عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

شاهد الخلفاء المحتملون لـ محمود عباس

وكالة الناس – صحیح أن الرئیس الفلسطیني محمود عباس خرج من المستشفى بعد أقل من أسبوعین قضاھما ھناك، وصحیح أن السلطة وحركة فتح لا
تتعبان من الطمأنة إلى أن الوعكة كانت عابرة وأن صحة عباس جیدة جداً نسبة لسنّھ (82 عاماً)، لكن الصحیح أیضاً ھو أن الحدیث عن “مرحلة ما
بعد عباس” انطلقت بزخم، ولم تعد الأحادیث عن الموضوع حكراً على الجلسات والھمسات الخاصة للسیاسیین، بل أصبحت حدیث الشارع
الفلسطیني.
ومثلما تعاطت السلطة مع موضوع الأزمة الصحیة للرئیس على أنھا أقرب إلى “أسرار الدولة” و”الأمن القومي”، فإن الحدیث الجدي عن ھویة
الشخصیة التي یمكن أن تخلف أبو مازن لا یقل غموضاً وألغازاً، بعد 11 عاماً من تعطل كل أشكال الدیمقراطیة والانتخابات في “التشریعیة”
و”الرئاسیة” في السلطة الفلسطینیة ومؤسساتھا.
وكسر عباس نفسھ، لیل الثلاثاء 29 أیار 2018 ،حاجز الصمت عن الخلافة، فاختار مصطلحات أدبیة عامة عن المرحلة التي ستلي خروجھ من
المشھد العام، وحاول تبدید المخاوف المتزایدة بشأن صحتھ وعدم وجود خلیفة لھ، بالقول إن المؤسسات السیاسیة الفلسطینیة لا تعتمد على شخص
واحد فقط، وإن فلسطین “ستظل دائماً ملیئة بالرجال الطیبین”.
5/31/2018 DIV Contents
2/3
وتحدث عباس في وقت متأخر من لیلة الثلاثاء أمام اللجنة المركزیة لحركة فتح، بعد یوم على خروجھ من المستشفى حیث كان یعالج من التھاب
رئوي. وقبل كلام عباس، كان أحد المرشحین لخلافتھ، جبریل الرجوب، قد أدلى بدلوه قبل تعافي الرئیس الفلسطیني وخروجھ من المستشفى،
لیكشف أنھ لا ینوي الترشح لأي منصب. وقال الرجوب لتلفزیون فلسطین إنھ “في حال حدوث طارئ ستجتمع اللجنة المركزیة وتختار مرشحھا
الذي سیخضع للانتخاب، ولیس للإملاء أو أن یُفرض على الحركة بمظلة من فوق”، لافتاً إلى أنھ لن یتنافس على أي منصب في المنظمة أو السلطة.
لكنھ عاد واعتبر أنھ سیكون حیث تقرر حركة “فتح” وضعھ.
ّ وتتقاطع آراء المراقبین على أن موازین القوى القائمة لن تمكن عباس من تعیین نائب لھ، وأن مرحلة انتقالیة ضروریة ستتبع رحیلھ، تحافظ فیھا كل
موازین القوى القائمة المرتبطة مصالحھا بالسلطة الفلسطینیة على حالة من الھدوء النسبي مع توافق على تقاسم كعكة السلطة. ویرى ھؤلاء أن
“غیاب الشیخ لن یعني غیاب القبیلة أو تغییرھا”. والقبیلة ھنا ھي التعبیر المجازي المتعارف علیھ في الضفة الغربیة، خصوصاً للإشارة إلى السلطة
الحاكمة للضفة الغربیة حالیاً في مستویي السلطة الوطنیة وحركة فتح، بجناحھا المقرب من الحكم. و”القبیلة” ھي خلیط من مراكز القوة السیاسیة
والأمنیة والاقتصادیة، تتقاطع وتتشكل علاقاتھا وفقاً لمصالح مشتركة فیدعم كل مستوى منھا الآخر بشكل دائم وعفوي، لأن سقوط أو تضرر
مستوى منھا یعني سقوطاً للجمیع.
