زمن الرجال الرجال

وكالة الناس – كتب.د عصام الغزاوي – بعد حرب حزيران وفي احدى زيارات جلالة الملك الحسين رحمه الله التفقدية للوحدات العسكرية استمع الى إيجاز من القادة العسكريين عن جاهزية الوحدة القتالية وكان الإيجاز لا يمت للحقيقة والواقع بصلة، عندها قام ضابط برتبة ملازم أول وكان أصغر رتبة عسكرية بين الحضور يدعى سعود مغصوب الحراحشة وإستأذن جلالة الملك بالكلام وقال يا مولاي ما في شئ مما قاله القادة صحيح وبيني وبينهم الميدان والآليات، لا من حيث التدريب ولا جاهزية الأسلحة والأليات، حاولوا إسكاته لكن الملك أعطاه الفرصة ليكمل حديثه فقدم ايجازا موثقا وشعر الملك حسين بصدقه وغيرته وطبطب على كتفه وطلب عدم ملاحقته، وترتب على ذلك قرارات ادارية عسكرية هامة، بعد عدة سنوات من الحادثة رُفعت قائمة ترميجات ضباط وكان اسم سعود من بينهم، كان اسمه محفوراً في ذاكرة الحسين فشطبه من القائمة وطلبه وكلفه عام 1975 بتشكيل اول وحدة دفاع جوي بالجيش العربي، وقدم سعود المشورة الصادقة لجلالة الملك بالتوجه لشراء انظمة دفاع جوي من الاتحاد السوفييتي بعد رفض امريكا تزويدنا بها وكان له ذلك، وبدأ مهمة تشكيل كتائب من دفاعات روسية الصنع من الاوسا والستريلا والشيلكا وغيرها، سهر الليالي وغيرت شمس الصحراء لون وجهه ليصنع رجالا احترفوا استخدامها وانجز سعود المهمة بكل جدارة رغم أنف البطانة التي كانت تكيد له، ولكن القدر كان له بالمرصاد في عام 1989 وكان قائدا للمنطقة العسكرية الجنوبية برتبة عميد عندما استشهد رحمه الله اثناء قيامه ومجموعة من الضباط والافراد بتفقد احدى تشكيلات الجيش العربي على متن طائرة عامودية سقطت نتيجة خلل فني في منطقة غور الصافي. د. عصام الغزاوي.