عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

النائب القبلان يكتب: الدبلوماسية الأردنية… صوتُ الحق الذي أوجع الكيان وأيقظ ضمير العالم

وكالة الناس

بقلم: النائب فراس القبلان / رئيس لجنة التوجيه الوطني والإعلام النيابية

لم تكن الدبلوماسية الأردنية يومًا كلامًا يُقال، ولا مواقف تُلتقط أمام عدسات الكاميرات، بل كانت روحًا تنبض في قلب قائدٍ عربيٍّ صادق، يؤمن أن الكلمة الصادقة في وجه الظلم لا تقل شجاعةً عن الرصاصة في ساحة المعركة.

يقود جلالة الملك عبدالله الثاني دبلوماسيةً نادرة الطراز، تتكئ على الضمير لا على المصالح، وعلى العدل لا على الحسابات، فحوّل الموقف الأردني إلى صرخةِ وجدانٍ تُدوّي في العالم دفاعًا عن الإنسان قبل الأوطان.

منذ أن اندلعت نار الحرب في غزة، تحدّث جلالة الملك، للعالم بصدقٍ الأب الذي يرى أبناءه يُقتلون بلا ذنب، وبشجاعة القائد الذي لا يخاف في الحق لومة لائم.

لم يُساوم على الدم الفلسطيني، بل كشف للعالم زيف رواية الاحتلال وعرّى وجوه المتواطئين، حتى وجد الكيان نفسه مطوّقًا بعزلةٍ سياسيةٍ خانقة، تحاصره في الشرق والغرب معًا.

لقد كانت كلمات جلالته أقوى من القنابل، وأصدق من بيانات الأمم، حين قالها من القلب: إن ما يحدث في غزة ليس حربًا، بل مجزرةٌ ضد الإنسانية.

تلك الصرخة النبيلة أيقظت ضمير العالم، وحرّكت في العواصم الباردة إحساسًا دفينًا بالعدالة، وجعلت من الأردن منبرًا للأخلاق قبل أن يكون ساحةً للسياسة.

وما اتفاق شرم الشيخ إلا ثمرةٌ من ثمار تلك الدبلوماسية الهادئة الصلبة، التي سعت لإنقاذ المنطقة من الانفجار، واحتواء الغضب الدولي الذي كاد يعصف بالجميع.

لقد أنقذ الأردن بجهود ملكه الموقف من هاويةٍ كانت ستبتلع الشرق بأسره، لكنه فعلها لا ليكسب مجدًا سياسيًا، بل ليحمي الإنسان من أن يُمحى، وليذكّر العالم بأن العدالة لا تُقاس بموازين القوة.

ومع ذلك، يبقى الأردن كما خبز الشعير… طيّبًا في جوهره، بسيطًا في مظهره، لكنه عظيمٌ في عطائه.

لا ينتظر تصفيقًا، ولا يطلب شكرًا، لأنه يعمل لله، وللوطن، ولأمته التي حمل قضاياها على كتفيه منذ مئة عام.

الأردن لا يتحدث عن فلسطين… بل يتنفسها.

وغزة والقدس ليستا عنده حدودًا جغرافية، بل جرحًا في القلب لا يندمل، وعهدًا لا يُنقض مهما تبدلت الموازين.

فليعلم العالم أجمع: أن صوت الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، سيبقى شوكةً في حلق الباطل، وجرسًا يوقظ الضمير الإنساني كلما حاول الصمت أن يغلب الحقيقة.

سيبقى صوت الحق في زمنٍ باع فيه كثيرون ضمائرهم… وسيبقى الأردن، كما أراده ملكه، نقيًّا كالأرض الأولى، ثابتًا كالقدس، ومخلصًا لقضيته ما دامت السماء تُظلّ هذه الأرض.