مصر: اشتباكات وتصعيد بالحشود وضغط دولي
الثلاثاء، بحي “بين السرايات” جنوب القاهرة.
وبحسب وكالة “يونايتد برس انترناشونال” فقد هاجم عشرات من مؤيدي مرسي، منازل بحي بين السرايات، حيث قام سكانها برشقهم بالحجارة وبزجاجات المولوتوف الحارقة، وتدور اشتباكات دامية بين الجانبين داخل المنازل وبالشوارع الفرعية، أسفرت عن عدد غير محدَّد من المصابين.
وسادت حالة من الذعر بين أهالي الحي القريب من ميدان “نهضة مصر” حيث يعتصم الآلاف من مؤيدي مرسي.
وأصيب عشرات الأشخاص في اشتباكات اندلعت مساء اليوم أيضاً، بين مؤيدين للرئيس المصري محمد مرسي، ومعارضين له بمحافظة الأسكندرية الساحلية.
واندلعت اشتباكات دامية استخدمت فيها الأسلحة البيضاء، بين مؤيدي مرسي ومعارضيه بمنطقة “الهانوفيل” بمحافظة الأسكندرية الساحلية، ما أدى إلى وقوع 30 جريحاً على الأقل من الجانبين قبل أن تتمكن عناصر من قوات الأمن المركزي مدعومة بآليات مدرعة من السيطرة على الحوادث.
وأبلغت مصادر محلية متطابقة يونايتد برس انترناشونال، أن الإشتباكات التي امتدت إلى الشوارع الفرعية بالمنطقة وسُمع خلالها إطلاق رصاص، بدأت بقيام عدد من مؤيدي مرسي بكيل الشتائم لمشاركين في مسيرة مناهضة للنظام، فوقعت ملاسنات بين الجانبين تطورت إلى وقوع الاشتباكات.
وقام جنود الأمن المركزي وعناصر طبية بإجلاء المصابين ونقلهم إلى المستشفيات القريبة.
وفي سياق متصل هاجم مجهولون، مقر اعتصام مؤيد للرئيس مرسي بميدان “نهضة مصر” جنوب القاهرة، وتبادل الجانبان إطلاق الرصاص وسادت حالة من الذعر المنطقة، فيما غاب الأمن عن المشهد.
إلى ذلك واصل ملايين المصريين احتشادهم مساء في القاهرة ومدن أخرى بين مؤيد للرئيس محمد مرسي ومعارض له، في تصعيد من قبل الطرفين.
وحاصرت جموع غفيرة من المعارضين القصرين الرئاسيين (الاتحادية والقبة)، فضلا عن الحشد الضخم في ميدان التحرير، فيما احتشد مؤيدو مرسي في محيط مسجد رابعة العدوية وأمام جامعة القاهرة.
وفيما تواترت أنباء عن وقوع اشتباكات في عدد من المدن بين الطرفين، سرت مخاوف من وقوع اشتباكات بين الحشود الضخمة في القاهرة، وهو ما دفع الجيش إلى التأكيد على استعداده للانتشار إذا لزم الأمر لمنع أي اشتباكات.
وشاركت جموع غفيرة في مظاهرة في ميدان التحرير أطلقوا عليها مليونية الإصرار، رددوا خلالها هتافات منددة بالرئيس المصري وجماعة الإخوان المسلمين، كما نظم محتجون مظاهرة أمام قصر القبة الرئاسي في القاهرة، ضمن فعاليات “ثلاثاء الإصرار” التي دعت لها “حملة تمرد”، لمضاعفة الضغط الشعبي على الرئيس مرسي.
وردد المتظاهرون هتافات مناهضة لمرسي، ومؤيدة لموقف القوات المسلحة والشرطة، في حين يستمر اعتصام ممثلين لعدة حركات سياسية أمام البوابة رقم واحد لقصر الاتحادية الرئاسي، لليوم الثالث على التوالي، ويقول المتظاهرون إنهم مصممون على مواصلة الاعتصام حتى سحب الثقة من الرئيس والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة.
وتظاهر آلاف من المصريين جنوب القاهرة، مساء اليوم، تأييداً لمحمد مرسي، ودعماً لشرعيته كرئيس للبلاد.
وتجمع آلاف ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين وقوى إسلامية، مساء اليوم، في ميدان “نهضة مصر” المؤدي إلى جامعة القاهرة جنوب العاصمة المصرية، تأييداً للرئيس المصري محمد مرسي، ورفضاً لمظاهرات حاشدة تطالبه بالرحيل عن منصبه.
وردَّد المتظاهرون الذين يتوافدون إلى الميدان هتافات “حرية عدالة.. المرسي وراه رجالة”، و”إسلامية إسلامية رغم أنف العلمانية”، ووجهوا شتائم لقيادات الجيش.