ویقول الباحث عبد الرحمن التمیمي، لـ”العربي الجدید”، إنھ “طالما القبیلة موجودة الشیخ لیس مھماً. المھم أن لا تتفكك القبیلة. ھذا ھو الأمر
الجوھري، لأن القبیلة لن یصعب علیھا اختیار شیخ جدید”. وأبدى اعتقاده بأنھ “سیأتي شخص سیكون قاسماً مشتركاً أعظم للتوافق الأمیركي
الإسرائیلي العربي وأخیراً الفلسطیني”.
وحسب ما یراه الخبراء والسیاسیون، فإن “وجود ھذه الفترة الانتقالیة لا یعني عدم وجود منافسة حامیة الوطیس للحصول على منصب رئیس
السلطة الوطنیة الفلسطینیة، إذ تبدو بورصة الأسماء ساخنة جداً مع موازین قوى متقاربة إلى حدّ كبیر، مثل مروان البرغوثي الذي یحظى بقاعدة
شعبیة تغذیھا مواقفھ داخل المعتقل ضد الانقسام والتنسیق الأمني ومع الإصلاح السلطة. لكن البرغوثي (58 عاماً)، المحكوم بالسجن لمدة خمسة
مؤبدات، ربما یستطیع دخول الانتخابات في حال كان ھناك قرار بھا، لكن لن یكون ذلك عبر توافق من أقطاب فتح التي ترى فیھ منافساً كبیراً”.
وفي حال وجود سیناریو انتخابات رئاسیة، وعلى افتراض أن البرغوثي فاز فیھا، فإنھ لن یستطیع الحكم من خلف القضبان، وسیحتاج نائباً یمثل
نھجھ وینوب عنھ في الحكم، وإن كانت الأنظار حینھا ستتجھ عالمیاً نحو الإفراج عن الرئیس الفلسطیني المعتقل، وھذا أمر مستبعد.
ومن الأسماء المطروحة بقوة جبریل الرجوب (65 عاماً)، رئیس جھاز الأمن الوقائي السابق، الذي عزز قاعدة شعبیة كبیرة على الأرض من خلال
عملھ في مجال رئاسة المجلس الأعلى للشباب والریاضة، ورئیس اتحاد الكرة واللجنة الأولمبیة في السنوات الماضیة، وبالتوازي عزز علاقاتھ
الإقلیمیة، التي حاول القیادي المطرود من “فتح” محمد دحلان تخریبھا، كما ھو الحال في مصر، لكن فرص الرجوب بكل ما یحیط مرحلة عملھ
السابقة من انتقادات لن تكون سھلة.
بدوره، یقول مصدر فتحاوي، لـ”العربي الجدید”، إن “وجود رجل أمن في منصب رئیس دولة فلسطین، لن یكون أمر سھلاً. الشارع الفلسطیني لدیھ
حساسیة من رجال الأمن وما یرتبط بعملھم من تنسیق أمني مع الاحتلال الإسرائیلي”. والأمر ذاتھ ینطبق أیضاً على الرئیس الحالي للاستخبارات
اللواء ماجد فرج، الذي یُعتبر الرجل الأقوى في الوقت الراھن، ولدیھ تحالفات إقلیمیة ودولیة قویة، لدرجة أن الرئیس الأمیركي دونالد ترامب أشاد
بما یقدمھ الأمن الفلسطیني من خدمات والتزام بمحاربة الإرھاب في المنطقة.
وفرج، وھو من موالید 1962 ،والمعروف ببعده عن الإعلام، بدأ بالخروج عن ھذه القاعدة في العامین الماضیین، فشارك في رمضان الماضي
بالعدید من الإفطارات الجماعیة لصالح مؤسسات زكاة وأخرى شبابیة ودور أیتام وقدّم تبرعات على ھامش ھذه الإفطارات، احتفت بھا صفحات
ّ الأمن على مواقع التواصل الاجتماعي. وفرج الذي تم تعیینھ مدیراً لجھاز الاستخبارات العسكریة عام 2006 ،وقفز فأصبح رئیس جھاز
الاستخبارات العامة الفلسطینیة في الضفة الغربیة منذ 2009 ،من القیادات الأمنیة الجدیدة التي عینھا عباس لتحل محل قیادات أمنیة في عھد الرئیس
الراحل یاسر عرفات.
