أين هو الضمير العربي ؟؟
وكالة الناس – حنان موسى – رأيت أخي مقيد في أغلاله وجندي حقير يدوس وجهه بنعل حذائه , رأيت ابني مقتول برصاصة في صدره , رأيت أم تبكي قهرا ورعبا وحزنا على رجال ليسوا بالرجال وإنما هم أشباه رجال , رأيت أب يبكي لشعوره بالمهانة والامتهانة وهو يقول رأيت ابني يموت أما عيني ولم استطع ان اعمل له شيء , رأيت نساء وبنات تباح وتستباح اعراضهم من جنود الكفر والعدوان وهم يدخلون عليهم وهم نيام , رأيت أطفال تحولت ملامح برائتهم لرعب وهم مصوب اليهم بنادق كلاب أمريكا وإسرائيل ,رأيت الخنازير تدوس الاقصى بنعالهم وتقف فوقه قبابه باسلحتهم , رأيت … ورأيت .. ورأيت امتلأت عيني بالدموع ولكني لم استطع البكاء رغبت أن ابكي بشدة ولكني فشلت توقفت الدموع في عيني لم ادري لماذا هل قست قلوبنا على بعضنا البعض فأصبحت كالحجارة او اشد قسوة ! , ام لم استطع البكاء خجلا من نفسي ومن عروبتي وانا اقف مكتوف اليدين مثلي مثل الجميع اشاهد دماء تسيل وأعراض تستباح وكرامة تهدر ونحن نيام لا بل موتى لا امل فينا ولا رجاء .. كيف هانت علينا عروبتنا وأنفسنا وكرامتنا لهذه الدرجة ؟؟ كيف تملك الصمت منا وانشغلنا بتوافه الامور عن اعز ما نملك الا وهو كرامتنا ونخوتنا وعروبتنا كيف اصبحنا اعداء ننهش بعضنا البعض بدلا من ان نشد من ازر بعضنا البعض كيف عاثت فينا افة الكفر والعدوان ؟ هل فعلا ماتت فينا قلوبنا هل ماتت نخوتنا وشهامتنا ؟؟ للأسف، وسط ما يشهده عالمنا العربي والاسلامي من صراعات على تخوم الدين والمذهب والطائفة، ووسط ما تروج له المنابر السياسية والاعلامية من كراهية ودعوات للاقصاء والقتل، لا نكاد نجد الا أصواتاً قليلة تحاول ان تدق من داخل “الخزان” لتذكيرنا بأننا أمة واحدة، وبأن المسلمين والمسيحيين اخوة وشركاء في بناء حضارتنا، وبأن السنة والشيعة ابناء ملة واحدة، وبأ، مجتمعاتنا وان تعددت فيها الاطياف السياسية والدينية والعرقية الا انها تنتظم في اطار “هوية” جامعة , ولتذكيرنا – ايضا – بأن الظلم والاستبداد يحطم الاوطان، ويلغي انسانية الانسان، وهو لا دين له ولا لغة ولا جنس، وبالتالي فان مواجهته فريضة على الجميع، والتواطؤ معه “رذيلة” وخطيئة، ويذكرنا – ثالثا – بخبراتنا التاريخية التي ضلت طريقها نحو “الارشيف”، أو وجدت من يوظفها اسوأ توظيف. كل هذه الفتن وغيرها اورثتنا “واقعاً” معقداً، أخطر ما فيه غياب العقل والضمير وتسيّد الخوف والجهل والانتقام.. وبروز “نجم” تجار السياسة والحروب وانطفاء نور “الحكمة” مع انزواء العقلاء والحكماء.. فلم يبق أمامنا الا ان نقول “لطفك يا الله !