عاجل

عبداللطيف النجداوي .. رجل دولة بقلب سلطي وانتماء راسخ

كتب . م. المثنى بشير عربيات

يُعدّ معالي عبد اللطيف النجداوي (أبو عون) من الشخصيات الوطنية التي رسّخت حضورها في العمل العام الأردني بهدوء واتزان، جامعًا بين الخبرة المؤسسية العميقة والقرب الحقيقي من الناس.

هو نموذج لرجل الدولة الذي يرى في المسؤولية تكليفًا لا تشريفًا، وفي المنصب وسيلة لخدمة الوطن والمواطن لا غاية بحد ذاتها.

ارتبط اسم معاليه بمسيرة طويلة في مواقع قانونية وإدارية حساسة داخل الدولة، ما أكسبه فهمًا عميقًا لطبيعة العمل العام وأهمية سيادة القانون وبناء المؤسسات. وقد انعكس هذا العمق المهني في مواقفه الداعمة للإصلاح المتدرّج والمسؤول، حيث آمن بأن قوة الدولة تُبنى بالحكمة، والاستمرارية، واحترام الدستور، لا بالقرارات المتسرّعة أو الخطاب الانفعالي.

وتبقى مدينة السلط حاضرة بقوة في وجدان معالي عبد اللطيف النجداوي، فهي ليست مجرد مدينة، بل مدرسة وطنية خرّجت رجال دولة ومثقفين وقادة كان لهم دور محوري في تأسيس الأردن الحديث.

هذه المدينة بتاريخها العريق وروحها المعتدلة شكّلت بيئة قريبة من شخصيته، قائمة على الحوار، والاحترام، والتعايش، وهي القيم التي حملها معه في مختلف مواقع عمله.

ومن التجارب التي تترك أثرًا خاصًا، اللقاء الذي جمعني به في دارة النجداوي في زي، خلال لقاء وطني جمع نخبة من الشخصيات، بحضور دولة سمير الرفاعي وبرفقة مامون بيك الزعبي. كان اللقاء نموذجًا للحوار الأردني الصادق، حيث طُرحت القضايا الوطنية بشفافية، واستُمع إلى الآراء بروح منفتحة ومسؤولة، عكست شخصية معاليه القريبة من الناس، والحريصة على الاستماع قبل الحكم

يحظى معاليه بمحبة وتقدير واسعَين بين أبناء السلط، حيث يعرفونه بحضوره الدائم في مناسباتهم الاجتماعية والوطنية، وحرصه على التواصل المباشر معهم دون حواجز أو تكلف. فهو قريب من الناس، يسمع لهمومهم، ويتابع قضاياهم، ويؤمن أن المسؤول الحقيقي لا ينفصل عن مجتمعه مهما علت مرتبته.

وعلى المستوى الوطني، كان لمعالي عبد اللطيف النجداوي دور فاعل في دعم مسار تحديث المنظومة السياسية، إيمانًا منه بأن الأردن يدخل مرحلة جديدة تتطلب تعزيز المشاركة الشعبية، وبناء حياة سياسية ناضجة، وتمكين الشباب ليكونوا شركاء حقيقيين في صناعة القرار. وقد تجلّى هذا الإيمان في دعمه لكل الجهود التي تعزز وعي الشباب السياسي، وتشجعهم على الانخراط الإيجابي في العمل العام والحزبي ضمن إطار وطني مسؤول.

كما عُرف عنه تواضعه، وهدوءه، وقدرته على بناء جسور الثقة مع مختلف الأطياف، بعيدًا عن الاستقطاب أو الإقصاء. يتعامل بعقلية رجل الدولة لا بعقلية الموقع، ويقدّم الحوار والتفاهم على التصادم، وهو ما أكسبه احترام النخب والمواطنين على حد سواء.

إن الحديث عن معالي عبد اللطيف النجداوي هو حديث عن رجل يحمل الأردن في فكره، والسلط في قلبه، ويؤمن أن الوطن لا يُبنى إلا بتكاتف أبنائه، وحكمة قياداته، وثقة شبابه بمستقبلهم. هو نموذج للمسؤول الذي بقي قريبًا من الناس، وفيًا لقيم مدينته، ومخلصًا لواجبه الوطني.