أميركا تستعد لإعادة توطين ألفي لاجىء سوري
“عبرت عن اهتمامها” باستقبال لاجئين سوريين على أراضيها، و”إعادة توطينهم”.
وفيما كانت تقارير أميركية، أشارت قبل أسبوع، الى ان الادارة الأميركية “قد توافق على إعادة توطين ألفي لاجئ سوري لديها”، اكد هاربر، لـ”الغد” أمس، ان المفوضية “تبحث هذا الأمر مع الحكومة الأردنية، لأنها تريد التأكد من أن أي عمل بهذا الصدد، سيكون لصالح الدولة المضيفة ولصالح اللاجئين كذلك”، كما انها “تسعى لضمان أن يكون اللاجئون الذين سيحصلون على إعادة التوطين هم من الفئة الأمس حاجة من اللاجئين”.
واعتبر انه من الأهمية بمكان أن “تقوم المفوضية ووزارة الداخلية الأردنية بعملية تسجيل اللاجئين بشكل مشترك، لكي يتم تحديد من هم بالضبط اللاجئون الموجودون في الأردن”، بحسب تعبيره، وبالتالي فان هذا سيساعد المنظمة الأممية على أخذ القرارات حول من منهم “يجب ان يستفيد من اعادة التوطين هذه”، بما ان المفوضية هي الجهة المسؤولة عن تقديم طلبات إعادة توطين للاجئين الى الدول الراغبة باستقبالهم.
وفيما تحدد المفوضية فئة معينة “لا تستطيع العودة إلى سورية”، الا ان هاربر أكد أن الهدف النهائي هو أن يعود أغلبية اللاجئين الى وطنهم، وليس “اعادة توطين معظمهم”.
وفي هذا الصدد، شدد المسؤول الأممي على ان الحل السياسي هو المطلوب للأزمة السورية، ليتسنى للناس العودة الى بلادهم، وان اللجوء واعادة التوطين ليسا حلولا لهذه الأزمة.
وفي مقارنة مع اعادة التوطين، التي حصلت عليها اعداد كبيرة من العراقيين سابقا، والذين هاجروا الى عدد من دول العالم واقاموا فيها بشكل دائم، تمنى هاربر “ان لا يحصل أمر مشابه مع السوريين، بل ان يعودوا الى وطنهم حيث مجتمعهم واعمالهم وأسرهم الممتدة”، لافتا الى ان اغلبية اللاجئين السوريين “يرغبون بالعودة الى بلادهم”.
وفي السياق، شكر هاربر الدول التي تمنح السوريين “اعادة توطين”، الا انه اكد على ضرورة أن تدعم هذه الدول “المجتمعات والدول المضيفة ايضا”، لأنهم “عندما يأخذون آلافا قليلة من اللاجئين، فان هذا يعد رقما صغيرا مقارنة مع حوالي مليوني لاجئ سوري في المنطقة”.
وحول عدد اللاجئين السوريين في الأردن، المتوقع ان يكونوا من ضمن الألفين الذين ستستقبلهم اميركا، قال “نحن سنحيل الحالات الموجودة لدينا بالتعاون مع الحكومة، وسنناقش ذلك مع الحكومتين الأميركية والأردنية”، واضاف “لا نريد أن ننسى حقيقة بأن أغلبية اللاجئين ستبقى في الأردن، وهذا هو المكان الذي يحتاج لمساعدة”. وفي ذات الشأن، أكد هاربر وجود اهتمام متزايد بتوفير إعادة التوطين للاجئين السوريين من قبل دول أوروبية وكندا واستراليا الى جانب اميركا، بينما كانت المانيا أول دولة أوروبية تعرض استضافة 5 آلاف لاجئ سوري، واعادة توطينهم لغاية انتهاء الأزمة في بلادهم، وليس بشكل دائم، كما هو الحال “لو تم استقبالهم في أميركا”.
وكانت تقارير تحدثت عن انه سيتم “فرز” اللاجئين، الذين سيكون أغلبهم من المرضى والنساء والأطفال، وسيتم عمل فحوص لهم “بخصوص اية صلات إرهابية”، والتأكد من انهم لا يشكلون تهديدا للأمن القومي الأميركي، وانه لا يتوقع أن يبدأ وصولهم قبل العام المقبل 2014.
يذكر ان الإحالات “التوصيات” للحالات التي يتم اختيارها تأتي من قبل مفوضية الأمم المتحدة في كل من الأردن ولبنان وتركيا ودول اخرى. وكانت المفوضية اعلنت انها تعمل مع حكومات اوروبية لايجاد طرق لمساعدة اللاجئين السوريين، ممن يتوقع ان يصل عددهم إلى حوالي 3.45 مليون مع نهاية العام الحالي، والذين يشكلون ضغطا كبيرا على دول الجوار، ومنها الأردن.