الطفلة ارياف تصارع الموت دهسا بعد عيد ميلادها بساعات

آلاء والدة أرياف، ترفض مغادرة باب الغرفة التي ترقد فيها فلذة كبدها، وتؤكد لـ”الغد” أن أرياف احتفلت مع صديقات لها بعيد ميلادها الثامن حيث كانت الأجواء داخل المنزل مفعمة بالفرح والسرور، وبعد ساعات من الاحتفال تعرضت لحادث “دهس”، وها هي ترقد ما بين الحياة والموت على سرير الشفاء.
فالطفلة “أرياف”، التي تسكن منطقة قليعات في لواء الأغوار الشمالية، لم تكن تعلم، بعد أن احتفلت مع أقران لها بعيد ميلادها في منزل ذويها، بأنها على موعد مع حادث “دهس” على الشارع الرئيس في هذا اللواء، سيجعلها فاقدة للوعي تنتظر وأهلها ما ستسفر عنه حالتها خلال الأيام المقبلة.
وتؤكد الأم ومواطنون، “أن العشرات قضوا وأصيب آخرون بجروح مختلفة إثر حوادث سير وقعت على هذا الشارع، والذي تشهد أعمال توسعته وإعادة تأهيله بطئا شديدا”، قائلين “إن الجهة المسؤولة عن توسعة وتأهيل الشارع تعمل أياما ثم توقف العمل أشهرا، رغم انتهاء عقد أعمال التوسعة”.
وتشير رهام أبو عبطة إلى “أن هناك حالات غياب وتقاعس من قبل الجهات المعنية فيما يتعلق بمتابعة تنفيذ المشروع مع المقاول الذي رسى عليه العطاء”، مضيفة “أن سكان ناشدوا وطالبوا أكثر من مرة، أصحاب القرار من أجل الانتهاء من إعادة تأهيل وتعبيد شارع الأغوار، إلا أن تلك المناشدات والمطالبات لم تجد آذانا صاغية، رغم الوعود والزيارات الميدانية التي يقومون بها”.
وعبر الحاج وحيد أبو عبطه عن امتعاضه واستيائه “من عدم اتخاذ حل جذري بشأن هذا الشارع، غير المؤهل، حيث يفتقر إلى أبسط شروط السلامة العامة”، لافتا إلى أن الشارع “يشهد على مدار اليوم حركة مرورية نشطة، ويخدم مناطق: الشونة الشمالية والمنشية ووقاص وقليعات والبصيلة والزمالية والكريمة والمشارع ومعبر وادي الأردن”.
وأكد بأن “هذا الشارع، الذي يُعد طريقًا نافذًا لقرابة الـ130 ألف مواطن، “أصبح يهدد حياة الكثيرين، نظرًا لحوادث السير التي يشهدها، بفعل ما فيه من تعرجّات أفقية، وحفر، ناهيك عن التحويلات غير المدروسة والعشوائية”، داعيا “مديرية أشغال لواء الأغوار الشمالية بـ”ضرورة العمل وبأسرع وقت ممكن على إعادة تأهيل الشارع، وفق أدق المعايير والمواصفات، من أجل المحافظة على حياة المواطنين هناك، والحد من حوادث السير التي أصبحت في تزايد مستمر”.
وقال حسين العباسي إن “الأهالي يلوحون بتنفيذ خطوات احتجاجية، منها: إغلاق الشارع بالكامل، وتنظيم عدة فعاليات احتجاجية وبمشاركة ناشطين من كل قرى وبلدات اللواء، في سبيل إيجاد حل لهذه المشكلة، التي باتت تؤرق الآلاف من أبناء المنطقة”.
وكان نواب أكدوا “أنهم تقدموا بالعديد من المذكرات للحكومة، تستفسر عن سبب التأخر في إنجاز مشروع توسعة الشارع الرئيس في الأغوار رغم انتهاء المدة المحددة للاتفاقية”.
من جانبه، أكد مصدر من مديرية أشغال الشونة الشمالية “أن المشروع ما يزال ضمن الفترة التعاقدية التي تربطهم مع المقاول”، مضيفًا “أن البطء بالإنجاز يعود إلى الظروف الجوية التي كانت تعيشها المنطقة من حين لآخر”.
ويبقى السؤال: “إلى متى سيبقى هذا الشارع قضية ضد مجهول؟، وهل قضية إعادة تأهيله وضعت في ملف النسيان؟”.