0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

يا سيادة الرئيس .. أنصحك بقراءة التاريخ جيداً فالأردن ليس دولة طارئة !!

وكالة الناس – كتب . د عصام الغزاوي -الأردن بلد جذوره موغلة في أعماق الأرض وأغصانه تعانق السماء وله جيش يحميه وشعب وقيادة نفاخر بها تبنيه، لسنا هنا في صدد محاكمة التاريخ، وليس ذنب الاردنيون أنهم حُرموا قديماً من بناء هويتهم التاريخية وطُمست معالم حضاراتهم في اطار ممنهج يهدف لتسويق الرواية التي روجها قادة الممانعة الثوريون، ان الاردن كيان وظيفي مصطنع أوجد ليتم استخدامه في لحظة معينة لحل مجمل تداعيات القضية الفلسطينية، اليوم يا سيادة الرئيس يحق لنا أن نعيد نبش التاريخ وقراءة الماضي خدمة للحاضر وتأسيساً للمستقبل، فنحن نملك موروث حضاري مجتمعي وسياسي يمتد الى ألاف السنين نعتز به ويؤهلنا لبناء هوية أردنية عريقة نعتز بها، لعل إكتشاف أول تجمع إنساني حضري في قرية عين غزال والتي تعود الى العصر الحجري أي حوالي 8000 عام قبل الميلاد تثبت أن هذه المنطقة كانت مأهولة بشرياً، ونشأت على أرضها ممالك وحضارات عريقة مثل مملكة العمونيون والتي كانت عاصمتها عمان، ومملكة الآدوميون وعاصمتها بصيرا، ومملكة المؤابيون وعاصمتها الكرك، ومملكة الأنباط العرب الأقحاح الذين قدموا لنا الحروف العربية وعاصمتها البتراء، ودولة الغساسنة التي إمتدت من شمال الجزيرة العربية الى جنوب بادية الشام، هؤلاء المسيحيون العرب الأقحاح الذين طوروا الأحرف والكتابة العربية ووقفوا مع أبناء جلدتهم العرب المسلمين القادمين من الجزيرة العربية ضد الرومان المحتلين لأرضهم وطردوهم لتبقى هذه الأرض عربية، وكان الأردن أحد أجناد بلاد الشام الخمسة مثلما كانا جند دمشق وفلسطين في عهد عمر بن الخطاب، وقد تجاوزت قاصداً ذكر حضارات الرومان واليونان وغيرهم لأنها حضارات دول غازية وعابرة، لا يعقل ان تمنع السياسة المتغيرة شعب من الارتباط بجذوره عبر معرفة تاريخه، ولا يمكن ان يشعر انسان بانتماء لحاضره دون ادراكه لعظمة ماضيه، إن شعور الأردنيين اليوم بانتمائهم للمكان الذي يعيشون فيه أساسه شعورهم بعظمة وقيمة المكان الذي يحتضنهم وأهميته التاريخية ، وأخيراً يا سيادة الرئيس الأردن كان وما زال موئلاً يلجأ اليه كافة الأحرار العرب، عندما تفتك بهم أنظمتهم وتضيق بوسعها ارض اوطانهم. د. عصام الغزاوي