عالم أردني يكتشف مركبا له علاقة بـ"التليف الكيسي"
وكالة الناس –
اكتشف العالم الأردني الدكتور مخلوف حدادين مركبا كيماويا جديدا له علاقة بتطوير مثبطات لانزيم مرتبط بمرض التليف الكيسي.
واحتفل المجلس البلدي لمدينة ديفس بولاية كاليفورنيا الأميركية بالاشتراك مع جامعة كاليفورنيا بتكريمه وعالم آخر اميركي بإطلاق اسم ديفس – بيروت على هذا الاكتشاف.
الدكتور حدادين الذي يعمل استاذا مدى الحياة في الجامعة الأميركية في بيروت حصل على تكريم ثان بعد عودته من ديفس إلى بيروت قبل اسبوعين حيث احتفلت به الجامعة الأميركية في بيروت وكرمته بالتشارك مع مجلس بلدي بيروت.
وعبر الهاتف من مقر اقامته في العاصمة اللبنانية شرح الدكتور حدادين لوكالة الانباء الاردنية (بترا) عن الاكتشاف الذي توصل اليه مبينا انه مركب له علاقة بتطوير مثبطات لإنزيم ميلوبيرأوكسيديز المرتبط بمرض التليّف الكيسي وهو مرض يعتقد أنه وراثي يؤثر في أعضاء عدة بالجسم ومنها الرئتان والأمعاء ، وقد يدخل هذا التفاعل في تركيب أدوية لمقاومة المرض والمناعة ضده.
واضاف : يقتل مرض التليف الكيسي نحو 30 الفا سنويا في الولايات المتحدة الاميركية حيث يصيب الاطفال ذوي البشرة البيضاء ولا يعيش المصاب به اكثر من 35 عاما.
وتابع : بدأت في البحث عن هذا التفاعل الكيماوي منذ عشر سنوات ولحاجتي لمعدات تصوير متقدمة وآلات مختبرية حديثة كنت ازور جامعة كاليفورنيا بمدينة ديفس كل صيف حيث تعرفت الى الأستاذ الكيميائي مارك كيرث الذي اخبرته بوجود خطأ محتمل في ورقة بحثية نشرها علماء من بولندا عام 2003 وآخرون من المثلث البحثي في الولايات المتحدة (بولاية كارولينا الشمالية).
واضاف اخذت على عاتقي الإتيان بالدليل يرافقني الأستاذ كيرث وبمساعدة من المختصين في التصوير الديجيتالي المتقدم حتى اتيت بالدليل القاطع الذي يثبت خطأ ما ذهب إليه العلماء البولنديون والعلماء الأميركان، ونشر البحث المضاد في أشهر المجلات العلمية الأميركية للكيمياء العضوية (اورجانك ليترز).
وقال: دأبت وزميلي على متابعة البحث اذ كنت اعمل في مختبرات الجامعة الأميركية في بيروت والباحث الأميركي كيرث في مختبرات جامعة كاليفورنيا ونلتقي كل صيف في ديفس لنتابع البحث الذي استمر عشر سنوات ليثمر عن تفاعل جديد أطلقنا عليه اسم تفاعل ديفس- بيروت.
حفل التكريم الذي اقيم في بيروت حضره وزير التربية والتعليم اللبناني البروفيسور حسان دياب ورئيس بلدية بيروت المهندس بلال حمد ورئيس الجامعة الأميركية في بيروت الأستاذ الدكتور دورمان ومديرها الأكاديمي الأستاذ الدكتور أحمد دلال والدكتور منذر حدادين وزير المياه والري الأسبق.
وقلد رئيس بلدية بيروت الدكتور مخلوف حدادين وسام البلدية العالي اعترافاً بجهده في إدخال اسم العاصمة بيروت في أدبيات الكيمياء وكتبها، وقلده رئيس الجامعة الأميركية وسام الجامعة العالي تقديراً لرفع اسم الجامعة عالياً في عالم التميز والاختراع.
والدكتور حدادين من مواليد بلدة ماعين بمحافظة مادبا تدرج في دراسته عام 1942 من المدرسة العسبلية بجوار المدرج الروماني إلى كلية الحسين بعمان ثم إلى الجامعة الأميركية في بيروت عام 1953 ومنها حصل على البكالوريوس والماجستير في الكيمياء، ثم انتقل بعدها إلى جامعة كولورادو بمدينة بولدر الأميركية عام 1959 حيث حصل على الدكتوراه في الكيمياء العضوية وتوجه منها إلى جامعة هارفرد التي دعته ليعمل في البحوث قبل أن يعود أستاذاً مساعداً في دائرة الكيمياء بالجامعة الأميركية في بيروت عام 1964، وما يزال فيها حتى بلغ درجة الأستاذية مدى الحياة. وهو أستاذ وأديب يعشق القراءة والكتابة والشعر والخوض في تفاصيل تاريخ العرب وآدابهم على اختلاف العصور.
وجدير بالذكر أن الأستاذ الحدادين كان قد اخترع عام 1971 مع أستاذ مرموق هو المرحوم كوستاس أسيدريدس جراء بحوثهما في الجامعة الأميركية في بيروت تفاعلاً جديداً حينئذ أطلقا عليه اسم تفاعل بيروت والذي أنتج مركباً عضوياً ارتبط به تركيب مواد ضد بكتيريا السلمونيلا التي كانت تفتك بالثروة الحيوانية، وتجري حالياً محاولات لتوظيف نتاج بحثه المذكور لعلاج بعض أنواع السرطان.