عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

تعرفوا على قلادة النيل التي منحها السيسي لترمب

وكالة الناس – في خطوة أثارت نقاشا داخل مصر وخارجها، قرّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قلادة النيل، أرفع وسام في البلاد، وفق بيان صادر عن رئاسة الجمهورية.

وجاء في البيان أن الوسام يُمنح لترامب “تقديراً لإسهاماته المتميّزة في دعم جهود السلام وتهدئة النزاعات، وآخرها دوره المحوري في إنهاء حرب غزة”.

ويتزامن القرار مع قمة يعقدها الرئيسان في شرم الشيخ، يُنتظر أن تجمع أكثر من عشرين زعيماً لمناقشة قضية السلام في الشرق الأوسط.

لكن ما هي قلادة النيل؟ وما الأسباب التي تُمنح على أساسها؟

قلادة النيل: تاريخ ومكانة رمزية

النشأة والتطور القانوني

تُعد قلادة النيل أرفع وسام مدني في مصر. تم تقديم الوسام للمرة الأولى في عهد السلطان حسين كامل عام 1915، وذلك بهدف تكريم من “قدّموا خدمات جليلة لمصر أو للبشرية”.

وبعد قيام ثورة يوليو/تموز 1952 وإعلان الجمهورية، أُعيد تنظيم نظام الأوسمة بالكامل، لتصبح قلادة النيل الوسام الأعلى في الدولة، يُمنح حصرياً بقرار من رئيس الجمهورية لرؤساء الدول أو الشخصيات التي تركت أثراً إنسانياً أو حضارياً مميزاً.

وبحسب القانون المصري رقم 12 لسنة 1972، تُمنح القلادة “لمن قدّم خدمات جليلة للوطن أو للإنسانية”، وتشمل الفئات المستحقة رؤساء الدول والرموز العالمية في مجالات العلم والفكر والدبلوماسية. وتُصدر “براءة” رسمية بتوقيع رئيس الجمهورية تُسجّل في السجلات السيادية للدولة.

خلال العقود الماضية، أصبحت قلادة النيل بمثابة رسالة تقدير من مصر، تعبّر عن الامتنان العميق لمن أسهموا في نهضتها أو دعم مكانتها الدولية، ما أضفى عليها بعداً رمزياً.

التصميم والدلالة الرمزية

تُصنع القلادة من الذهب الخالص أو الفضة المذهّبة ويعكس تصميمها التراث المصري القديم.

تتكوّن من وحدات مربعة مزخرفة بالمينا الملوّنة والرموز الفرعونية، تتصل ببعضها عبر سلسلتين متوازيتين تتخللهما زهور اللوتس، رمز النقاء والخلود في الحضارة المصرية.

وفي منتصف القلادة تتدلّى ميدالية دائرية كبيرة تمثل وحدة النيل.

يُمنح الوسام في احتفال رسمي داخل القصر الرئاسي، حيث يُقلّد الرئيس بنفسه المكرَّم القلادة. وعند وفاة الحاصل عليها، يُقام له تكريم رسمي وفق البروتوكول العسكري.

أبرز الشخصيات العالمية التي حصلت على القلادة
منحت القلادة للعديد من الشخصيات الدولية على مدار عشرات السنوات.

ففي عام 1979، منح الرئيس أنور السادات القلادة للرئيس الأمريكي جيمي كارتر تقديراً لدوره المحوري في التوصل إلى اتفاقية السلام المصرية–الإسرائيلية.

وكان الزعيم اليوغوسلافي جوزيف بروز تيتو من أوائل القادة الأجانب الذين نالوا القلادة، إذ حصل عليها عام 1955 في زمن الرئيس جمال عبد الناصر، تقديراً لدوره في تأسيس حركة عدم الانحياز.

وفي عام 1975، حصلت الملكة إليزابيث الثانية على القلادة خلال زيارتها الرسمية إلى مصر.

كما منحها الرئيس السادات في العام التالي إلى السلطان قابوس بن سعيد تقديراً لدعم بلاده لمصر خلال حرب أكتوبر 1973.

وفي عام 1990، نالها نيلسون مانديلا تكريماً لنضاله ضد الفصل العنصري، فيما منحها الرئيس حسني مبارك في العام نفسه إلى إمبراطور اليابان أكيهيتو تعبيراً عن الصداقة بين البلدين.

وفي السنوات الأخيرة، حصل عليها الملك سلمان بن عبد العزيز والملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، في تأكيد على عمق الروابط السياسية والتاريخية بين مصر وهذه الدول.

لماذا مُنحت لترامب الآن؟
بالطبع جاء قرار منح قلادة النيل للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ظل التطورات المتلاحقة في المنطقة.

فبحسب البيان الرسمي، جاء القرار تقديراً لـ”إسهاماته في دعم جهود السلام وتهدئة النزاعات، وآخرها دوره المحوري في إنهاء حرب غزة”.

فقد رعى ترامب مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس انتهت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بوساطة مصرية أمريكية قطرية مشتركة، ما أتاح للقاهرة تعزيز موقعها كوسيط رئيسي في الملف الفلسطيني.

تزامن التكريم مع التحضير لقمة دولية للسلام في شرم الشيخ، برعاية مشتركة من السيسي وترامب، يُتوقَّع أن يشارك فيها أكثر من عشرين زعيماً.

بين المديح والجدل
لم يمرّ القرار دون نقاش وجدل. فبينما اعتبره فريق تقديراً لجهود تحقيق السلام، رآه منتقدون تراجعاً عن رمزية الوسام الأعلى في الدولة المصرية، معتبرين أنه يوظَّف اليوم في إطار المصالح السياسية لا القيم التاريخية.

وعلى مواقع التواصل، احتدم النقاش بين من رأى في الخطوة تأكيداً على استقلالية القرار المصري وقدرته على تكريم من يسهم في استقرار المنطقة، وبين من اعتبرها رمزاً للتقارب المفرط مع واشنطن على حساب الرمزية الوطنية.

وهكذا تحوّلت القلادة من وسام ذهبي إلى موضوع للسخرية والنقد الشعبي، إذ رأى البعض أن “المجد الذي حملته أسماء مثل نيلسون مانديلا وجيمي كارتر” لم يعد بالوزن ذاته حين يُعلَّق على عنق رئيس مثير للجدل مثل ترامب.