قلق شعبي من تصاعد نذر الحرب
توجيه دول غربية ضربة عسكرية للنظام السوري
ورغم ما تؤكده تصريحات مسؤولين كبار، على رفض استخدام الأراضي الأردنية لتوجيه “الضربة العسكرية المحتملة”، إلا أن ذلك لم يبدد مخاوف تلك الأوساط من تبعات وخيمة سيواجهها الأردن جراء أي حرب عسكرية على سورية.
وتدرك هذه الأوساط أن آثار الحرب لن تنحصر بحدود الأراضي السورية، بل ستمتد بطريقة أو بأخرى إلى دول الجوار.
وتؤكد أن درجة القلق بين سكان هذه المناطق ارتفعت حدتها بشكل واضح خلال اليومين الماضيين، لاسيما عقب تصريحات مسؤولين غربيين بأن هجمة عسكرية على سورية باتت وشيكة.
ووفق سكان، فإن مغادرة مناطق سكناهم إلى أخرى بعيدة عن الحدود أمر وارد، تحسبا لأي ضربات عسكرية كيميائية يمكن أن يقدم عليها النظام السوري.
وقال نبيل الخطيب صاحب مخابز آلية في إربد إنه وفي حال قررت دول غربية توجيه ضربة عسكرية الى سورية فإنه سيغادر مدينة إربد باتجاه مدينة العقبة، وخصوصا أن النظام السوري لن يتوانى في الرد على أي ضربة له باستخدام أسلحة كيميائية.
وأضاف الخطيب أن الوضع في إربد متوتر للغاية وأثر على الحياة العامة وخصوصا مع تواتر الاخبار عن قرب توجيه ضربة عسكرية لسورية، داعيا الى ضرورة ان يكون التدخل ضمن مجلس الأمن الدولي.
وأكد أن الإقبال على مادة الخبر بمعدله الطبيعي ولا يوجد اي تهافت، مبينا ان الأخبار السورية باتت تتصدر أحاديث السكان في مدينة إربد.
وقال النائب السابق الدكتور حميد البطاينة إنه لا يوجد أي مصلحة أردنية في توجيه ضربة عسكرية لسورية عبر أراضيها، وبالتالي فإنه يجب على الأردن ان ينأى بنفسه عن ذلك حماية للشعب من أي ردة فعل من قبل أي طرف.
وأضاف البطاينة ضرورة أن يعمل الأردن ضمن مصالحه الوطنية بعيدا عن التحالفات العالمية، مؤكدا أن الضربة العسكرية لسورية لها انعكاساتها السلبية على الدول المجاورة في حال تم استخدام أراضيها لتوجيه هذه الضربة.
وقال إنه مؤمن بأن الأردن وبقيادة الملك عبدالله الثاني سيتخذ قرارات تحقق مصالحه الوطنية، ويجنب أرضه أي صراعات هو بغنى عنها، داعيا أن يكون الحل في سورية تحت مظلة الامم المتحدة.
ويعتقد رئيس فرع نقابة الصحفيين في الشمال الزميل عدنان نصار أن التفكير بتوجيه ضربة عسكرية من الأراضي الأردنية إلى سورية وبمشاركة أردنية خطأ سياسي، مؤكدا أن الموضوع برمته ليس لنا فيه “ناقة ولا جمل”.
وقال إنه من الحكمة السياسية أن ننأى بأنفسنا عن هذه المسألة لأن سورية أرضا وشعبا هي امتداد للأردن، و”نحن بطبيعتنا السياسية لم ولن نتأثر يوما بالتحالف مع أي ما أسماه بقوى امبريالية لضرب أي عربي شقيق”.
وأوضح نصار ان الأردن في جغرافيته واتساقه مع سورية سيتأثر سلبا في حال توجيه ضربة عسكرية، وأبرزها تدهور الوضع الاقتصادي أكثر مما علية الآن، و”تراجع شعبيتنا العربية السياسية وأن الذهاب للحرب ضد سورية من الأراضي الأردنية سيكون الأردن خاسرا لا محالة”.
وحذر رئيس لجنة زكاة وصدقات مخيم إربد ناصر أبو راشد من أي تدخل أجنبي في شؤون اي دولة عربية ومن ضمنها سورية، متمنيا أن تحل الأزمة السورية سياسيا بعيدا عن اي تدخل عسكري.
وقال أبو راشد إن موقف الأردن الثابت والعروبي منذ الثورة العربية الكبرى وتأسيس الإمارة برفضه التدخل في شؤون الدول الداخلية، مؤكدا أن هذه الإستراتيجية التي يتبناه الأردن انقذته في كثير من المواقف.
وأضاف أن الأردن كان موقفه حياديا دائما فيما يجري بالبلدان العربية، وبالتالي فإنه من الخطأ استخدام الأراضي الأردنية لتوجيه ضربة عسكرية بالرغم من وجود مواقع بديلة، وأن سر استقرار وأمن الأردن سياسته المعتدلة.
وأوضح أن الشعب حزين لما يجرى للشعب السوري من مجازر دموية يرتكبها النظام السوري.
وفي المفرق، استعبد الخبير العسكري الفريق الركن المتقاعد ظاهر الفواز مشاركة الأردن في الهجوم على سورية لا بالعدد ولا بالعتاد ولا حتى بتوفير مناطق للهجوم، إلا أنه حذر من تبعات توجيه ضربة عسكرية إيرانية لإسرائيل، مؤكدا انها ستشعل المنطقة برمتها بما فيها الأردن.
وتوقع الفواز أن تقوم إيران برد فوري في حال الهجوم على سورية باستهداف مصالح للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة أو تسديد ضربة عسكرية لإسرائيل بشكل مباشر أو من خلال حزب الله.
وأضاف الفواز أن الأردن يحاول جاهدا النأي بنفسه عن الدخول في أي معركة مع بلد عربي، متوقعا أن تتم الضربة العسكرية دون إذن الأمم المتحدة من قبل بريطانيا وفرنسا وأميركا.
وأبدى الفواز تخوفه من استهداف النظام السوري لأماكن حيوية في المملكة في حال نشبت الحرب، لاسيما وأن مصفاة البترول والمحطة الحرارية لا تبعد عن دمشق سوى 150 كيلو مترا، موضحا أن المظلة الصاروخية التي تم تجهيزها على الحدود بين البلدين قد تشكل مظلة حماية للأردن.
واستبعد الفواز استخدام سورية لقواتها البرية في أي عملية ردا على الهجوم، متوقعا أن تكون الصواريخ الروسية شديدة التأثير هي المفاجأة التي صرح بها وزير الخارجية السورية وليد المعلم.
وتوقع أن يكون الهجوم على سورية من البحر بتوجيه ضربات للمواقع الحيوية خاصة مواقع الفرقة الرابعة المتواجدة في جبل قاسيون ومعامل تصنيع الأسلحة وشبكة الدفاع الجوي، مضيفا أن القوات السورية تحرص على نقل الأسلحة بشكل متكرر خشية استهدافها.
وتوقع الشيخ ضيف الله الكعبير أن يرد النظام السوري بقوة في حال استخدام الأراضي الأردنية منطلقا لأي هجوم على سورية، مؤكدا ضرورة وجود حل يجنب الأردن الدخول في هذه المعركة.
وأضاف أن بعض المناطق الحدودية الأردنية لا تبعد سوى 800 متر عن مرمى القذائف السورية خاصة منطقة الكعيبر، مؤكدا أنه لم يلحظ أي تحركات عسكرية في المنطقة بخلاف التي كانت تتم في السابق.