أطفال أردنيون و عرب يبدعون ببطولة فيرست ليجو العربية للربوت
Share
وكالة الناس – لم تخل الأجواء الحماسية من روح المنافسة بين ما يقارب ألف طالب جاؤوا جميعا من عدة دول عربية ليشاركوا في بطولة فيرست ليجو العربية للروبوت 2019 ، التي استمرت على مدار يومين.
وساهمت البطولة بإخراج إبداعات المشاركين، وتوسيع المدارك العلمية للطفل العربي، فيما يخص الفضاء ورواده . والبطولة التي جاءت برعاية الأمير حمزة بن الحسين، نظمها مركز اليوبيل للتميز التربوي، التابع لمؤسسة الملك الحسين، وبالتعاون مع الجمعية العربية للروبوت والذكاء الاصطناعي، استمرت ليومين متتاليين.
وقدم المشاركون مشاريع شملت عدة محاور تتناول عالم الفضاء والاختراعات الخاصة بذلك، عدا عن مسابقات الروبوت التي قدم فيها الطلبة نجاحات كبيرة بمشاركة 103 فرق.
الدول العربية المشاركة في فعاليات بطولة فيرست ليجو العربية للربوت والتي أقيمت في فندق كمبينسكي؛ هي الأردن، والامارات العربية المتحدة وفلسطين والمغرب وقطر ولبنان وسلطنة عمان وتونس ومصر، وهي البطولة الرابعة عشر عربياً.
وتُقام البطولة للمرة الخامسة منذ انطلاقتها في العام 2005، لتكون الأردن الحاضنة منذ تنظيمها للمرة الأولى، وخرجت العشرات من أبطال الروبوت الذين حصلوا على مراكز متقدمة في المسابقات العالمية المماثلة.
لما عيسى وفرح الخرابشة، في الصف الثامن من مدرسة الأميرة رحمة في عمان، لم يتوقف شغفهما بالعلم والمعرفة عند الدروس التقليدية، بل قررتا خوض تجربة الروبوت والبحث والتحري في قوانين الفضاء، وشركاء في إطلاق اختراع حزام الأمان لرائد الفضاء الذي يمكن من خلاله أن ينقذ نفسه في حال انقطع الأكسجين عنه في الفضاء.
وتقول فرح مثل هذه الفعاليات تخلق لنا عالماً من البحث والتفكير والنشاط والغوص في عالم المعلومات والاختراعات لنكون على قدر من المنافسة مع مئات المشاركين من مختلف الدول العربية وليس فقط على مستوى الأردن.
فيما شارك اليافعون راشد الطنيجي وسعيد عمر من الإمارات في جناحهما الخاص، وهي المشاركة الثانية لراشد في البطولة العربية للروبوت، والتي يجد فيها فرصة لتطوير الذات والقدرات الخاصة في مجال الاختراعات والروبوت، وفي كل مرة يشارك يحاول أو يطور من نفسه أكثر ويستفيد من إمكانيات الآخرين المشاركين في البطولة.
وخلال مسابقة الطاولة التي تتضمن إجراء منافسات بين الروبوتات التي قام الطلبة المشاركون بتصنيعها، وتعالت الأصوات التشجيعية في المنافسة مع تبادل الأحاديث والخبرات بين المشاركين، وبناء علاقات صداقة وتعارف بين الجميع، وتعاون عربي على مستوى الطلبة فيما بعد.
بيد أن عبد الله الشحي من عُمان (16 عاما) لا يرى في هذه البطولات خاسرا وفائزا، فهي تقام لتبادل الخبرات وزيادة المعارف، وهو سعيد جداً بالمشاركة في البطولة العربية في الأردن التي تتميز بتنظيمها الكبير ودمج المشاركين في أجواء أخوية حماسية بتنافس شريف وجميل.
ومن المشاركات اللافتة، وجود الأطفال ضمن المرحلة العمرية من سن 6 إلى 8 سنوات، والتي قدموا فيها مشاركات تتناسب ومرحلتهم العمرية، وتكشف عن قدرات كبيرة لديهم، تتطلب متابعة وتدريب في المستقبل للخروج بثلة من العلماء القادرين على الوصول للعالمية في الروبوت . ويسعى القائمون على تنظيم البطولة إلى بناء قدرات الشباب العربي في مجالات الروبوت والذكاء الاصطناعي وإثارة الدافعية والحماس لديهم للاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ودمج التعلم في الحياة العملية واشراك الطلبة في ايجاد حلول عملية للتحديات التي تواجه العالم.
