منع من النشر .. أربعُ ليالٍ …!
من غير محاكمة ، مع طلعة كل نهار بياناً رسمياً من القصر الحاكم يزف من خلاله للأمة نبأً مباركاً مفاده أن زوجة الزعيم “حامل”..
باختصار، لأنه لم يكن لدى هؤلاء أي أمل للعفو او الصفح او الحوار…سوى اذا “اصطهج” الوالي وأمر بإصبعه إلى مدير المخابرات ان يفرج عن “أوباش السياسية”..لذا منذ استلام الزعيم للحكم.. ومصيرهم ومصير عوائلهم كلها كانت معلّقة بنتائج فحص الحمل..فإذا كان ايجابياً ..ها هم قد نعموا بعفو “زعيمي”..وخرجوا الى الدنيا مصافحين وجه الشمس بأعينهم بعد ان تكحّلوا وتلحّفوا بالعتمة سنين طوال ..وإذا كان الفحص “نيجاتيف”..تكاثفت غيوم خيبتهم من جديد ، وعادوا الى الدعاء ثانية أناء الليل وأطراف النهار ، لكي “تزبط” مع الزعيم ليلة الخميس القادم..فيفرج عنهم جميعاً ويعودوا الى بيوتهم سالمين غانمين، طبعا بعد ان يتأكدوا دخول موعد الــ” Menstrual cycle”..
وللأمانة “الحمل” لم يكن الأمل الوحيد لدى الشعوب المقموعة ، من إفراج عن السجناء السياسيين،أو تحسين أوضاع الرعية، او زيادة رواتب موظفي القطاع العام، فــ”الولادة ” أيضا كانت احتمالاً ثانياً للإفراج عن السجناء و”بحبحة” الرعية، لذا كان من الطبيعي جداً ان تجد عشرات الملايين من أبناء تلك الدولة شغلهم الشاغل ان يعدّوا على أصابعهم موعد “الوضع” المتوقّع في الشهر التاسع..
أما الاحتمال الثالث .. فهو “الختان” ، وقد حدث قبل سنتين ان افرج أحد الزعماء “الفرحين” عن مئات المعتقلين كرمال “…” ولده، وبدأ بإصلاحات سياسية ، وحوارات مع قوى المعارضة ، كل هذا ابتهاجاً بــ”ختان” الابن البكر للزعيم..
أما الاحتمال الرابع والأخير..هو زواج ابن الزعيم البكر أو احد أبنائه الآخرين..مما يرافق هذه المراسيم من بيانات عفو، وتكريم وطني، وتحسين معيشة، وافتتاح منشآت صناعية ، وتدشين ألوية عسكرية، والإعلان عن صفقات تسليحية محترمة..
**
أرأيتم؟! كل الأمة كانت مرهونة…بليالي الزعيم الأربع.!!
لا تتنفس هواءها..الا من ثقب بنطاله..أو من ستارة المخدع!
احمد حسن الزعبي