الأمم المتحدة تترقب تقديم المغرب للنسخة المحدّثة من مبادرة الحكم الذاتي

أكد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، ستيفان دي ميستورا، أنه ينتظر “بفارغ الصبر” تسلّم نسخة محدثة من خطة الحكم الذاتي المغربية، التي ستُشكّل — بحسب تعبيره — الأساس المقبل للمفاوضات حول مستقبل الإقليم.

وأوضح دي ميستورا، في مؤتمر صحافي عبر تقنية الفيديو الأربعاء، أن القرار الأخير لمجلس الأمن، الذي تبنى مشروعًا أمريكيًا مؤيدًا للمقترح المغربي لعام 2007، يعكس “عزمًا دوليًا جديدًا وإصرارًا على طيّ صفحة نزاعٍ دام نصف قرن”.

وتقترح الخطة المغربية منح الصحراء المغربية حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت السيادة الوطنية، في منطقة تزخر بالثروات الطبيعية والبحرية، وهو ما اعتبره مجلس الأمن “الحل الأكثر واقعية ومصداقية”.

وأشار المبعوث الأممي إلى أن القرار الأممي الأخير “يُرسي إطارًا واضحًا للحل السياسي”، دون أن يُحدّد مسبقًا مخرجات المفاوضات، مضيفًا أن “الانخراط في المفاوضات لا يعني بالضرورة قبول نتيجتها، لكن الأهم هو المشاركة الجادة في العملية السياسية”.

كما كشف دي ميستورا أنه سيوجه الدعوة إلى مختلف الأطراف المعنية — المغرب، الجزائر، وموريتانيا، وجبهة البوليساريو — لتقديم مقترحات عملية تساعد على إعداد برنامج لمفاوضات مباشرة أو غير مباشرة، إذا دعت الحاجة إلى ذلك.

ويأتي هذا التطور بعد أيام من قرار مجلس الأمن رقم 2797 لعام 2025 الذي أشاد به المغرب واعتبره تحولًا تاريخيًا في مسار تسوية النزاع، مؤكّدًا مكانة مبادرته كمرجعية واقعية ووحيدة لأي حل دائم ومتوافق عليه.