الجزيرة: الأردن مرتاح لعزل مرسي
محمد مرسي.
وقال تقرير نشرته الشبكة على موقعها الإلكتروني إنه “رغم الكلمات الدبلوماسية التي اختارها ملك الأردن عبد الله الثاني ووزير الخارجية ناصر جودة للتعليق على عزل الجيش المصري للرئيس محمد مرسي، قرأ مراقبون وسياسيون نوعا من الارتياح لدى عمان لنهاية حكم الإخوان في مصر، باعتبار ذلك رسالة لجماعة الإخوان الأردنية التي تعد الند الرئيسي للنظام الملكي”.
وأشار التقرير إلى أن الموقف الأردني كان “الثالث بعد الموقفين الإماراتي والسعودي في الترحيب بعزل مرسي، حيث سارع وزير الخارجية للتأكيد على (احترام إرادة الشعب المصري العظيم والشقيق وعلى محبته الصادقة، وهو الذي ما فتئ يذهل العالم كله بإرادته القوية وعزيمته التي لا تلين)”.
وفيما يلي نص التقرير:
رغم الكلمات الدبلوماسية التي اختارها ملك الأردن عبد الله الثاني ووزير الخارجية ناصر جودة للتعليق على عزل الجيش المصري للرئيس محمد مرسي، قرأ مراقبون وسياسيون نوعا من الارتياح لدى عمان لنهاية حكم الإخوان في مصر، باعتبار ذلك رسالة لجماعة الإخوان الأردنية التي تعد الند الرئيسي للنظام الملكي.
وكان الموقف الأردني الثالث بعد الموقفين الإماراتي والسعودي في الترحيب بعزل مرسي، حيث سارع وزير الخارجية للتأكيد على “احترام إرادة الشعب المصري العظيم والشقيق وعلى محبته الصادقة، وهو الذي ما فتئ يذهل العالم كله بإرادته القوية وعزيمته التي لا تلين”.
ونقل الجودة تقدير الأردن “العالي والكبير للطيف السياسي الوطني المصري الأصيل بمجموعه خاصة شباب مصر الشامخ الذي يشكل رصيدا فكريا ومعنويا أساسيا للأمة العربية برمتها”.
ونقل الجودة تقدير الأردن “العالي والكبير للطيف السياسي الوطني المصري الأصيل بمجموعه خاصة شباب مصر الشامخ الذي يشكل رصيدا فكريا ومعنويا أساسيا للأمة العربية برمتها“.
موقف مرحب
وفي موقف مرحب أيضا بما أقدم عليه الجيش المصري والأطراف التي شاركت في قرار إعلان عزل مرسي، عبّر بيان وزير الخارجية الأردني “عن احترام الأردن العميق للقوات المسلحة المصرية العريقة ودورها الوطني والمشرّف والمحوري الجامع في مصر وفي منظومة الأمن القومي العربي“.
كما عبّر البيان عن “التقدير العالي للأزهر الشريف ولدوره الوطني والتنويري الهام على مستوى العالم الإسلامي برمته وللكنيسة القبطية الموقرة والوطنية، وللقضاء المصري العريق الذي أنيطت به المسؤولية الوطنية ممثلا برئيس المحكمة الدستورية العليا لتولي إدارة المرحلة الانتقالية“.
وبعد دقائق من انتهاء مراسم أداء رئيس المحكمة الدستورية المصرية عدلي منصور القسم رئيسا مؤقتا لمصر أعلن بيان للديوان الملكي الأردني أن الملك عبد الله الثاني هنأ منصور باختياره لهذا المنصب عبر برقية أرسلها لها الخميس.
وقال البيان إن الملك أكد على “دعم الأردن لإرادة الشعب المصري العظيم وخياراته الوطنية، والذي أثبت في مختلف الظروف والأحوال قدرته الفذة على تجاوز التحديات“.
غير أن هذا الترحيب الرسمي بدا أقل حدة من الأداء الإعلامي لمؤسسات حكومية هاجمت الرئيس مرسي وجماعة الإخوان في مصر، حيث لفت أنظار المراقبين حجم الهجوم الذي شنته صحيفة الرأي -لسان حال الموقف الرسمي الأردني- على الرئيس المصري المعزول وجماعته.
رسائل هجوم
واعتبر عدد من المراقبين أن ما قامت به صحيفة الرأي الأردنية بمثابة “رسائل هجوم” على جماعة الإخوان في الأردن التي ما زالت ترفض خطة الإصلاح التي يتبناها الملك الأردني، كما أعلنت مقاطعة الانتخابات البلدية المقررة في أغسطس/آب المقبل بعد مقاطعة الانتخابات البرلمانية في يناير/كانون الثاني الماضي.
لكن وزير الإعلام الأردني السابق سميح المعايطة لا يرى أن الأردن بدت أكثر ارتياحا إثر عزل الرئيس مرسي، معتبرا أن “تأثير انتخاب مرسي على الوضع الأردني كان قليلا لأن نظامه كان مشغولا بقضايا داخلية“.
وأضاف للجزيرة نت أن الأردن لم يتعامل بانفعال مع انتخاب مرسي بل رحب به منذ البداية، كما أن الملك والحكومة تعاملا مع نظامه حيث التقاه الملك أكثر من مرة واستقبل رئيس وزرائه في عمان “بحفاوة بالغة“.
ومن خلال تحليله لا يخفي المعايطة الرسائل الداخلية للأردن من عزل مرسي، حيث قال إن ذهاب نظام الإخوان في مصر يخفف من رفع سقوف الإخوان في الأردن.
وعن “احتفال” وسائل إعلام رسمية بعزل مرسي اعتبر المعايطة أنه يعكس رأي تيارات داخل الدولة كانت ترى أن إخوان الأردن كانوا ينتظرون استقرار نظام مرسي لرفع سقفهم داخل الأردن وساعد في هذا الاعتقاد انفعال قيادات إخوانية على وقع انتخاب مرسي.
واقعية التعامل
من جهته رأى المحلل السياسي فهد الخيطان أن الأردن تعامل بواقعية مع الحدث المصري، في إشارته لتهنئة الرئيس المؤقت كما فعلت دول عربية رئيسية، غير أنه لم يخف أن دوائر القرار في الأردن ترى أن سقوط نظام مرسي “يخفف من عبء المطالب الإصلاحية عليه التي يتصدرها الإخوان المسلمون في الأردن“.
وقال للجزيرة نت إن “عزل نظام مرسي يشكل تحديا للأردن، فهو يضع النظام أمام امتحان السير بخطى إصلاح حقيقي بعد أن تذرع التيار المحافظ بنظام الإخوان في مصر للامتناع عن تقديم خطوات إصلاحية واسعة في المملكة“.
وأردف أيضا “مطلوب من الإخوان في الأردن أيضا التعامل بواقعية مع الحدث والبدء بمقاربة جديدة لرؤية إصلاحية من الدولة ومنهم لإخراج الأردن من حالة المراوحة الحالية“.
ووصف الخيطان أداء الإعلام الحكومي “الشامت” بمصير نظام مرسي وتوجيهه رسائل للداخل الأردني بأنه “توجه غير عقلاني من أطراف في الحكم تعبر عن قصر نظر سياسي يحتفل بالانتصار على الإخوان المسلمين ولا يستخلص الدروس ولا يسعى للاستفادة منها في صياغة معادلة داخلية تؤدي لاستقرار المشهد الأردني“.