مناقشات (جريئة) لسحب الجنسيات وتمثيل المكون الفلسطيني في أول جلسة تشاور بين القصر وكتلة وطن
على هامش أول جولة في مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة مع البرلمان تحت عنوان شكل وهوية الحكومة التي يريدها الشعب.
الكتلة الأضخم في البرلمان الأردني وهي كتلة وطن وقوامها 27 نائبا كانت قد قررت في وقت سابق لإجتماعها مع رئيس الديوان الملكي الدكتور فايز الطراونه تجنب تسمية رئيس محدد للوزراء والتركيز على سبعة شروط ضمنية كمعايير في الرئيس المرشح لرئاسة الحكومة.
المعيار الأول كان أن لا يكون من نادي رؤساء الحكومات السابقين وهو معيار فهمت القدس العربي بان الهدف منه الحيلولة دون عودة الرئيس الحالي عبدلله النسور لواجهة الحكم مجددا.
وخلافا لكل التوقعات وضعت كتلة وطن التي يترأسها النائب عاطف الطراونة لأول مرة شرطا لم يسبق أن نوقش على هامش العلاقة بين سلطتي التنفيذ والتشريع وهو إلتزام الحكومة المقبلة بمنهجية المواطنة وهو محور أكد عضو الكتلة محمد حجوج لـ(القدس العربي) أنه سيكون أساسيا في محور موقف الكتلة من الثقة بالحكومة الوشيكة.
وملف المواطنة حصريا شهد نقاشات صريحة وجريئة في لقاء كتلة وطن مع الطراونة وفريق مكتب الملك والجهاز الإستشاري حيث إستمع الطاقم لأراء تقال لأول مرة في مثل هذه الإجتماعات.
أول المعترضين على الغياب الكامل لمنهجية المواطنة في القرارات الرسمية الحكومية كان القطب المهم في البرلمان خليل عطية الذي إتهم السلطات الإدارية بمخالفة الدستور والقانون ومخالفة حتى قرارات مجلس الوزراء فيما يتعلق بسحب الجنسيات والأرقام الوطنية من أردنيي الأصل الفلسطيني .
عطية قال مباشرة للطراونة: كنت رئيسا للورزاء ووضعت في عهد حكومتك آلية للتعامل مع ملفات الأرقام الوطنية وبطاقات الجسور وهي عبارة عن لجنة وزارية.. إسمح لي أن أبلغك بأن هذه الآلية تخالفها الأجهزة المختصة فلا زالت الجنسيات تسحب بدون وجه حق من مواطنين أردنيين خارج نطاق مجلس الوزراء, الأمر الذي يضعف مصداقية السلطة والحكومات.
وإعتبر عطية أمام طاقم القصر الملكي أن مواصلة سحب جنسيات المواطنين الأردينين خلافا للقانون وأحكام الدستور وحتى لقرارات مجلس الوزراء سلوك غير لائق وقال للطراونة: هذه أقصر طريقة للمساس بالولاية العامة للحكومة وهو مساس يمارسه بعض الموظفين.
خلال النقاش تحدث النائب ضيف ألله السعيدين عن (إستخدامات) إنتهازية لجوازات السفر الأردنية معتبرا أن بعض من يحملون جواز السفر الأردني (الجنسية) لا يدينون بالولاء للأردن لكن عطية علق مشيرا لإن الولاء شرط أساسي لكل من يحمل جواز السفر الأردني دون أن يعني ذلك السماح بسحب الجوازات بين لاحين والأخر.
وتحدث عطية عن مهندسين شابين سحبت جنسيتهما وصدرت لهما بطاقات جسور خضراء بعد قرار مجلس الوزراء الأخير وكذلك عن المرأة التي رفضت السلطات تجديد جوازها وحاولت الإنتحار ونشرت القدس العربي قصتها قائلا:لا يجوز.
وتحدث عضو كتلة وطن محمد حجوج عن العدالة وتكافؤ الفرص والمساواة في الأردن بإعتبارها أساسا للحكم على الموقف من الحكومة المقبلة منتقدا إستمرار مسلسل سحب الجنسيات.
وقال الحجوج للطراونة: في حكومتك إتخذت نفسك قرارا بوضع الألية التي تحدث عنها الزملاء ..بعدما تركت رئاسة الوزراء سحبت المزيد من الأرقام الوطنية ولم تعاد جنسيات مسحوبة تعسفا لاصاحبها.
هنا رد طراونة بأن حكومته أعادت نحو 200 رقما وطنيا سحبت من مواطنين بطريقة خاطئة.
وقال الحجوج: عندما يتعلق الأمر بتشكيلة الفريق الوزاري فنحن لا نعترض لو شكل من 27 وزيرا تصادف أنهم جميعا من قرية واحدة لو إعتمد معيار الكفاءة والمهنية لكن إذا إعتمدتم معيار المحاصصة أقولها بكل وضوح وشفافية: إذا لم يكن هناك تمثيل فعلي ومنصف للمكون الفلسطيني وليس على أساس (تعبئة شواغر) سأعمل شخصيا على حجب الثقة عن الحكومة.
وكان الحجوج قد أكد بان العرش في الأردن صمام آمان للجميع معترضا على أي تعديلات دستورية يمكنها المساس بصلاحية الملك.
وتطرق إلى موضوع التعسف بسحب جنسيات الأردنيين وحرمانهم وإقصائهم النائب محمد الظهراوي الذي تحدث عن الأبعاد الإنسانية والدلالات الخطيرة فيما يتعلق بقرارات إدارية تمس بحقوق مواطنين.