ما زالت الرميمين الوجه المشرق لربيع الوطن
وكالة الناس – كتب . صالح الطراونه – في كل مره أجدني الأقرب الى صديقي واصف الذي يسكن أسبانيا ويتخذ منها غربتاً عن وطنه الذي يسكن حناياه الجميلة , ويُصر واصف في كل مرة أن يبادر الينا نحن الذين نشم رائحة قيصوم الرميمين ونسلك درب نفحات من شيحها الجميل أن نواصل معُه سرد حزن أرضها الِبكر والسجن الذي لا زال يعانق كل نسمات عطرها الفواح في كل صباح ومساء ويضفي غيماً أسود خريفي يحجب جمالها المعتق بزيتونها ( والرمان والتين ) أو كما وصفها ( عبدالوهاب الطراونه ) في كل شارع هناك ( مشمش ) وهناك مسار ودرب جميل وأصوات للعصافير وتغاريد لحمامها الزاجل .
هكذا هي الرميمن وهكذا هو واصف الذي يقصي المسافات ويقرب حنين الوصل للرميمين كقطعه من الجنة وداراً السلام , يمر في كل مره الينا ويوصف ماء سراديبها ( كالحرير والمشط الذي يُجدل مفارق شعر ( مريم وبتول ) فتغدوا ( الرميمين ) كحجر ماس في أول المعارض يزورها القابضين على فرحِها المرصود ( بجنازير من أصفاد الحديد القابض على حرية المكان حيث السجن والسجان هناك ) !
نصمت معاً يا صديقي واصف ونردد
ترى هل طوانا إنتظار المواسم …
أم ما زالت الرميمين تنتظر منا البحث عن فرحِها البعيد لنطوي عنها مسافات البعد وشقاوة الشمس التي تمر هناك خجوله مثل بعضنا حين لا يستطيع أن يخفي عنها ألمنا يوم لا نستطيع أن نفك القيود !
يا صديقي واصف سلم عني وخذ مني بعض عمري الذي قضيته بين ( أوراق وقلم وبعض اللوحات الماثلة في مرسم صديقي محمد المجالي قبل أن يرحل ليقول أنت في الزمن الصعب )
ما زالت الرميمين الوجه المشرق لربيع الوطن
وما زالت كالحرير والمشط الذي يُجدل مفارق شعر ( مريم وبتول ) .