية فسفراء غربيون في العاصمة عمان بينهم البريطاني بيتر ميليت والأمريكي ستيورات جونز ينظمون جلسات (عصف ذهني) تحاول دراسة الخيار التالي: إلغاء الديون الخارجية الأردنية مقابل توطين اللاجئين الفلسطينيين في سوريا بالأردن .
 
..هذا خيار (إنتحاري) وغير مقبول بالنسبة لغرفة القرار الأردنية ويعتقد أنه السبب في مخاوف ما يسمى بالتسوية النهائية بعد إغلاق صفحة ما يجري في سوريا, الأمر الذي يتطلب وجود صديق بشار الأسد وحليفه ومنقذه عمليا بوتين في أقرب مسافة ممكنة من المنطق الأردني الذي يخشى سيناريو تهجير سورية للفلسطيينين بإتجاه الأردن.
 
بوتين بالنتيجة وحده يستطيع ضمان عدم إرتكاب نظام دمشق لحماقات من هذا النوع (ترانسفير) الذي سينتج عنه فوضى عارمة في الداخل الأردني ليس من المناسب للنظام الأردني التعامل معها الأن في الوقت الذي يضع فيه سفراء غربيون سيناريوهات القلق تحت عنوان الأزمة الإقتصادية حيث يسأل السفير البريطاني ميليت كل من يقابله في عمان: كيف ستتصرفون في أيار المقبل ماليا وإقتصاديا؟.
 
الملف الإقتصادي حضر بقوة في إجتماعات ملك الأردن بموسكو حسب عشرات التقارير للصحافة الروسية فالملك عاد وطلب من روسيا المساعدة في بناء (مفاعل نووي) سلمي لا زالت إسرائيل تعيقه منذ عشر سنوات وبوتين ألمح لإستثمارات روسية في الطريق ووكالة نوفوستي بثت تقريرا تحدث عن بحث اللقاء بناء محطة طاقة نووية ولمشاريع مشتركة واسعة النطاق مع تطوير البنية التحتية ومشاريع مهمة في مجال الطاقة والتعدين مع توسيع التعامل في مجالات إنسانية مثل تطوير التعليم والتدريب .
 
وقالت الوكالة الروسية أن الزعيمين يخططان لتبادل وجهات النظر حول القضايا الدولية الموضعية، بما في ذلك الوضع في سوريا والتسوية في الشرق الأوسط.
 
وفي وقت سابق، في يونيو 2012، خلال زيارة بوتين إلى الأردن تم الاتفاق على إطلاق الآلية الروسية الأردنية للجنة الحكومية الدولية المعنية التعاون التجاري والاقتصادي والعلمي التقني.
 
وتستعد الحكومتان للتوقيع على مشروع دولي في سياق التعاون في مجالات التعليم والثقافة حيث يدرس الأن في روسيا نحو 600 طالبا أردنيا وتم تقديم 25 منحة و الأموال لإعداد 12 عالما أردنيا في مجال الفيزياء النووية.
 
قبل ذلك وفي ديسمبر 2009 في عمان تم افتتح المركز الثقافي الروسي، وفي يناير 2011 إفتتح المركز الروسي للنشر وترويج اللغة الروسية في الجامعة الاردنية.
 
.. مشاريع التعاون العملاقة هذه إذا ما تنشطت فعلا ودخلت على مسار النفاذ وسط الأزمة الإقتصادية والمالية الأردنية فلن تكفل فقط إنقلابا في الأردن لصالح السيناريو الروسي في سوريا بل قد تقطع مسافات أعمق بإتجاهات تحالفية جديدة تماما على تقاليد المؤسسة الأردنية خصوصا إذا كان المدحل الأنسب الإرهاب والأمن وضمان مصالح روسيا في سوريا والأهم التعاون في مجال الإستخبارات.
 
(الجزيرة نت)