قريبا … رسالة ملكيّة إلى سوريا ينقلها البخيت
وكالة الناس – صدر في عمان ضوء اخضر يسمح بإطلاق مبادرة سياسية ‘أهلية’ كإختبار محتمل لطبيعة العلاقات مع النظام السوري بعد سلسلة التطورات الأخيرة في المنطقة والعالم خصوصا في ظل التقارب الكبير بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.
المبادرة لم تتضح معالمها بعد لكنها ستشكل إختبارا مباشرا لإحتمالية إستئناف التواصل بين البلدين وستكشف مؤقتا عن نوايا النظام السوري تجاه عمان بعد إتهامه لها عدة مرات بتقديم المساعدة للمجاهدين المتسللين ومساندة وتدريب مسلحين معارضين.
لكنها بكل الأحوال في حال الإنطلاق فعلا ستكون بمثابة مبادرة يسمح لها بالتفاعل وتقييم الموقف من أعلى جهات القرار الأردنية بعد إنقطاع إستمر لأكثر من عامين في العلاقات السياسية والدبلوماسية.
وزير الإتصال الأردني محمد مومني كان قد جدد التأكيد لـ’لقدس العربي’ على أن الأردن معني تماما بوجود دولة سورية صلبة وقوية في الجبهة الشمالية له مشددا على أن العالم إتجه مجددا نحو المنطق الأردني السائد منذ ظهرت الأزمة السورية وقوامه عدم وجود أي معالجة خارج الإطار السياسي.
على هذا الأساس تؤكد مصادر ‘القدس العربي’ بأن السماح لبعض الشخصيات السياسية المعروفة في عمان بمحاولة الإتصال بدمشق لإستئناف التواصل معها عبر القنوات الرسمية أصبح حكما بمثابة القرار على أن الحلقة لن تكتمل إلا في ضوء رد الفعل السوري.
خلال اليومين الماضيين لمست وزارة الخارجية الأردنية بعض أشكال التفهم السوري الرسمي للإحتجاجات المتعلقة بسقوط قذائف سورية داخل الأراضي الأردنية حيث إمتنعت هذه القذائف عن السقوط وإختفت كظاهرة أقلقت الأردنيين وأزعجتهم.
بالمقابل تواصل المحاكم العسكرية الأردنية إقرار عقوبة السجن لعدة سنوات قد تصل لخمس ضد أي أردني يحاول عبور الحدود للإنضمام للجهاد في سورية في رسالة غزل بنظام دمشق على حساب الدم السوري كما يقول لـ’القدس العربي’ محامي التنظيمات الجهادية موسى العبدللات.
العبدللات تحدث عن عقوبات مغلظة بدأت تقرر في محكمة أمن الدولة ضد شباب أردنيين كل ذنبهم انهم فكروا بالعبور لمساعدة أشقائهم في الشعب السوري.
ومع تفاعل الحديث وسط حلقات ضيقة عن مبادرة أردنية للتصالح ستعرض على دمشق قريبا دخلت المسألة السورية نفسها في سياق تعقيدات غير محسوبة على المستوى اللوجستي حيث ظهر السلاح مجددا في مخيم الزعتري للاجئين السوريين وتشكلت ملامح مناطق داخل المخيم لا تستطيع دوريات الأمن الأردنية الوصول لها.
السلطات الأردنية تحدثت عن جرائم سرقة وإغتصاب ومتاجرة بالمخدرات وتهريب سلاح داخل بعض بؤر مخيم الزعتري وحتى احياء مدينة إربد كما يلاحظ الإعلامي محمد دويري.
لكن الخوف الأكبر عمليا من وجود ‘خلايا نائمة’ او صامتة في اوساط اللاجئين السوريين يمكن أن تستخدم لأغراض سياسية في أي وقت.
بسبب هذه التعقيدات تخطط الحكومة الأردنية لنقل فعاليات مخيم الزعتري إلى مناطق مؤهلة أخرى خصوصا وان رئيس الوزراء عبدلله النسور أكد مباشرة للقدس العربي في وقت سابق بأن بلاده ستكرم وفادة وإستقبال الأشقاء السوريين. الزعتري مقام أيضا على واحد من اهم الأحواض المائية في منطقة شمال الأردن مما تسبب بخطر كبير على المخزون المائي الأردني حسب خبراء في وزارة المياه حيث تم تلويث هذا الحوض بسبب إقامة اللاجئين.
وزير المياه والري الدكتور حازم الناصر أبلغ ‘القدس العربي’ بأن وزارته وضعت محطات تنقية متحركة ومتنقلة في محيط الزعتري للحفاظ على كميات مياه صالحة للاجئين اولا وعلى بيئة الحوض المائي ثانيا مقرا بان الزعتري مقام على حوض مائي كبير ومهم شمالي المملكة.
وبعد إعلان وزير الخارجية ناصر جودة بأن بلاده لا تستطيع إستيعاب المزيد من اللاجئين السوريين بعد الأن تصبح الأعباء الإقتصادية الناجمة عن إستقبال اللاجئين من مسوغات الحرص على عودتهم لبلادهم مما يتطلب تحسنا في قنوات الإتصال مع مؤسسات النظام السوري.
وهذا حصريا من بين أهداف المبادرة التي منحت الضوء الأخضر وقد تنتهي بنشاط يظهره حصريا نخبة من السياسيين على هذا الصعيد من بينهم رئيس الوزراء الأردني الأسبق معروف البخيت الذي إقترح عدة مرات على أصحاب القرار المبادرة للإتصال بدمشق وبكامل طيف المعادلة السورية.
المبادرة نفسها كانت قد إقترحت قبل عدة أسابيع لكن الظروف المحلية والإقليمية لم تكن ملائمة ومقربون من نظام دمشق في العاصمة الأردنية بينهم الصحافي ناهض حتر اعلنوا مبكرا عن رسالة ملكية ستوجه لسورية قريبا.
والهدف الأعمق من تجديد تفويض بعض الشخصيات مثل البخيت هو ‘إلقاء التحية’ على دمشق الخارجة للتو من معركة دولية معقدة على أمل قياس إحتمالية رد التحية بمثلها مما سيسمح بالعودة للإستدراك.
بسام بدارين / القدس العربي