وكان مؤيدو مرسي بميدان نهضة مصر بدأو، بساعة مبكرة من صباح اليوم، اعتصاماً مفتوحاً لتأييد الرئيس المصري إلى جانب اعتصام بدأ منذ الجمعة الماضية بمحيط مسجد “رابعة العدوية” في ضاحية “مدينة نصر” شمال القاهرة، فيما تأتي مظاهر التأييد مقابل مظاهرات حاشدة تعم أرجاء البلاد تطالب برحيل مرسي عن منصبه وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بسبب “فشل مرسي في إدارة شؤون البلاد وتردي أوضاعها على الصُعُد كافة”.
سياسيا قالت مصادر رئاسية وعسكرية ان الرئيس المصري محمد مرسي والفريق اول عبد الفتاح السيسي مجتمعان “لمناقشة الازمة”.
واكد بيان للرئاسة المصرية نشر على صفحتها على فيسبوك ان الرئيس المصري “استقبل الفريق الاول عبد الفتاح السيسي لمتابعة مستجدات الساحة السياسية” فيما اكد مصدر عسكري لفرانس برس ان “اللقاء مستمر منذ عدة ساعات لمناقشة الازمة”.
ونزلت حشود ضخمة من المتظاهرين مجددا عصر الثلاثاء الى الشوارع في القاهرة وعدة محافظات للمطالبة برحيل مرسي.
وتجمع الالاف امام قصر القبة الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة بشرق القاهرة حيث يقيم حاليا الرئيس المصري، وفقا لمعلومات تتردد في وسائل الاعلام المحلية، ونزل الاف اخرون الى ميدان التحرير والى قصر الاتحادية المقر الرسمي للرئاسة.
وكان الرئيس مرسي اعلن في بيان صدر عن الرئاسة ليل الاثنين/الثلاثاء رفضه المهلة التي حددها له الجيش للاستجابة “لمطالب الشعب” برحيله.
دوليا، دعت كل من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، الرئيس المصري محمد مرسي إلى الاستماع إلى الشعب في مطالبه، مؤكدين على أن الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الراهنة.
وقال وزير الخارجية الأميركية جون كيري إنه أبلغ نظيره المصري محمد كامل عمرو “إن من المهم الاستماع إلى الشعب المصري”.
واستقال وزير الخارجية الثلاثاء تضامنا مع المتظاهرين الذين يطالبون الرئيس محمد مرسي بالاستقالة والدعوة لانتخابات مبكرة.
وقال كيري للصحفيين في بروناي حيث يحضر اجتماعا أمنيا إقليميا آسيويا، إن التقارير التي تقول إن الولايات المتحدة تحث على إجراء انتخابات مبكرة في مصر غير دقيقة.
وكانت شبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية قد نقلت عن مسؤولين رفيعي المستوى قولهم إن واشنطن الرئيس باراك أوباما حث مرسي على التنحي وإجراء انتخابات مبكرة.
وأكد كيري على أن بلاده “ملتزمة بأن تأخذ العملية الديمقراطية مجراها في مصر”، دون أن يسرد مزيدا من التفاصيل لتوضيح هذه الرؤية.
ومن جانبه، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء الرئيس المصري محمد مرسي إلى “الاستماع” لشعبه، معتبرا أن ما يحدث في مصر “مقلق للغاية”.
وقال فابيوس في تصريح إلى شبكة آي-تيلي “عندما يكون هناك هذا الكم من المشاكل وهذا الكم من السكان الذين يعبرون عن أثر من استياء، يعبرون عن رفض وعن قلق، عندها لا بد من أن تستمع الحكومة المصرية إلى الشعب (…) لا بد للرئيس مرسي أن يستمع إلى ما يجري”.
وتابع وزير الخارجية الفرنسي “تطالب فرنسا بأن يكون هناك حوار. لا يمكن أن تكون ردة الفعل غير ذلك” لافتا إلى أن قسما كبيرا من الشعب المصري نزل إلى الشارع وأن عدة وزراء قدموا استقالاتهم.
وأضاف فابيوس “أن الوضع الاقتصادي تدهور بشكل مريع. وهذا ما يفسر خصوصا وجود 15 مليون شخص (في الشارع)”.
والتقى الرئيس المصري الثلاثاء رئيس أركان الجيش المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي “لمناقشة الأزمة”.
من جانبها، دعت ألمانيا القوى السياسية في مصر الثلاثاء إلى إيجاد مخرج للأزمة الحالية “على أساس مباديء ديمقراطية”.
وقال وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله للصحفيين في برلين “هذه أيام حاسمة للتغيير السياسي في هذا البلد المهم في العالم العربي.. ندعو جميع القوى السياسية في مصر لاختيار طريق الحوار والتسوية والعمل من أجل حل الأزمة على أساس المباديء الديمقراطية.”- (وكالات)