إصابة أولمو مع المنتخب تهدد مشاركته في الكلاسيكو المقبل
وكالة الناس – أشعلت الإصابة الجديدة التي تعرض لها داني أولمو خلال وجوده مع المنتخب الإسباني حالة من الغضب والارتباك داخل نادي برشلونة، الذي بات يعيش قلقا متزايدا بسبب تكرار إصابات لاعبيه في مشاركاتهم الدولية، وآخرها إصابة الجناح الإسباني التي جاءت لتضيف المزيد من الأعباء على الجهاز الفني بقيادة هانز فليك.
ووفقا لصحيفة “آس” الإسبانية، سيعود أولمو إلى برشلونة اليوم السبت مصابا، على أن يخضع للفحوصات الطبية اللازمة. لكن التقارير الأولية الواردة من الاتحاد الإسباني لكرة القدم لا تبعث على التفاؤل، إذ أكدت إصابته بتمزق في عضلة الساق اليسرى (العضلة النعلية)، مع تقدير فترة غيابه بين ثلاثة إلى أربعة أسابيع.
وإذا تأكد هذا التشخيص سيغيب أولمو عن الكلاسيكو أمام ريال مدريد في 26 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وإجمالا سيغيب 5 لقاءات على الأقل أمام كل من جيرونا، أولمبياكوس، ريال مدريد، إلتشي، وكلوب بروج.
وكشفت الصحيفة أن هذه الإصابة الجديدة أثارت موجة من الاستياء داخل برشلونة، إذ شعر مسؤولو النادي بالإحباط بسبب تجاهل التحذيرات الطبية السابقة. فقد وصل أولمو إلى معسكر المنتخب بتقرير طبي من النادي يشير إلى معاناته من إرهاق عضلي وآلام خفيفة، مع توصية واضحة بضرورة الحذر.
وأشارت إلى أن التقرير كان مشابها تماما لذلك الذي قدمه مدافع ريال مدريد دين هويسن، الذي سمح له بالانسحاب من المعسكر والعودة إلى فريقه، بينما قرر المدير الفني للمنتخب، لويس دي لا فوينتي، الإبقاء على أولمو رغم غيابه عن التدريبات الجماعية 4 أيام متتالية، في وقت كان واضحا أنه ليس في كامل جاهزيته.
مسؤولية أولمو.. احترام منقوص
أما حالة الارتباك داخل النادي، فتعود إلى تساؤلات حول سبب إصرار اللاعب على خوض التدريبات رغم عدم تعافيه الكامل.
وتشير مصادر داخل برشلونة إلى أن أولمو يتحمل جزءا من المسؤولية لعدم قراءته الإشارات التي كان يرسلها جسده، وربما كان الدافع وراء ذلك خوفه من فقدان مكانه في قائمة المنتخب استعدادا لمونديال 2026.
وبغض النظر عن الأسباب، يجد برشلونة نفسه مجددا أمام مشهد مكرر واحترام منقوص لنصائحه وتحذيراته وتقاريره الطبية، إذ يرسل أحد لاعبيه إلى المنتخب ويستعيده مصابا. حدث الأمر نفسه قبل شهر مع لامين يامال، مما يزيد من توتر العلاقة بين النادي والاتحاد الإسباني لكرة القدم.
ولا تتوقف المخاوف داخل أروقة برشلونة عند إصابة داني أولمو فقط، إذ أشارت التقارير إلى أن لاعب الوسط بيدري يعاني بدوره من علامات واضحة على الإرهاق. ولهذا، طلب النادي من الجهاز الفني للمنتخب متابعة حالته عن قرب ومراقبة أحماله التدريبية لتفادي تعرضه لأي إصابة جديدة قد تزيد من معاناة الفريق في المرحلة المقبلة.
مسيرة واعدة
بدأ أولمو مسيرته في أكاديمية برشلونة الشهيرة “لا ماسيا”، حيث تلقى تدريبه الأول وتعرف على أساليب اللعب الاحترافية التي ساهمت في تكوين شخصيته الرياضية. ورغم أنه كان يُتوقع أن يصعد للفريق الأول، إلا أنه اتخذ قرارًا جريئًا في سن 16 عاما عندما انتقل إلى نادي دينامو زغرب الكرواتي في عام 2014 بحثا عن تحدٍ جديد وفرصة أكبر للعب مع الفريق الأول.
لم يكن الانتقال إلى كرواتيا خطوة تقليدية للاعبين الإسبان، لكن أولمو برهن على نضج وكفاءة عالية في التأقلم مع بيئة جديدة ولغة وثقافة مختلفتين تمامًا.
برز أولمو بسرعة مع دينامو زغرب، حيث لعب دورًا مهمًا في حصد البطولات المحلية وتطور بشكل ملحوظ، ما دفع الأندية الأوروبية الكبرى لمراقبته.
خلال فترة تواجده مع دينامو زغرب، أظهر أولمو قدرات فنية عالية، مثل المراوغة وصناعة اللعب والتسجيل، مما جعله أحد أفضل اللاعبين الشباب في الدوري الكرواتي.
في يناير/كانون الثاني 2020، انتقل أولمو إلى لايبزيج الألماني، في صفقة اعتُبرت مهمة لتعزيز طموحات النادي الشاب، وسرعان ما اندمج مع الفريق وأصبح عنصرًا أساسيًا في التشكيلة، بفضل مرونته التكتيكية وقدرته على اللعب في عدة مراكز هجومية.
ساعد داني أولمو لايبزيج على الوصول إلى المراحل المتقدمة في الدوري الألماني ودوري أبطال أوروبا، وأحرز أهدافًا حاسمة سواء على المستوى المحلي أو الأوروبي.
وعلى الصعيد الدولي استُدعي أولمو إلى المنتخب الأول في عام 2019، وشارك منذ ذلك الحين في عدة مناسبات هامة، منها كأس الأمم الأوروبية “يورو 2020 و2024، حيث أظهر مهاراته في صناعة اللعب والتهديف وصار ركيزة في هجوم المنتخب. يُعرف داني أولمو بتواضعه وانضباطه داخل وخارج الملعب، ويُقدر بفضل عقليته الاحترافية وعزيمته الكبيرة.
باختصار، مسيرة داني أولمو تبرز الشجاعة في اتخاذ قرارات غير تقليدية والإصرار على التطور الذاتي في بيئات مختلفة، مما جعله مثالًا يُحتذى به للرياضيين الشباب الحالمين بالتألق على الساحة العالمية.
كووورة