أبرز ردود الأفعال على أحداث مصر
وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي.
وكانت قوات الأمن فضت تجمعا لمؤيدي مرسي قرب ميدان رابعة العدوية في القاهرة، وسط تضارب في أنباء عدد القتلى والجرحى، حيث قالت وزارة الصحة إن 20 شخصا قتلوا وأصيب 177، فيما تؤكد جماعة الإخوان المسلمين مقتل نحو 200 شخص وإصابة الآلاف.
وسقط 12 قتيلا وأكثر من 200 جريح في الاشتباكات التي وقعت يوم أمس في محيط مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية.
و أدانت وزراة الخارجية التركية في بيان لها اليوم السبت، عملية قتل المتظاهرين التي ارتكبتها قوات الأمن المصرية، أمس الجمعة، ضد متظاهرين مناصرين للديمقراطية على مقربة من ميدان رابعة العدوية الذي يعتصم فيه مؤيدو الرئيس المصري المعزول محمد مرسي.
وأعربت الخارجية التركية عن عميق أسفها لوقوع المئات من القتلى في “تلك العملية الدموية التي مورس فيها العنف بشكل كبير تجاه متظاهرين سلميين، واصفة إياها بـ”المجزرة”، ومؤكدة رفض تركيا بشكل كامل لها وتدينها بشدة، وتمنت الرحمة للقتلى والشفاء العاجل للمصابين.
وأوضح بيان الخارجية التركية -الذي نقلته وكالة أنباء الأناضول-، أن المسؤولين في تركيا استقبلوا نبأ تلك “المجزرة” بآسف بالغ، معربين عن قلقهم حيال إمكانية تطور الأحداث في مصر، وزيادة الخسائر في الأرواح إذا لم يتدخل العقلاء لوقف العنف بشكل فوري وبدء مصالحة وطنية بين جميع الأطراف ومحاسبة المتسببين في دخول البلاد في هذه الأحداث.
وشددت على أهمية التحول الديمقراطي بشكل سريع في البلاد لما في ذلك من أثر بالغ على الحياة في البلاد بشكل كامل، وناشدت جميع الأطراف بضبط النفس ونبذ العنف بكافة أشكاله، ومطالبة بمحاسبة المتسببين في المجزرة الأخيرة وتقديمهم للعدالة.
إلى ذلك أعلن الرئاسة المصرية أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أرسل رسالة إلى الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور فيها التزام واشنطن بمساعدة الشعب المصري على تحقيق الأهداف الديمقراطية التي قامت من أجلها الثورة.
وقال إن “هذه اللحظة تمثل تحديا كبيرا وتبشر بنجاح الشعب المصري الذي أتيحت له فرصة ثانية في غاية الأهمية لوضع عملية الانتقال عقب الثورة على مسار النجاح، ونأمل أن تمثل أيضًا فرصة لإقامة نظام سياسي مدني يتسم بالديمقراطية والشفافية والتسامح وعدم الإقصاء ويحترم حقوق جميع المصريين.”
وأعرب أوباما عن أمله أن يغتنم القادة في مصر هذه الفرصة لإنعاش اقتصاد البلاد وتلبية احتياجات الشعب المصري، مشددا على أهمية تجنب العنف والتحريض من أجل بناء دولة مصرية تتمتع بمزيد من القوة والديمقراطية والرخاء.-
بدورها أعربت فرنسا عن أسفها “للحصيلة المرتفعة جدا للصدامات” في مصر، ودعت كافة الأطراف وخصوصا الجيش إلى “التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس”.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو “ينبغي القيام بكل ما يمكن لتفادي تصعيد العنف”، داعيا جميع الأطراف إلى الهدوء والبحث عن تسوية للتوصل سلميا إلى حل سياسي وإلى تنظيم انتخابات في أسرع وقت وفقا للتعهدات التي قطعتها السلطات الانتقالية.
