مركز : اسرائيل تخشى على نظام الحكم في الاردن
تدل على أن الجيش الإسرائيلي أعاد تنظيم أولوياته للعقد القادم، وتشمل الأولويات العسكرية في تحقيق التفوق في مجال الاستخبارات، وأنظمة الدفاع النشطة، والحرب الإلكترونية، وأنظمة حماية الحدود، في حين أن أهمية وأولوية القوات البرية انخفضت جدًا، بحسب البحث الذي أعده المتخصص في الشؤون الأمنية، عامير رببورت.
وقال أيضا: لقد وضع الجيش الإسرائيلي عدة مبادئ للحرب في السنوات الأخيرة: المحافظة على قصر العملية العسكرية قدر الإمكان، تقليل الأضرار للجبهة الداخلية، وذلك من منطلق أن الجبهة الداخلية ستجد صعوبة في مواجهة هجوم صاروخي لفترات طويلة.
وأشار الباحث إلى أنه وفقًا لرئيس أركان الجيش، الجنرال بيني جانتس، فإن إسرائيل هي القوة العالمية في ثلاثة مجالات رئيسية هي: الطائرات بدون طيار، أطلاق النيران بدقة والتفوق في الاتصالات، وهي الأمور التي قرر غانتس تطويرها على حساب سلاح المشاة.
وقال إنه على الرغم من الجدال الدائر في إسرائيل حول تخفيض ميزانية الأمن، فإنه اليوم لدى الصناعات العسكرية الإسرائيلية وجيش الاحتلال أكثر من 100 مشروع للتطوير المختلف، مشددًا على أن معظم المشاريع في طي الكتمان.
علاوة على ذلك، لفت إلى أن ميزانية شراء الغواصات لم تُمس، وبالتالي فإن بحلول نهاية العقد فإن الجيش الدفاع الإسرائيلي سيكون لديه ست غواصات من طراز دولفين، مع تكلفة كل غواصة مليار دولار، كما أن الجيش سيتلقى سربين (24 طائرة) من طراز F-35 وهي الطائرة التي ستتسلمها إسرائيل فقط بعد الولايات المتحدة.
وأضاف إنه في العقد الماضي استثمرت إسرائيل في شراء الطائرات بدون طيار، وسوف يستمر هذا الاتجاه، في السنوات المقبلة، وسوف تكون الطائرات بدون طيار تكتيكية جديدة، وكذلك أكبر، على حد قوله.
وبحلول عام 2025، أضاف الباحث فإن الطائرات بدون طيار التي يملكها متطورة جدًا، بحيث ستكون قادرة على جمع المعلومات الاستخبارية، و قادرة على الكشف عن أي حركة مشبوهة طفيفة على الأرض أو في البحر، مشيرًا إلى أن الطائرات اليوم التي يستخدمها سلاح الجو تُغطي إيران بشكل كامل. كما لفت إلى أنه في العقود المقبلة، سيواصل الجيش الإسرائيلي الاستثمار في الأقمار الصناعية، حيث سيُوظفها كأداة رئيسية لجمع المعلومات الاستخبارية والاتصالات.
وعلاوة على ذلك، في المستقبل المنظور، فإنه من المتوقع أن تتطور ساحة المعركة الفعلية إلى الفضاء الخارجي، حيث تستعد مختلف البلدان لاعتراض الأقمار الصناعية بعضها البعض باستخدام الصواريخ بعيدة المدى، وبالتالي قرر الجيش توظيف الطائرات المقاتلة في زمن الحرب لإطلاق الأقمار الصناعية المصغرة بشكل فوري، بحيث لن يكون وقتا كافيا للعدو لدراسة مداراتها والتصدي لها. وأوضح الباحث أن الجيش الإسرائيلي كمنظمة عسكرية يُعتبر الأكثر تقدما في العالم في مجال الدقة في إطلاق النيران، وذلك بواسطة استخدامه لصواريخ تطلق من الجو والبر والبحر، والغواصات.
وقد ادعت وسائل الإعلام العالمية، زاد البحث، أن صواريخ موجهة بدقة من هذه الأنواع كانت مسئولة عن الهجمات التي شنت في الأشهر الأخيرة ضد مخازن سلاح الإستراتيجية في سورية، وهذا بحد ذاته، يُعتبر إنجازًا كبيرًا للجيش الإسرائيلي، على حد قوله. وكشف الباحث راببورت النقاب عن أنه في المستقبل القريب، قررت القيادة العامة لجيش الاحتلال منح الأولوية المطلقة لتطوير الاستخبارات وسلاح الجو الإسرائيلي لمواجهة التحديات التي تُهدد الدولة العبرية. علاوة على ذلك، قال إنه حتى عام 2025، سوف تجري استثمارات كبيرة في أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ والمضادة للطائرات، بما في ذلك نظم جديدة من طراز حيتس 3 المجمد حاليًا، والتي لا يُمكن أنْ تبقى مجمدة لأنها تتم بالتنسيق والتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما سيتم استثمار أميزانيات ضخمة جدًَا لتطوير أنظمة الرادار المصممة لرصد مصادر نيران العدو، والقادرة أيضًا على تحديد الصواريخ المهاجمة وتدميرها في الجو.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي قرر التنازل تدريجيًا عن القوات البرية، حيث تم خفض ميزانية القوات البرية بنسبة لا تقل عن 25 في المئة، ولكن هذا الوضع لن يستمر، ذلك أن النقاش الدائر حاليًا في قيادة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي هو في ما يتعلق بالمناورات التي تجريها القوات البرية، والتي تُكلف الجيش ميزانيات طائلة، على حد قوله. مع ذلك قال إنه بسبب التطورات الجديدة فإن قيادة الجيش تعتقد بأن القوات البرية سيكون أكل الدهر عليها وشرب وبالتالي، فقد تقرر تخفيض مشاركتها في المعركة، وسيتم استبدال التشكيلات المدرعة من الجنود المسرحين بتشكيلات اقل تكلفة، على حد قوله.
كما لفت إلى أنه من المتوقع الإعلان عن تخفيض كبير في صناعة أحدث دبابات ميركافا، والتي كان معدل إنتاجها بطيئًا على أية حال، ووقف كامل لإنتاج ناقلات الجنود المدرعة، ونتيجة لهذا فإن الجيش سيقوم بتعويض شركة (جنرال ديناميكس) الأمريكية بمبلغ تعويض 15 مليون دولار، لأن إسرائيل لن تحترم الاتفاقية المبرمة بين الطرفين، على حد تعبير الباحث. وخلص الباحث إلى القول إن خطط الجيش الإسرائيلي تبدو ممتازة، والمشكلة الرئيسية هي أن بعض السيناريوهات الموضوعة أمام صناع القرار في تل أبيب من المستويين السياسي والعسكري مثل انهيار النظام الملكي الهاشمي في الأردن، وإلغاء اتفاق السلام مع مصر، واندلاع انتفاضة ثالثة، أو تهديد نووي من إيران، والذي لم يعد ضربًا من الخيال، ويمكن لهذه التطورات، أو تلك التي لا يمكن التنبؤ بها أنْ تجعل جميع الخطط التي وضعها الجيش الإسرائيلي للتطوير وتغيير بنية الجيش، غير ذي صلة، على حد تعبيره.(فلسطين برس)