0020
moasem
002
003
004
005
006
007
008
previous arrow
next arrow

السعودية دعمت الانقلاب في مصر لإدراكها خطورة "الإخوان"

 المصرية من جديد بعد الدعم السخي الذي قدمته السعودية للقيادة المصرية الجديدة التي خلفت قيادة الرئيس محمد مرسي لمصر إثر الانقلاب العسكري الذي أعلنه وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي يوم 3 تموز (يوليو) الجاري، وكانت السعودية من أول المباركين له.
وقد ظهر التباين في التعامل السعودي مع الانقلاب العسكري في مصر جليا، فبينما أبرق العاهل السعودي الملك عبد الله مهنئا للقيادة المصرية الجديدة، ثم تلا ذلك الإعلان عن تقديم دعم مادي بـ 5 مليار دولار، أصدر نحو 1700 مثقف سعودي بينهم علماء دين معروفون من أمثال الدكتور محسن العواجي والدكتور سلمان العودة وغيرهما، بيانا أدانوا فيه الانقلاب ودعوا فيه الجيش إلى العودة إلى الشرعية.
وفي لندن رحب القيادي في جماعة الإخوان المسلمين الدكتور ابراهيم منير في تصريحات خاصة لـ”قدس برس” بالدعم السعودي للشعب المصري، لكنه تساءل عن سر تأخره إلى هذا الوقت، وأكد أن الإخوان يكنون كل الاحترام والتقدير للسعودية، وقال إنه “لم يحدث على الإطلاق أن الإخوان شكلوا خطرا على الأمن القومي السعودي، بل على العكس من ذلك كان الإخوان في عصر القوميات خير من دافع عن الإسلام وعن السعودية، ولذلك فما نراه من جفاء من السعودية لا نرى له أي مبرر، ومازلنا نأمل أن تكون السعودية هي الجامع للعرب جميعا”.
وجدد منير رفض الجماعة للانقلاب العسكري في مصر، وأكد أن اعتصاماتها السلمية ستستمر حتى إسقاط الانقلاب، وقال: “نحن نأمل أن تكون الأمة على قلب رجل واحد، والانقلاب العسكري مؤشر خطير في أساليب العمل السياسي في المنطقة كلها، وهو يصادر الرأي الآخر بالقمع دون أن تكون له فرصة للتعبير عن نفسه. ونحن نعرف أن الموقف السعودي عامة وفي الشأن الإسلامي خاصة هو موقف أصيل بشكل عام، وهو يختلف عن الموقف الإماراتي الذي تغير بنسبة 180 درجة منذ وفاة الشيخ زايد رحمه الله”.
وقلل منير من أهمية الرهان على الخيار الأمني لاستئصال جماعة “الاخوان المسلمين” من المشهد السياسي المصري، وقال: “لقد حاولوا استئصال الاخوان عام 1948 بعد اغتيال الامام الشهيد، وكرروا ذلك عام 1954 بايهامهم الزائف بمحاولة اغتيال عبد الناصر، وكرروا ذلك أيضا عام 1965 بنفس التهم الباطلة، وفي كل مرة يخرج الاخوان أقوى من السابق، والشعب المصري يشعر أنهم التيار الأكثر مصداقية، وبالتالي لا خوف من هذه الناحية، وستستمر مظاهر الاعتصامات في الميادين بإرادة الله إلى أن يزول هذا الانقلاب الفاشي، وأن يعود قادة العسكر إلى عقولهم، وتنكشف دعاوى الديمقراطيين الزائفة”، على حد تعبيره.
وفي الرياض أرجع العضو السابق في مجلس الشورى أستاذ التاريخ بالجامعة السعودية الدكتور محمد عبد الله الزلفة في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” سبب العداء بين السعودية و “الإخوان المسلمين” إلى قناعة قال بأنها “أصبحت راسخة لدى القيادة السعودية بأن الإخوان المسلمين استغلوا بساطة الإسلام السعودي وسماحته واخترقوا النسيج الاجتماعي السعودي وتمكنوا من إيجاد أذرع لهم في المملكة، والسيطرة على المناهج التعليمية والمؤسسات الإعلامية على نحو حولهم إلى فاعل ديني من شأنه أن يمزق ترابط المجتمع السعودي” بحسب قوله.
وأضاف: “لقد انتبه إلى خطورة الإخوان وزير الداخلية الراحل الأمير نايف، حين أكد أن الإخوان بمحاولتهم استغلال الدين لصالح أجندتهم السياسية يشكلون خطرا ليس على أمن السعودية وحدها وإنما على أمن المنطقة بالكامل، وأنه لذلك لا بد من حماية المجتمع السعودي منهم”.
ورأى الزلفة أن “الموقف السعودي الرسمي الداعم للشرعية الشعبية في مصر هو انحياز لخيار الشعب وليس العسكر .. لأن مصر دولة عربية مهمة وأمنها يؤثر على مختلف دول المنطقة”.
وقال “لقد نجح الإخوان في تهميش المثقف السعودي وتقسيم المجتمع إلى إسلامي وليبرالي وعلماني وتغريبي، لكنهم بعد تجربة حكمهم في مصر انكشفوا ولم يعد لهم رواج في السعودية، وانحصروا كثيرا، ولعل خطاب العاهل السعودي الذي حذر من المتجرين بالإسلام كان واضحا، لقد منع الاخوان المملكة من التقدم فكريا وسياسيا لأن سياستهم تقوم على استيلاب العقول”.
وأضاف: “من هذا المنطلق كان موقف المملكة الداعم للقيادة الجديدة في مصر لمد يد العون إلى الشعب المصري الذي يعاني من مشاكل اقتصادية، لأن الشعارات لا تطعم الناس الخبز ولا تسقيهم ماء، ولمنع استمرار الاخوان في استغلال الدين لأهدافهم الخاصة في إقامة خلافة تكون مصر منطلقا لها، بالإضافة إلى عدم وضوح سياسة الإخوان الخارجية وما بدا كما لو أنه استفزاز للمملكة في العلاقة مع إيران وروسيا والعراق، وعمل بالتقية على ذات النموذج الإيراني، ولذلك وجدت المملكة نفسها بين شرين: شر الاخوان وشر إيران”.
وعما إذا كان هناك فرق في السعودية بين إخوان مصر وإخوان تونس، قال الزلفة: “الإخوان ملة واحدة، لكن في تونس الحركة الديمقراطية صلبة ولم تستطع النهضة.
.