أوباما : لن تطأ الأحذية الأمريكية الأرض السوريه !
–
وأنه يقضى ساعاته الأخيرة فى الحكم، وراجت حكايات عديدة عن أسماء العواصم التى وافقت على منحه حق اللجوء السياسى هو وعائلته بعد أن خسر المعارك على الأرض وفقد السيطرة على الحكم، جاءت النتائج الميدانية على الأرض فى صالحه تمامًا، وتمنحه استعادة السيطرة على نقاط إستراتيجية كان قد فقدها النظام والجيش فى الصراع المرير مع المعارضة المسلحة.
ما هو سر الرئيس السورى بشار الأسد، حتى يستمر ويصمد لأكثر من 28 شهرًا تتواصل فيها أعمال القتال والعنف والرفض فى الشارع؟.. ما الذى يجعل رئيس دولة مستمرا بعد أن قتل من شعبه قرابة 100 ألف مواطن فى الحرب الدائرة، وهو رقم تراه المعارضة أقل من الحقيقية بـ20 ألفا؟.
سؤال يحتاج إلى إجابة تقنع من آمن من أبناء سوريا بالانخراط فى المعارضة ومقاومة النظام ومن غادر البلاد على أمل العودة بأسرع ما يمكن بعد رحيل النظام، لكن حتى الآن لا تملك المعارضة الإجابة الشافية عن هذا السؤال، وكلما بادر البعض بطرحه. والإجابة تكون أن الأسد يحظى برضاء الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
غير أن الواقع يشير إلى عدد كبير من المعطيات وراء استمر نظام بشار إلى هذه اللحظة وربما خروجه فى نهاية الأمر منتصرا من معركة طويلة ومضنية ومكلفة.
أبرز هذه المعطيات هو انضمام حزب الله بكل خبراته العسكرية وعتاده للجيش السورى وتحمل مهام كبيرة فى مواجهة المعارضة السورية فى أكثر من منطقة إستراتيجية وتغليب كفة النظام على حساب خسارة المعارضة، والثانية هى أن المعارضة منذ اليوم الأول وهى تستهدف الجيش والأمن وبالتالي فقدت قدرا لا يستهان به من التعاطف فى الداخل.
لم تتعامل بشكل يجعل الجيش بعيدا عن أهدافها. فضلا عن أن بشار يحكم السيطرة على الجيش والأمن الداخلى من خلال قيادات مقربة وعائلية منه ولديها وسائل فى الضغط على قيادات الجيش وضمان الولاء والطاعة حتى لو كانت دون قناعة. وأخيرا ابتعاد قطر عن الملف وتراجع الضغط العربى بعد تباين فى المواقف.
هذا عن وضع الداخل المحبط أما عن رغبات الخارج فحتى الآن لا توجد نية حقيقية داخل الإدارة الأمريكية لحسم الصراع فى سوريا وطى صفحة بشار. بدعوى الموقف الروسى والمعارضة من الصين. وغيرها من الأسباب التى تسوقها إدارة اوباما.
والولايات المتحدة لن تخوض حربًا ضد النظام السورى وربما تعكس تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني عندما قال إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يرى أن إرسال قوات أمريكية على الأرض ليس خيارًا، وذكر كارني في هذا الصدد أن أوباما أدلى برأيه بوضوح أنه لن تكون هناك أحذية أمريكية على الأرض في سوريا.
معنى هذا أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تلجأ لحرب برية ضد نظام بشار أو حتى فرض حظر الطيران.
وتقول صحيفة ‘واشنطن بوست’ إن النموذج الأقرب شبها بالوضع السوري، ليس النموذج العراقي وانما نموذج البلقان، حيث تدخلت الولايات المتحدة بشكل محدود عبر اتفاق وثيق مع تحالف دولي ما ساعد على تهيئة الظروف المناسبة للتوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض.
وسط المعلومات المتضاربة تمضى الحرب السورية إلى ما لا نهاية فى طريق عبثى مدمر.
وربما يصمد بشار طويلًا لكن أى مستقبل سياسى ينتظر عائلة الأسد فى ظل كل ما يجرى فى سوريا فهى خسرت كل شىء ولم تكسب شيئًا، قد يكون الحل السياسى بيد بشار على أن يغادر الحكم ويترك من يخلفه يقود البلاد فى مهمة صعبة.
الأهرام