عاجل

جماعة جهادية من الساحل تضرب نيجيريا لأول مرة

أعلنت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين”، المرتبطة بتنظيم القاعدة، مسؤوليتها عن أول هجوم لها داخل الأراضي النيجيرية، في 28 أكتوبر/تشرين الأول، مستهدفة منطقة شمال ولاية كوارا قرب الحدود مع بنين.

وأسفر الهجوم عن مقتل جندي واحد، في حين ذكرت الجماعة أنها استولت على أسلحة ومعدات وأموال.

يمثل هذا الهجوم غير المسبوق على الأراضي النيجيرية خطوة واضحة في مساعي “نصرة الإسلام والمسلمين” لتوسيع نطاق عملياتها، بعد أن كانت تركز نشاطها سابقا في مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

وكان زعيم الجماعة، الجهادي المالي إياد أغ غالي، قد أعلن في يونيو/حزيران الماضي عن نية الجماعة إنشاء “كتيبة” في نيجيريا.

تتمتع ولاية كوارا، الواقعة في المنطقة الوسطى الشمالية من نيجيريا، بموقع إستراتيجي، إذ تشترك في حدود يسهل اختراقها مع بنين.

وقد كثّفت الجماعة في الأشهر الأخيرة هجماتها داخل الأراضي البنينية، لا سيما في منتزهي “دبليو” و”بندجاري” الوطنيين شمال البلاد، حيث تنشط عناصرها القادمة من بوركينا فاسو والنيجر. أما هذه المرة، فجاء الهجوم قرب الحدود الشرقية لبنين.

ويقول تايوو حسن أديبايو الباحث في معهد الدراسات الأمنية “كانت هناك مؤشرات تحذيرية منذ فترة طويلة، وهي تتزايد مع تمدد الجماعة نحو خليج غينيا”.

وأضاف “العديد من الولايات النيجيرية تشترك في حدود يسهل اختراقها مع بنين والنيجر، ومع الأسف لم تُتخذ سوى إجراءات محدودة”.

تأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه الأجهزة الأمنية النيجيرية ضغوطا شديدة.

فقد أجرى الرئيس بولا تينوبو مؤخرا تغييرات واسعة في قيادة الجيش، شملت استبدال رئيس هيئة الأركان وقادة القوات البرية والبحرية والجوية.

وحذّر الفريق أول أولوفيمي أولوييدي، الذي عُيّن قائدا للجيش في 24 أكتوبر/تشرين الأول، من تحديات مستمرة، قائلا أمام الجمعية الوطنية في 29 من الشهر نفسه “نعلم جميعا أن الموارد غير كافية”، مضيفا أن هذا النقص “يجعل من الصعب للغاية مواصلة الحرب ضد الإرهابيين والعصابات”.

وتخوض القوات المسلحة النيجيرية معارك على جبهات متعددة، ضد جهاديين تابعين لتنظيم الدولة، وفصائل منشقة عن بوكو حرام، إلى جانب عدد لا يُحصى من الجماعات المسلحة.

ووفقا لتقرير صادر عن منظمة العفو الدولية في مايو/أيار، قُتل أكثر من 10 آلاف شخص خلال العامين الماضيين.

ويؤكد الصحفي تايوو حسن أديبايو أن على السلطات النيجيرية إدراك حجم التهديد، قائلا “يجب على نيجيريا التحرك بسرعة قبل أن يتفاقم الوضع. فنصرة الإسلام والمسلمين قادرة على نشر الفوضى من خلال استغلال شبكات الجماعات المسلحة”.