0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

الامير الحسن: الهوية العربية في القدس تتآكل

اكد سمو الامير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي ان الهوية العربية في مدينة القدس تتآكل، مرجعا ذلك لاسباب عديدة أبرزها أن الحلول التي تطرح فيما يتعلق بهوية القدس ينقصها المتابعة والتشبيك. وقال سمو الامير الحسن في كلمة القاها بالجلسة الافتتاحية لندوة علمية عقدها المنتدى في مقره اليوم الثلاثاء بعنوان “البعد الانساني لتاريخ مدينة القدس” أن المدينة المقدسة ليست مجرد مكان بل هي زمان كذلك، مشيرا الى المشكلة تتمثل في ادارة الفضاء الديني. واضاف ان المنطقة تواجه ُبرمتها قائمة من التحديات الضاغطة تطال مستقبلها وكينونة بلدانها، فكرامة الإنسان العربي باتت عُرضَةً للانتِهاك الصارخ حيث إن هّويتها وتاريخها ومقدراتها، أصبحت مُستباحة بشكل ُمتواصل وباسلوب ممنهج. وقال سموه ان لقاء اليوم ليس حدثا منفصلا عن سيرورة اعمالنا داعيا الى الخروج من هذه اللقاءات برؤية مشتركة لبناء فهم مطلوب للقدس. واشار سموه الى ان الأولويات فيما بيننا كعرب تؤثر على مواقفنا المشتركة تجاه القدس، مؤكدا في معرض حديثه عن الدور الهاشمي تجاه القدس ضرورة ترسيخ استراتيجية عمل تجاه القدس مستحضرة الماضي لاستخلاص العبر منه ومستعرضة الحاضر ومتصورة للمستقبل. وتطرق سموه الى مأساة أهل القدس الذين يعيشون حصارا مفروض عليهم، وهم ومدينتهم المقدسة يعيشون وسط حالة من الانتهاك الصارخ لانسانيتهم ومقدرات مدينتهم اصبحت مستباحة بإسلوب ممنهج في ظل حالة تخبط وتشكيك تشهدها المنطقة. وحول المسيحيين العرب سواء في القدس أو في العالم العربي قال انهم عرب قبل أن يبعث الله عيسى وموسى ومحمد عليهم السلام وينتمون الى محيطهم العربي. ودعا جميع المؤسسات ذات العلاقة بتاريخ وتراث القدس الى ايلاء موضوع الوقف اهمية خاصة لما لهذا الجهد من اهمية خاصة في تدوين الذاكرة الإنسانية. وكان الدكتور هشام الخطيب الذي ادار الندوة أكد باسم المنتدى ان البعد الاجتماعي لمدينة القدس التراثي والانساني لم يعط حقه من التوثيق. ولفت الى انه صدرت في القرن التاسع عشر 5 الاف كتاب عن القدس كان معظمها توراتي، ولم يظهر الاهتمام العربي بالتوثيق الا نهاية القرن التاسع عشر. من جهته قال أمين القدس الشريف الحاج زكي الغول ان القدس في هذه الايام تئن وتتألم ويعتدى على مقدساتها خاصة المسجد الاقصى الذي يصر المحتل على اقامة الشعائر الصهيونية على ارضه. واستعرض الغول المواقف الانسانية في تاريخ المدينة المقدسة مهد الانسانية والنابعة من تعاليم عقيدة من كانت لهم الولاية والرعاية لها ومن أبرزهم الفاروق عمر بن الخطاب ومواقفه الانسانية تجاه المسيحيين والقساوسة والرهبان والكنائس عقب فتحها. من جهته قال بطريرك القدس اللاتين فؤاد الطوال ان القدس ليست مجرد مدينة ومجرد مكان بل أنها اكثر من ذلك بكثير والبشرية جمعها مرتبطة بشكل ما بها، وفيها يتجلى سر الخالق عز وجل، مشيرا الى أن ابعاد المدينة الانسانية مستمدة من الواقع المعاش يوميا والملموس، وهي تشكل تحديا مباشرا للانسانية يلامس قلوب واروح البشر، وهي ليست مسألة عابرة بل تمس انسانيتنا والمشاعر العميقة في صميم ذواتنا. وأضاف “ان مدينة القدس تتحدانا وتضعنا أمام خيارات الموت أو الحياة، وتدعو جميع محبيها الى بلسمة الجراح والعدل والسلام والعمل من اجله في انحاء العالم، مشيرا في هذا السياق