مشاجرة حادة بين سمو الأمير الحسن بن طلال وعدنان أبو عودة ..
يوم الثلاثاء الماضي، اندلع خلاف حاد ونقاش متوتر بين الامير الحسن، وعدنان ابو عودة، رئيس الديوان الملكي الاسبق، اديا الى انسحاب ابو عودة من ندوة دراسية عقدها منتدى الفكر العربي في عمان، وترأسها الامير الحسن، وحضرها جمع من الباحثين والسياسيين ورجال الدين الاردنيين والفلسطينيين.
في المنتدى العربي، لغرض بحث واستعراض المخاطر التهويدية التي تحيق بها، وتهدد عروبتها واسلاميتها ومسيحيتها.
وفي التفاصيل ان الباحث الفلسطيني الدكتور مهدي عبد الهادي الذي قدم خلال الندوة، ورقة بحثية متميزة، قد كشف في ورقته عن حجم الاهمال العربي للقدس والمقدسات، وكثرة الاخطار المحدقة بها، ثم قال ان الرئيس الامريكي اوباما سيزور الاماكن المقدسة لدى وصوله الى اسرائيل في شهر نيسان المقبل، حيث يكون المسؤولون الاسرائيليون في استقباله عند زيارته لحائط البراق، ويكون نفر من رجال الدين المسيحي العربي والاجنبي في استقباله عند زيارته لكنيسة القيامة، ولكن احداً لا يعرف حتى الآن من الذي سيكون في استقباله عند زيارته للمسجد الاقصى.
واقترح عبد الهادي ان يتولى مسؤولون اردنيون يتقدمهم الامير الحسن مهمة استقبال الرئيس الامريكي لدى زيارته للمسجد الاقصى، نظراً لان معاهدة وادي عربة قد اعطت للاردن حق الولاية الدينية على المقدسات الاسلامية في القدس.
غير ان عدنان ابو عودة الذي كان يشارك في الندوة قد اعرب خلال مداخلة قصيرة عن خشيته من ان بند الولاية الدينية الاردنية على المقدسات الذي ورد في معاهدة وادي عربة ليس كافياً لحماية الاقصى وباقي المقدسات الاسلامية بالقدس من اخطار الهدم والتهويد، وقال انه قد اعترض مبكراً على الصياغة الواردة في المعاهدة بشأن الولاية الدينية الاردنية، وحذر منذ ذلك الحين من ضعف هذه الصياغة بما قد يتيح للمحتلين النفاذ منها والالتفاف عليها.
ولم يكد ابو عودة يكمل هذه العبارة حتى ثار الامير الحسن واستشاط غضباً وهو يردد بصوت عالٍ انه لن يسمح لاحد بالتطاول على اخيه الملك حسين، ويشوه مواقفه ومواقف الهاشميين من القدس والمقدسات في فلسطين، وهو ما ادى الى رد غاضب ايضاً من ابو عودة، استنكر فيه سوء فهم الامير لاقواله ومداخلته التي انتقد فيها نصوص المعاهدة وليس جهود ومواقف الملك حسين.
غير ان وتيرة الجدل والصراخ ارتفعت واشتدت بين الطرفين، ما حدا بالامير الى الوقوف ومحاولة مغادرة الندوة غاضباً، ولكن ابو عودة نهض من فوره وقال.. بل انا الذي ساغادر هذه الندوة.
ومع ذهول الحضور ودهشتهم مما حصل، الا ان كلاً من البطريرك فؤاد الطوال، وطاهر المصري وآخرين قد سارعوا، بعد مغادرة ابو عودة، لتهدئة الامير واقناعه بمواصلة رئاسة الندوة.
الجدير بالذكر ان اقتراح الدكتور مهدي عبدالهادي بخصوص زيارة اوباما المنتظرة للقدس، قد فتح عيون كبار المسؤولين الاردنيين على هذا الموضوع، ودفعهم للعمل جدياً على انتداب فريق رفيع المستوى ليكون في استقبال الزائر الامريكي امام المسجد الاقصى.
عن المجد الاسبوعية