خبير عسكري: إسرائيل تبالغ في مزاعمها وحزب الله يغيّر نهجه الميداني

قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن حزب الله اللبناني غيّر مقاربته من الردع إلى التركيز على إعادة الترميم والعمل بسرية مطلقة ضمن “عقيدة عسكرية جديدة”، في ظل تصاعد التهديدات الإسرائيلية تجاه لبنان.

وأوضح حنا -خلال تحليله المشهد العسكري بلبنان- أن حزب الله يركز على السرية في تحركاته العسكرية، مستفيدا من “واقع جغرافي جديد”، وهذا يشير إلى تطوير عقيدته العسكرية تجاه إسرائيل.

ووفق الخبير العسكري، فإن مركز ثقل حزب الله انتقل من جنوب نهر الليطاني إلى شماله، مستدلا بأن نحو 47% من الغارات الجوية الإسرائيلية كانت على جنوب الليطاني مقابل 37% على شماله، في حين تركزت 13% من الغارات على البقاع شرقي لبنان.

وأمس الأحد، طالب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بسرعة نزع سلاح حزب الله وإخراجه من جنوب لبنان، متهما الرئيس اللبناني جوزيف عون بالمماطلة في نزع سلاح الحزب، وقال إن “حزب الله يلعب بالنار”.

وأكد كاتس أن إسرائيل لن توقف الهجمات بلبنان و”لن تخرج من الحزام الأمني”.

وردا على الروايات الإسرائيلية بشأن تهريب حزب الله السلاح وإعادة تشكيل قواته، أوضح حنا أن هذه المبررات لا تستند إلى حقائق مؤكدة، لافتا أن المرحلة الجديدة تعكس تغييرات على المستوى المادي والبشري للحزب.

وبناء على ذلك، تستغل إسرائيل فترة وقف إطلاق النار وقواعد الاشتباك التي تم تثبيتها -حسب حنا- لتأمين ما يُعرف بـ”الخط الأزرق والمناطق التي تحتلها في لبنان”، في إشارة إلى النقاط الخمس في الجنوب اللبناني.

وكانت الأمم المتحدة رسمت “الخط الأزرق” -البالغ طوله 120 كيلومترا- للفصل بين الجانبين بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000، ولا يعد الخط حدودا دولية لكنه أنشئ بهدف التحقق من الانسحاب الإسرائيلي من لبنان.

وأعرب الخبير العسكري عن قناعته بأن إسرائيل تميل دائما إلى الحل العسكري وتحاول إظهار الدولة اللبنانية كعاجزة، مشددا على أن الجيش اللبناني لا يمكنه مواجهة حزب الله بسبب تعقيدات التركيبة اللبنانية.

وقد هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية– بأن حكومته “لن تسمح بأن تعود جبهة لبنان مصدر تهديد لإسرائيل”، مؤكدا أن الجيش سيفعل “كل ما يلزم لمنع ذلك”.

ولم تلتزم إسرائيل ببنود اتفاق وقف الأعمال العدائية بينها وبين لبنان الذي بدأ تنفيذه في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ولا تزال قواتها تقوم بعمليات تجريف وتفجير، وتشن بشكل شبه يومي غارات في جنوب لبنان. كما لا تزال قواتها موجودة في 5 نقاط في جنوب لبنان.