إلى ذلك، تنمية مهارات البحث العلمي والاختراع والابتكار، من خلال القيام بتجارب عملية وأبحاث متميزة، والعمل على إكساب الأطفال مهارات العمل الجماعي والعرض، وتطوير حس المسؤولية لديهم.
رئيس اللجنة التنظيمية وأمين سر الجمعية العربية للروبوت نضال جروان، بين خلال حديثه لـ الغد أن المشاركين في المسابقة عملوا بجد خلال الأشهر القلية الماضية للبحث عن حلول تهتم بسلامة رواد الفضاء خلال رحتلهم في الفضاء الخارجي، وذلك تماشياً مع البطولة العالمية للربوت التي أطلقت عنواناً لها هذا العام وهو إلى الفضاء بحيث يشارك المتأهلون في المسابقة العربية وصولا للمشاركة العالمية ضمن هذا المجال.
وبين جروان أن السنوات الماضية قدم المشاركون على المستوى المحلي، العربي، والعالمي، حلولاً واقتراحات فيما يخص مجال البيئة والنظافة والمياه والمواصلات والزراعة والكثير من المجالات الأخرى، وهي المواضيع التي يتم تحديدها مسبقا من قبل اللجنة العالمية للبطولة.
المحاور التي تعتمد عليها لجان التحكيم المكونة من 51 مُحكما، في تقييم المشاركات، هي المشروع الذي يقدمه المشاركون في خدمة الفكرة المطروحة، التصميم وبرمجة الروبوت، و(تحدي الطاولة) ، كل ذلك على حلبة التنافس ، وهي عبارة عن طاولة كبيرة يتم عليها تنافس الروبوتات، في الحركة والقدرة على الاستجابة لأوامر المشارك، ومن ثم يتم اعلان الفائزين فيها.
مريم باعوين، وهي مشرفة ومدربة لمجموعة من الفتيات من محافظة ظفار في عُمان، ترى ان المشاركة في هذه البطولة هي فرصة للمنافسة على الابتكار العلمي الإلكتروني بما يساهم في دمج الطلبة من مختلف الدول.
ولفتت باعوين إلى الفائدة القيمة لهذه البطولة التي تجمع طلبة من عُمان مع أقرانهم من الدول العربية واكتساب الخبرات والمعارف وتبادل الثقافات في ذات الوقت.
وبدت السعادة واضحة على ملامح الفلسطيني عز الدين سوالمة، الذي يشارك للمرة الأولى في بطولة الروبوتات، ويرى فيها فرصة لتغيير كبير في حياته التعليمية والعلمية، مؤكداً أنه اكتسب الكثير من الخبرات من زملائه العرب.
ويتمنى ألا تكون هذه مشاركته الأخيرة لانه يتطلع إلى افكار جديدة في مجال العمل الجماعي في الروبوت، للمشاركة في البطولات القادمة، ورفع اسم فلسطين في هذا المجال.
ومن المشاركات اللافتة لهذا العام، كانت لفريق Robo DAFI، وهم مجموعة من الطلبة اللاجئين الحاصلين على منح جامعية من الحكومة الألمانية وبإشراف مركز اليوبيل للتميز التربوي.
وتحدثت رئيس قسم إدراة البرامج في المركز ربى ابو يونس عن أن هذه التجربة تفتح المجال للطلبة الجامعيين لتقديم عروضا في مجال صناعة الروبوت كطريقة تحفيزية لهم.
ومن ضمن المشاركين من فريق Robo DAFI، الطالب السوري محمد عليان، الذي حصل على منحة دراسية في جامعة فيلادلفيا، وعبر عن سعادته للمشاركة الاولى له في هذا المجال، ويتمنى لو أن الكثير من الأطفال الأقل حظاً واللاجئين، تتاح لهم الفرصة للإطلاع على هذه التكنولوجيا الرائدة التي تعتبر من متطلبات العصر.
ومن الجدير بالذكر ان مركز اليوبيل للتميز التربوي قد أطلق في العام 2005 مبادرة ومسابقات الروبوت التعليمي في الأردن كما تم نقل الخبرة والمعرفة الى العديد من الدول العربية، حيث استفاد من هذه التجربة عشرات الآلاف من الطلبة والمعلمين، وحققت الفرق الأردنية نتائج مميزة على المستوى المحلي والعربي والعالمي من خلالها.