ومن جانبه، أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله عن قلقه الشديد عقب سقوط العشرات من انصار مرسي في مصر، وقالت وزارة الخارجية في بيان إن فسترفيله “قلق للغاية حيال أعمال العنف التي وقعت أثناء المظاهرات وأوقعت عددا من القتلى”.
وأضاف البيان أن الوزير الألماني “يدعو السلطات المصرية إلى السماح بالمظاهرات السلمية والقيام بكل ما في وسعها لتفادي التصعيد”، مشيرا إلى أن مستقبل مصر لا يمكن صياغته إلا عبر الحوار وليس عبر العنف، وفق تعبير البيان.
وفي هذا السياق أيضا، أدانت بريطانيا “استخدام القوة ضد المتظاهرين” في مصر، ودعت “الفريقين إلى وضع حد لأعمال العنف”.
وشجب وزير الخارجية وليام هيغ أعمال العنف ومقتل عشرات في مصر، وطالب بحماية حق التظاهر السلمي، وبالحوار بدلا من المواجهة.
كما دعا هيغ السلطات المصرية إلى الإفراج عن القادة السياسيين المعتقلين منذ أحداث الثالث من يوليو (تموز) الجاري أو ملاحقتهم بتطبيق القانون.
وتأتي هذه المواقف بالتزامن مع إبداء الاتحاد الأوروبي أسفه وقلقه مما يجري في مصر.
وقالت المتحدثة باسم مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إن الأخيرة تتابع بقلق التطورات الأخيرة في مصر، و”تأسف بشدة لإزهاق أرواح خلال مظاهرات أمس”، مؤكدة دعوتها جميع الأطراف للإحجام عن العنف واحترام مبادئ الاحتجاج السلمي واللاعنف.
في ذات السياق أدان شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب الأحداث التي شهدتها مصر وخصوصا قرب ميدان رابعة العدوية.
وقال الطيب: إن “الأزهر الشريف وقلبه يتمزق ألما بسبب تلك الدماء الغزيرة، التي سالت علي أرض مصر اليوم، يستنكرُ ويدين بقوة سقوط هذا العدد من الضحايا، ويعلن أن هذه التصرفات الدموية ستفسد على عقلاء المصريين وحكمائهم كل جهود المصالحة ومحاولات رأب الصَّدع ولم الشمل، وعودة المصريين إلي توحدهم كشعب راق متحضر.
ومضى قائلا إن الأزهر “لا يزال يتمسك بالمبدأ الذي يُؤكِّد أن مقاومة العُنف والخروج على القانون لا يكون إلا في حُدود القانون، وباحتِرام حقوق الإنسان، وأخصها الحق في الحياة”.
وطالب الطيب الحكومةَ الانتقالية، برئاسة حازم الببلاوي، بـ”الكشف فورًا عن حقيقة الحادَث من خلال تحقيق قضائيٍ عاجل، وإنزال العُقوبة الفوريّة بالمجرمين المسئولين عنه، أيًّا كانت انتماءاتهم أو مواقعهم”.
ووجه رسالة إلى الشعب المصري قائلا: “أيها المصريون إن الأزهر الشريف ينادي ويستصرخ العقلاء من كل الفصائل أن يبادروا فورا ودون إقصاء إلي الجلوس علي مائدة حوار جادة مخلصة ذات مسؤولية وضمير للخروج من هذه الأزمة ومن هذه التداعيات الدموية ومن هذه الأجواء التي تفوح منها رائحة الدماء”.
من جانبه قال نائب الرئيس المصري للعلاقات الدولية محمد البرادعي في تغريدة على حسابه على تويتر السبت انه “يدين بكل قوة الاستخدام المفرط للقوة وسقوط الضحايا” اثر اشتباكات مدينة نصر التي اوقعت 66 قتيلا من مؤيدي مرسي وفقا للمتحدث الرسمي باسم جماعة الاخوان المسلمين احمد عارف.
وأضاف البرادعي في تغريدته “أعمل بكل جهد وفي كل اتجاه لإنهاء المواجهة بأسلوب سلمي، حفظ الله مصر ورحم الضحايا”.-(وكالات)