عاجل
0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

الجزيرة تتساءل : هل بدأ الموقف الأردني من سوريا يتغير؟

– الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا، والسماح له بالدخول إلى منطقة تل شهاب بدرعا التي أدى فيها صلاة عيد الفطر الخميس الماضي، والحديث عن قرب فتح مكتب تمثيلي للائتلاف في عمان.

ورغم تحفظ المسؤولين الأردنيين على مصطلح “المكتب التمثيلي” للائتلاف، فإن الحفاوة التي لقيها الجربا واللقاءات التي عقدها مع مسؤولين أردنيين ومعارضين سوريين يسعون للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، كل ذلك يكشف عن تحول ما في موقف عمان التي لا تزال تحتفظ بعلاقات دبلوماسية مع النظام في دمشق.

وكشفت مصادر سياسية أردنية للجزيرة نت عن تعرض عمان لضغوط من جهات إقليمية للتوجه نحو دعم أكبر للمعارضة بعد وصول الجربا إلى قيادة الائتلاف المعارض، لكن المصادر الرسمية لم تشر إلى مثل هذه الضغوط.

وكان الجربا قد تحدث في احتفال خيري للاجئين السوريين في عمان مساء الخميس الماضي عن اتصالات أجراها مع الحكومة الأردنية لفتح مكتب تمثيلي في عمان، وذهب إلى أبعد من ذلك عندما تحدث عن البدء في تشكيل نواة لجيش وطني سوري في شمال سوريا وجنوبها ضمن مرحلة أولى، وأكد أنه “سيعمل جنبا إلى جنب مع الجيش السوري الحر”.

تسيير معاملات
ولم ينف وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام محمد المومني أو يؤكد الحديث عن فتح مكتب تمثيلي، وأكد على بقاء السفارتين الأردنية في دمشق، والسورية في عمان.

لكن وسائل إعلام محلية نقلت عنه وعن مصادر رسمية أن الحديث يجري عن مكتب لتسيير معاملات ووثائق تتعلق باللاجئين السوريين، على أن يتم اعتماد سفارة الائتلاف في العاصمة القطرية الدوحة مركزا لهذه المعاملات.

ولا يعرف إن كان هذا التغير في الموقف الأردني سينعكس على الوضع الميداني في سوريا، خاصة مع شكاوى قادة الفصائل المعارضة في جنوب سوريا المحاذي للأردن من رفض عمان إدخال أسلحة إلى مناطقهم.

دعم سياسي
بدورها ترى عضو الائتلاف الوطني السوري ريما فليحان المقيمة في عمان أن “الأردن يقدم دعما إنسانيا وسياسيا للشعب السوري”، وأضافت “المواقف الأردنية تظهر يوما بعد يوم أنها أكثر إيجابية”.

وأشارت إلى أن عمان “تدعم السوريين وتقدم خدماتها لهم بالطريقة التي تراها مناسبة وتضمن أمنها الداخلي”.

ووصفت فليحان المباحثات الأردنية مع أحمد الجربا بأنها كانت “إيجابية جدا”، وأكدت أنه طُلب من الأردن فتح مكتب تمثيلي للمعارضة في عمان، وعبرت عن أملها في أن يتم افتتاح المكتب “في القريب العاجل”، مؤكدة عدم وجود قرار رسمي أردني حتى الآن بفتح المكتب.

بدوره وصف بشار الزعبي قائد لواء اليرموك -أحد أهم الأولوية المقاتلة ضد النظام السوري بدرعا- افتتاح مكتب للائتلاف السوري بالأردن بأنه “خطوة إيجابية وفي الاتجاه الصحيح”، آملا أن تنعكس دعما للمعارضة على الأرض.

دعم التسليح
وقال الزعبي للجزيرة نت “الاتصالات بيننا وبين الأردن حتى الآن غير فاعلة وليست على المستوى المطلوب (..) وتقتصر على تسهيل عبور اللاجئين والجرحى والمساعدات”.

ولم ير الزعبي أن هذه الخطوة ستغير الموقف الأردني لصالح المعارضة، أو أنها ستنعكس لصالح نقل السلاح إلى الداخل السوري من جهة الأردن، معتبرا أن دعم المعارضة الخارجية “لا ينعكس حتى الآن على الداخل السوري والقتال ضد النظام”.

وذهب إلى حد انتقاد زيارة الجربا لسوريا التي قال إنها لم تتضمن لقاء مع القادة الميدانيين على الأرض.

من جهته قال المحلل السياسي الأردني فهد الخيطان إن الأردن بدأ يوجه دعما أكبر للائتلاف السوري، خصوصا بعد وصول أحمد الجربا لرئاسته.

وقال للجزيرة نت “الأردن يعتقد أن الجربا هو الخيار الأنسب لقيادة الائتلاف ويراهن على أنه سيساهم في تقوية الاتجاهات المعتدلة في المعارضة السورية على الأرض”.

رهان أردني
وأشار الخيطان إلى أن عمان ستمنح الجربا “تسهيلات كبيرة عبر الحدود الأردنية مع سورية”.

لكن الخيطان يرى أن هذا الدعم ربما لن ينجح في تغيير ما وصفه بـ”حالة التشاؤم” لدى صانع القرار في المملكة حيال مستقبل الوضع في سوريا، مع تراجع الرهان على حل ينهي الأزمة التي تحولت مع الوقت إلى حرب أهلية في البلاد.

وعن إمكانية أن يتحول الموقف الأردني من الدعم السياسي والدبلوماسي للمعارضة إلى دعمها بالسلاح على الأرض، قال الخيطان إن ذلك قد يحصل ولكن “ضمن ترتيبات مع السعودية وأميركا”.

ويقول الأردن إنه يواجه أزمة كبيرة جراء لجوء نحو 550 ألف سوري إليه منذ اندلاع الثورة على نظام بشار الأسد في مارس/آذار من عام 2011، منهم نحو 150 ألفا يقيمون بمخيم الزعتري على الحدود الأردنية السورية.

الجزيرة نت