وكالة الناس – في الوقت الذي تزخر فيه محافظة المفرق بالآف المواقع الأثرية،إلا أن قلة الإهتمام بها يهددها بالإنهيار والزوال.
و أرجع رئيس اللجنة المالية و الإقتصادية و السياحية لدى مجلس محافظة المفرق،الدكتور علي البقوم،خطر فقد هذه المواقع لمعالمها،الى ضعف الإهتمام الذي تتلقاه من الجهات ذات العلاقة وتوفر المخصصات اللازمة في أغلب الأحيان.
و طالب البقوم الجهات المعنية بإستغلال هذا المواقع و التي يصل تعدادها للآلاف لما لها من جدوى اقتصادية تعود بالنفع على الإقتصادي الوطني.
مدير مديرية آثار محافظة المفرق الدكتور اسماعيل ملحم،أوضح في تصريح سابق،أن المديرية قامت ولا تزال بتنفيذ عدد من المشاريع الترميمية و التأهيلية في مواقع مختلفة من المحافظة الا أن محدودية المخصصات المالية تحكم عمل المديرية بحصرية العمل في مواقع معينة.
و أكد أن المديرية وضمن خططها لا يمكنها شمول جميع هذه المواقع بالترميم،مرة واحدة لأن ذلك يتم بحسب الأولوية لكل موقع استناداً للأهمية و الجدوى الإقتصادية لكل منها.
و قال البروفيسور أحمد ملاعبة خبير التراث الطبيعي الجيولوجي والبيئي والاّثاري الدراسات البيئية في الجامعة الهاشمية،إن ما يزيد عن ألف موقع أثري في محافظة المفرق مكتشفة،فقدت أسماءها التاريخية العريقة لأسباب عديدة ما تزال قيد البحث.
و أوضح أن ثمة أماكن تاريخية طبيعية أثرية إلى الشرق من محافظة المفرق حيث مطلع الشمس، يتخطى تعدادها (1000) مكان، فقدت رونقها التاريخي وعبقها الأثاري العتيد.
و أضاف ملاعبة،أن معاناة هذه الأماكن هذه المرة أخذت شكلا مغايرا لمعاناة الأماكن البيئة و التاريخية والأثارية في محافظة المفرق، تمثلت بفقدان هويتها الأصيلة المتعلقة بأسمائها لأسباب ومبررات منها ما هو تلقائي أو مقصود ومنها بسبب النسيان وإما نتيجة عدم الفهم الحقيقي لمعاني أسمائها الصحيحة.
و لفت الى أن أولى هذه الأماكن (جاوى أو جاوا) الواقعة شمال شرقي محافظة المفرق على بعد (80 كم) ما بين بلدتي دير الكهف ودير القن الواقعتين ضمن أراضي لواء البادية الشمالية في المفرق.
و أكد أن ثاني هذه الأماكن،هو الرويشد والصفاوي،التي كانت تسمى بـ (الإجفور) نسبة لـ (H4) والصفاوي التي كانت تسمى قديماً بـ (الإجفايف) نسبة لـ (H5)، وهي محطات ضخ البترول من كركوك شمالي العراق التي كانت تعرف بشركة النفط العراقية (IPC) باتجاه مدينة حيفا الفلسطينية، مبينا انهما الأقرب الى الحدود الأردنية العراقية.
وثالث هذه الأماكن،بحسب ملاعبة،هي مدينة أركيس الواقعة بالقرب من الدفيانة (40 كم شمال شرقي المفرق) على وادي العاقب وتعود بحسب ملاعبة الى العصر البرونزي المتوسط.
و اعتبر أن بلدة دير الكهف،هي رابع الأماكن التي فقدت أسمها الحقيقي، ويقول ملاعبة في هذا الشأن، يعود تاريخ دير الكهف للقرن الرابع الميلادي وكان اسمها الروماني القديم يعرف بـ سبينيوس.
و أشار الى أن خامس هذه الأماكن،هي مدينة بلعما الواقعة شمال غربي المفرق،فيما سادسها،هو وادي سلمى (20 كم شمالي الصفاوي)،
و رأى ملاعبة،أن آخر هذه الأماكن في الحلقة الاولى من السلسلة الألف، هو موقع جبل الأرتين، وهو ينقسم الى قسمين شمالي وجنوبي، وبحسب ملاعبة، فإن شكله أكثر ما يشبه رئتي الإنسان ولهذا اطلق عليها البدوي الذي كان يتجول في صحراء البادية بالرئتين، ومع مرور الزمن أدغمت وتغير اسمه الى الأرتين.