ان القدس مشروع انساني حضاري ومختبر انساني بامتياز. وفي الجلسة الاولى للندوة والتي ترأسها الدكتور فايز خصاونة اوضح الدكتور حازم نسيبة في ورقة قدمها بعنوان: “البعد الانساني لتاريخ مدينة القدس” ان رحلة المعراج للنبي محمد صلى الله عليه وسلم معجزة ربطت بين الخالق والخلائق وبين ما هو روحي وما هو دنيوي، كما انها مثوى المسيح عليه السلام وفيها كنيسة القيامة وكل ما في المدينة مقدس لان خطوات المسيح مشت في جميع ارجائها ما بين بيت لحم والناصرة والقدس. وقال نسيبة انه خلافا للديانتين الاسلامية والمسيحية القائمتين على اسس انسانية فإن تحريفا طال الديانة اليهودية عبر النظرية العرقية المتعصبة والتي اقتصرت على الجنس اليهودي دون سواه، مؤكدا نسيبة ان الصهيونية العالمية لا تمت لسيدنا ابراهيم عليه السلام بصلة وهي اشكنازية وليست سامية ودعاتها خليط من الاقوام، فيما اهل فلسطين الشرعيين هم ذرية الكنعانيين الساميين بمن فيهم اليهود الذين اندمجوا في المجتمع الفلسطيني وسائر مجتمعات الاوطان العربية الاخرى. أما المتحدث الثاني في الجلسة الاولى الدكتور مهدي عبدالهادي من فلسطين فقد استعرض عدة تحديات تواجه المدينة المقدسة وهي الارض والعقار، والمقدسات والعبادة، والمواطنة والهوية الوطنية، والسياحة، والتخطيط والتنظيم، وتشعب القدس، والبطالة والعنف المجتمعي وثقافة الاسرلة. وأشار الى أهمية ان يكون هناك دور اردني أكبر على المدينة المقدسة، ينخرط في كافة شؤونها وأن لا يقتصر هذا الدور على الجانب الديني والرعائي. من جهتها اوضحت الدكتورة هند ابو الشعر من جامعة آل البيت في ورقتها بعنوان “أوقاف القدس الشريف من خلال سجلات الوقف في العهد العثماني” أهمية ارشيف بيت المقدس في الحفاظ على هوية المدينة المقدسة. واشارت في ورقتها الى بعض الوقفات الموثقة في سجلات الوقف العثماني التي وثقت كذلك وقفيات الايوبيين والمماليك والمتسلسلة والتي يمكن عبرها تتبع حالة الوقف في القدس منذ وقفيات السلطان صلاح الدين الايوبي وبمجموعة توثيق لثمانية قرون. وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور هشام الخطيب تناولت الدكتورة البعدين الانساني والاجتماعي لمدينة القدس مشيرة الى خصوصية القدس كونها مسكونة بالتاريخ والتاريخ مسكون بها وتاريخها لا يقتصر على كونها مهد الاديان السماوية بل يرتبط بالتراث العربي الاسلامي والمسيحي وبالحضارة الانسانية والعالمية بشكل عام ما جعلها فريدة من نوعها. أما الدكتور رؤوف أبو جابر فتناول “البعد المسيحي في القدس” مشيرا الى ان اهتمام المسيحيين بالقدس متناه القدم والبعد الديني لعلاقتهم بها والذي بدأ منذ فجر المسيحية ويعود الى عميق ايمانهم بان القدس التي تحدث عنها الانبياء هي مكان الخلاص الذي تنبأوا به والذي تحقق في يسوع المسيح عليه السلام. وأشار ابو جابر الى ان هناك بعدان اساسيان للقدس في المفهوم المسيحي لا يمكن الفصل بينهما اولهما انها عزيزة جدا عليهم من منطلق ارتباطها بتاريخ الخلاص، وثانيهما انها مدينة تسكنها جماعات من المسيحيين عاشوا فيها بصورة مستمرة منذ نشأتهم، مشيرا الى ان القدس فوق اي اعتبار مدينة مقدسة يجب الوصول اليها بحرية، وان تمارس فيها العبادة بحرية، مستعرضا نص العهدة العمرية كما وردت في تاريخ الطبري. وفي نهاية الندوة قدم الدكتور محمد هاشم غوشة عرضا معماريا مصورا عن التوثيق المعماري للمعالم الدينية والاثرية في مدينة القدس. (بترا)