السيول تفقر الأزرق وتمسح مزارعها عن الوجود ..شاهد الصور

وكالة الناس – تعض منطقة الازرق الشمالي على النواجذ منذ 40 يومًا غداة سبعة سِيول دهمت المنطقة، فدمرت مزارع البسطاء ومسحتها عن الوجود، حتى بلغت خسائرهم 200 ألف دينار، لكنّ مأساتهم تضاعفت مع صدور قرار رسمي يقضي بعدم تعويضهم.

السَّيل الكبير بقوة 10 ملايين متر مكعب من المياه، اندفع إلى مزارع منطقة العوشق في الازرق الشَّمالي شرق محافظة الزرقاء ليلة الجمعة في التاسعة مساء منتصف تشرين الثاني الماضي، وبدأ بسحب كل ما هو أمامه من بيوت ومزارع وأشجار مثمرة.

بعد أيام من السَّيل المدمّر بدأ المزارعون يتفقدون ما بقي من مزارعهم، وخسائرهم، والسَّير مسافات طويلة لاستصلاح ما بقي من شبكات الرَّي، وانتظار تحرك حكومي معهم، لكنهم لم يجدوا ما فقدوه من مزارعهم، واصطدموا بامكانات بسيطة ومتواضعة للحكومة في التعامل مع هكذا أزمة وكارثة طبيعية.

و بعد 40 يومًا من السَّيل الكبير، على مأساة منطقة العوشق في الأزرق، وتتبع مجرى السَّيل الذي قذف بالمنطقة الى الدمار، فتبين أنه لا استعداد رسميا لاحتمال هذه السيول الجارفة، فمجرى السيل لم يتم تنظيفه، ولا يظهر أيِّ عمل على أرض الواقع طيلة الأشهر السَّابقة لموسم الشِّتاء من شأنه أن يحمي المزارعين وبيوت الآمنين.

وقال مواطنون في المنطقة “إنَّ السَّيل دهمهم فجأة، فكانت الأجواء صافية في المنطقة ولا أمطار حتى وصل السَّيل وغادر وفعل ما فعل بنا لتضاف ديون كبيرة ورهيبة علينا، والأصعب من ذلك رد وزارة الزراعة بعدم التعويض”.

أبرز الخسائر التي تعرض لها المزارعون، كان ردم آبار تكلفتها كبيرة، وتدمير كثير من المناحل، ونفوق اعداد كبيرة من المواشي، وسحب شبكة الرَّي لأكثر من 700 دونم مزروعة باشجار الفاكهة، فضلا عن اتلاف 600 شتلة رمان، وسحب أكثر من 25 طنًا من البصل الناشف، وأغرق منازل وأتلف ما فيها من أثاث، وقطَّع الطرق الزراعية لتبدأ السنة الجديدة وما يزال الزيتون على أغصانه.

أبو خليل صاحب أول مزرعة دهمها السَّيل، يقول “كانت السَّاعة التاسعة مساء يوم الجمعة، فشاهدت السّيل، وقمت بالاتصال مع الجهات المختصة التي استغربت حديثي في البداية، وعندما تعمق السيل باتجاه المدينة بدأت جهود انقاذ ما يمكن انقاذه لكن الامكانات محدودة جدًا ولا قدرة على مواجهتا”.

ويضيف أن الخسائر كبيرة وهناك بيوت دمرت وخسرت كثيرا، والمزارع ما تزال أبوابها مغلقة ولم يستطع أحد الوصول اليها حتى اليوم مع اجراءات بطيئة وعقيمة من قبل الجهات المسؤولة.

المهندس الزراعي محمد الخطايبه صاحب ثاني مزرعة يدهمها السيل، يقول إن شبكة الري التي تروي اشجار زيتون ورمان سحبها السَّيل، “وأقصى ما نطلبه أن يتم توسيع مجرى الوادي، وإقامة سواتر ترابية، وحفائر وسدود قبل منطقة المزارع، فخسائرنا كبيرة وعظيمة ولا نعلم ماذا نفعل”. يضيف الخطايبة القادم من لواء الكورة، للعمل بالزراعة، إن الدَّمار كبير، فقد ردمت آبار يحتاج تنظيفها لمبالغ كبيررة، وسحبت المياه المواشي وشبكات الري التي تغذي مئات الدونمات، وها هي 40 يومًا تمر ولم يتحرك احد من المسؤولين، “ونحن ما نزال في بدايات الشِّتاء وقد تدهمنا سيول أخرى تأخذ ما تبقى من المزارع وساكنيها”.

عمر أبو سليمان مقيم في مزرعته بمنطقة الأزرق الشَّمالي منذ 25 عامًا، يقول إنَّ شبكة الرَّي لأكثر من مئتي دونم من الشَّعير سحبتها المياه، ولم يجدها وتكلفتها كبيرة جدًّا، ولا يعلم ما العمل تاليا.

ويضيف انَّه يزرع الخضراوات ويبيع “بكسة” البندورة ب 30 قرشًا، وقبل أن يبدا الموسم ياتي السّيل وينهي امله، ليعود من جديد للبحث عن مال يزرع به ويعيش، مؤكدًا ان ديونه ستصل الى 150 ألف دينار.

أبو عبدالله العمري مزارع في المنطقة يتحدث عن 65 دونمًا من أشجار الزيتون أتت عليها السيول، وسحبت شبكة الري، موضحا ان تأهيلها وزراعتها من جديد سيحتاج مبالغ كبيرة، مستذكرًاكيف كان والده يحمل الماء اليها من أماكن بعيدة ويسقيها شجرة شجرة.

رئيس بلدية الأزرق مروان سعيد يؤكد، أنَّ امكانات البلدية متواضعة جدا امام هذا الفيضان الكبير، الذي تسبب بأضرار كبيرة في البنية التحتية وبيوت المواطنين، فضلا عن تدمير طرق زراعية، ولا يتوفر لدى البلدية سوى “لودرين” وقلاب.

مدير مكتب أشغال الأزرق المهندس زيد الخلايلة، أكد ان تدفق الأمطار كان كبيرا جدًا، ولم تستوعبها العبَّارات الصندوقية، فضلا عن تواضع الإمكانات البسيطة لدى المكتب. ويبين أنه تم تزويد المكتب ب “جرافة جنزير” وتم التعامل مع بعض المناطق والعمل جار للتعامل مع البقية وفق ما يتوفر من امكانات، ويتم الآن تقييم الأوضاع كاملة.

لتحميل تطبيق “شرق” : اضغط هنا