أ ً
5/31/2018 DIV Contents
3/3
أما رئیس الحكومة الحالي رامي الحمد الله، الذي یتم تداول اسمھ كرئیس مستقبلي بعد نجاحھ بنسج علاقات إقلیمیة ودولیة جیدة خلال عملھ رئیساً
للحكومة، ولا سیما بعد بنائھ تحالفات مع الأمن الفلسطیني، ترفضھ موازین القوى في حركة “فتح”، إثر رفض ترشیحھ كعضو مستقل للجنة
التنفیذیة للمنظمة في اجتماع المجلس الوطني الأخیر، رغم رغبة عباس بوجوده، وھو في الوقت ذاتھ لا یحظى بأي رتبة تنظیمیة في ھیاكل الحركة.
أما ناصر القدوة (65 عاماً)، ابن اخت الرئیس الراحل یاسر عرفات، والذي أمضى أكثر من ثلاثة عقود في العمل الدبلوماسي ممثلاً عن فلسطین،
ورغم بعده عن شبھات فساد أو أي عمل أمني، إلا أنھ لا یملك قاعدة شعبیة في الحركة التي استقال من لجنتھا المركزیة قبل أسبوعین لشعوره
بالإحباط وعدم قدرتھ على تغییر أي شيء في الحركة التي یحكمھا عباس بشكل مطلق.
ومن الأسماء المطروحة بقوة ھو اسم القیادي الفتحاوي المطرود محمد دحلان، الذي جاء طرحھ بین أنصاره وفي الإعلام الإقلیمي المدعوم من
الإمارات ومصر، لكن رغم صفتھ السابقة كرئیس جھاز الأمن الوقائي في قطاع غزة ومستشار الرئیس محمود عباس للأمن القومي سابقاً، فقد قدّم
بعد طرده خدمات أمنیة لدول أجنبیة، وھو معروف كرجل أعمال یملك ملایین الدولارات.
لكن حتى في أضیق الحلقات الفتحاویة، لم یُطرح اسم دحلان كرئیس عتید، لأنھ قاد انشقاقاً في الحركة واحتمى بدولتي الإمارات ومصر. وعندما
خسر معركتھ مع الرئیس عباس إثر تصدّي الأخیر لقرار رباعي من مصر والإمارات والأردن والسعودیة، قبل ثلاث سنوات بفرض صلح إجباري
على عباس، عمد دحلان إلى تغییر تكتیكھ عبر إطلاق ما سماه “التیار الإصلاحي” في فتح. وأكد قیادي فتحاوي لـ”العربي الجدید”، أن “كل من
انشق عن فتح واحتمى بنظام عربي كان مصیره التھمیش لاحقاً”.
وبعیداً عن بورصة الأسماء، تتقاطع آراء المراقبین بأن غالبیة من ذكروا سیعملون على ضمان وجود صیغة لمرحلة انتقالیة، تؤجل ولو قلیلاً من
معركتھم العلنیة نحو منصب رئیس السلطة الفلسطینیة. وحسب ما یتضح، فإن عباس قام فعلیاً بتفكیك مناصبھ الثلاثة رئیساً لحركة “فتح”، ورئیساً
ّ المشھد. وفي خضم ھذه الحركة تم تعیین محمود العالول أحد أقدم كوادر “فتح” نائباً
ّ للسلطة الفلسطینیة، بشكل سھل جزئیاً
لمنظمة التحریر ورئیساً
لھ، أما في اللجنة التنفیذیة لمنظمة التحریر، فبدا صائب عریقات الأوفر حظاً ّ لتولي منصب رئیس المنظمة. وفي حال شكلت حالتھ الصحیة بعد
زراعتھ للرئة نھایة العام الماضي عائقاً، فإن عضواً آخر من “فتح” تم ترشیحھ من قبل اللجنة المركزیة، جاھز لتولي المھمة وھو عزام الأحمد.