توصيف المشهد المصري في عيون الأردنيين
انقلاب على شرعية الرئيس المنتخب محمد مرسي’، فيما رأى آخرون أن ما حدث يمثل ‘حالة طبيعية لدولة تسعى لفرض سيادة القانون واستعادة عافيتها وإعادة الأمن والأمان والاستقرار لشعبها’.
وتباينت ردود الفعل على الأخبار القادمة من مصر، بعد فض قوات الأمن المصرية الاعتصامات المؤيدة لجماعة الإخوان المسلمين بالقوة، ما تسبب بمقتل وإصابات المئات، بحسب إحصاءات وزارة الصحة المصرية.
ويرجع دكتور الإعلام في جامعة البترا تيسير المشارقة انشغال الأردنيين بالأحداث الإقليمية والدولية بأنه ‘ناجم من وعي الأردني بأثر الأحداث الخارجية على واقعنا الوطني والمحلي، فالوعي السياسي الأردني الذي تؤرقه التداعيات العربية جعل المواطن يحسب حسابا لرذاذ ورياح سموم قد تأتي لمنطقتنا’.
ويصف المشارقة هذا الانشغال بالأحداث الخارجية بأنه حالة ‘طبيعية’ لدى المواطن، لأن ‘البقع الساخنة تلفت انتباه الناس حتى تبرد وينتقل الرأي العام إلى بقع ساخنة أكثر، وتصبح القضايا الصغيرة قليلة السخونة ثانوية’.
وتطرق إلى نظرية ترتيب الأولويات التي تقول إن ‘وسائل الإعلام ترتب لنا أولوياتنا، وما هو مهم بالنسبة لتلك الوسائل مهم بالنسبة لنا’.
ويختصر المشارقة حالة انشغال الرأي العام بأحداث مصر بأنها ‘متحركة’، كون مصر ‘قريبة لقلب الأردني، مبيناً أن الانشغال بالأحداث الدولية ‘يضع الأحداث الداخلية على الرف طالما هناك حرارة قادمة من الخارج’.
ويضيف: ‘يموت الرأي العام حول قضية معينة إذا اندلعت قضية رأي عام جديدة أقوى’، موكداً أن ‘المهم في الأمر أننا في الأردن وفي الشرق الأوسط باعتباره قرية صغيرة، نتأثر بأحداثه كأنها وطنية بحكم القرب الجغرافي، وما يحدث في فلسطين وسورية ولبنان ومصر يؤثر علينا مثل أي حدث وطني محلي’.
بدوره، يعتبر عبداللطيف نعانعة أن ما يحصل في مصر يمثل ‘جريمة أخلاقية مرفوضة’، محملاً في الوقت نفسه المسؤولية لكلا الطرفين، الحكومة والجيش من جهة، ولجماعة الإخوان المسلمين من جهة أخرى، لأنها ‘لم تنصع إلى أوامر الجيش المصري بإخلاء الميادين’.
ويقول الطالب الجامعي عبدالله خميس إن مصر تحتاج في هذه المرحلة الى ‘نظام بعيد عن التيارية’، واصفاً ما قام به الجيش المصري بأنه ‘من باب آخر العلاج الكي، فالمصريون ضاقوا ذرعا بحكم الرئيس الإخواني محمد مرسي الذي بدا ضعيفا، ناهيك عن الفوضى والبؤس والفلتان الأمني الذي تضج به مصر’.
وبحسب خميس فإن ‘أصحاب ثورة 30 حزيران (يونيو) لم يذهبوا الى الجيش حبا فيه أو طلبا للانقلاب، لكنهم كانوا كغريق يتشبث بكل ما تصله يده، لا فرق عنده بين ظهر دولفين وفكي حوت مفترس’.
من جهته، يعتبر الموظف خالد محمد أن مصر تمر بمرحلة صعبة، ‘ومن يحبها لا خيار أمامه سوى دعم الحكومة الحالية، على علاتها وأصولها الانقلابية، حتى تتجاوز المرحلة الانتقالية ويذهب الجميع الى انتخابات تأتي بنظام وطني خال من التيارية والتخندق والولاءات الداخلية أو الخارجية، ويشرك جميع المصريين، مسلمين ومسيحيين وقوميين وإسلاميين ويساريين، في العملية السياسية’.
ويقول محمد إن الشعب المصري بحاجة لكيان وطني يسد الباب أمام الكيانات التيارية أو الدينية المنغلقة على نفسها، ويحقق تصالحا مع المؤسسة العسكرية التي هي صمام أمان مصر وضمان وحدتها وكرامتها.
من جهته، وصف أحمد الحامد ما حدث في ميادين مصر بـ’المذابح التي ارتكبتها وزارة الداخلية والجيش المصري في رابعة العدوية والنهضة والفتح’، داعياً، ‘شرفاء العالم كله إلى وقف نزيف الدم ومنع الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب المصري، والى العودة إلى الشرعية’.
وطالب الحامد أهل العلم في كل مكان عامة، وفي مصر خاصة، بـ’الوقوف مع إخوانهم ومساندتهم ومعاونتهم على تجاوز هذه الأزمة’، مؤكدا أنه ‘لا ينبغي السكوت على ما حدث، بل يجب الإنكار على من فعل ذلك والبراءة منه’.
ويصف مصعب الشرايعة ما حدث أنه ‘مجازر ارتكبتها قوات الجيش المصري ورجال أمن الداخلية بحق الرافضين للانقلاب العسكري’.
ودعا معاذ عواد الدول الديمقراطية إلى ‘منع الديمقراطية الوليدة بمصر من أن تكون سورية أخرى، أو مثل الدول التي وقعت فيها انقلابات كثيرة مثل باكستان’، مطالباً بمحاسبة ‘أولئك الذين يستخدمون القوة المميتة لتقويض سيادة القانون والديمقراطية’، على حد تعبيره.
وقال عواد إن ما حدث في ميادين مصر يعد ‘جريمة إنسانية بشعة في حق كل المصريين’.