منع من النشر … هُــــنا الأردن!!
بعرق الحرب وتراب الغورِ وصاح بأعلى صوته من فوق الدبّابة “كرامة” ..فأشرقت العروبة نصراً وعزّاً من تلك الهامة.. فلا أغلى عند الأردني من كرامته ، ولا أشهى من حنّاء الأرض التي حماها بزنده وجنده ليبارك فيها نصره “الأول”..
الأردني الذي لم يخن عهداً لرفيق ، ولم يعبس بوجه شقيق ، ولم يدر ظهره لرصاصة ، الأردني الذي ظلّ يفلق قلبه للجوعى وبه خصاصة..كان ينزع “قضاضته” البيضاء شاشاً للجرحى و”لفاعاً” للمواليد..الأردني الذي لم يبخل يوماً على العروبة بالدم أو البواريد..
أمضى حياته مدارياً جرحه، موارياً عوزه ، يقرص بطنه كلما زأرت أمعاؤه كي لا يفضحه الجوع ، ومهما أمطره الحزن يبكي من غير دموع …يقبّل الأرض ويشكر الله ..ولو في حلقه ألف غصة وألف آه…
ما الذي اقترفه بحقّكم وحقّهم لتفرغوا به حقدكم هذا كله..وغلكم هذا كله..وسخطكم هذا كله؟؟؟؟…
لم يئنّ أو يمنّ يوماً..يكظم غيظه لا خوفاً ولا ضعفاً ..وإنما حكمةً و حباً بهذه الأرض التي أمّنته ان يحرسها…لِمَ جعلتموه “سجادة” تسوّلكم ،وصندوق تسوّقكم ، و “دواسة” ضيوفكم، والنقطة الأضعف والأسخف والأقرف في جداول أعمالكم ..حتى لم يبق أزعر أو وضيع في هذه الدنيا إلا واستأسد على طيبته…ولم يبق في هذه الدنيا لصّ أو قاطع طريق إلا وحاول أن يمارس دور البطولة على ظهر هذا الصابر المصابر… باختصار لقد هُنّــا على مسؤولينا فأهاننا الغريب…
الأردني..خذلوه وغفر،سرقوه وصبر،همشوه واختصر، أوجعوه فاعتصر ،جرّدوه، تقاسموه، أنهكوه، جوعوه، جهّلوه، ضيعوه ،أغرقوه ،طوّبوه ،فاوضوا باسمه ،بايعوا خصمه.. تسوّلوا ، استعطفوا ، راوغوا ،هادنوا، وطأطأوا، ومع ذلك لم يزل حياً يُعشق…ماذا تبقى لك أو لديك أيها المواطن لتقتات عليه ؟؟ كرامة؟؟ حسناً سنسلّط عليك جرذان الدنيا …حتى تفقدها أو تعوفها..
لكنها بعُدَت عليكم مطلباً…الأردني يأكل ذراعيه؛ يمينه وشماله..ولا يــُنكّس للغريب “عقاله”…
أحمد حسن الزعبي