“إربد الأهلية” تُحيي ذكرى المولد النبوي الشريف بمحاضرة لسماحة الشيخ كمال الصمادي (صور )
وكالة الناس – أحيت جامعة إربد الأهلية ذكرى المولد النبوي الشريف في احتفال أقيم برعاية الأستاذ الدكتور ماجد أبو زريق رئيس الجامعة، وبإشراف من عمادة شؤون الطلبة، وبالتعاون مع كلية العلوم التربوية، صباح اليوم السبت 6/9/2025 في مدرج الكِندي.
وقد ألقى سماحة الشيخ كمال الصمادي/ رئيس المحكمة العليا الشرعية ورئيس المجلس القضائي الشرعي، محاضرة دينية مؤثرة تناول فيها الدلالات الروحية والفكرية العميقة لمولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، شكر في بدايتها الجامعة على إقامة هذه الذكرى في رحابها، وأكد خلالها على أن ميلاده الشريف كان بداية عهد جديد للإنسانية جمعاء، قوامه الرحمة والعدل والحرية والمساواة، وقال سماحته: “إن الاحتفاء بالمولد النبوي لا ينبغي أن يقتصر على الفرح والابتهاج، بل أن يكون تجديدًا للعهد مع رسالة النبي، عبر الاقتداء بسنته وسلوكه الكريم في حياتنا اليومية”، وشدّد على أن الأمة بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى استلهام قيم الوسطية والاعتدال التي جسّدها الرسول الكريم قولًا وفعلًا، وإلى استحضار رسالة الإسلام العالمية التي تنحاز إلى الإنسان بصفته إنسانًا، وتدعو إلى مكارم الأخلاق، كما دعا الشباب إلى أن يجعلوا من ذكرى المولد الشريف حافزًا للجد والاجتهاد والإبداع، وليكونوا رسلًا للخير والبناء في أوطانهم ومجتمعاتهم.
وبين بأن مولد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يُشكل احتفالَا بالإنسان وكرامته وحريته وعزته لأن الحياة قبل ميلاده صلى الله عليه وسلم كانت جائرة وحائرة فجزيرة العرب كانت تموج بالفتن والفوضى يبطش القوي بالضعيف ويستعبد الغني الفقير وتعصف العصبية العمياء بالقيم والمبادئ الإنسانية، وبمولد الرسول صلى الله عليه وسلم أشرقت الأرض من جديد بنور ربها وظهر نور السماء بميلاد أعظم الخلق، وبين بأن مولد الرسول الكريم قد أيقظ الضمائر وشحذ الهمم إيذانًا بعهد جديد من الإيمان والعدالة والمساواة، وبأن مولده كان خيرًا للبشرية وإيذانًا ببدء عهد جديد للبشرية جمعاء ومنهج حياة أبدي لإقامة العدالة الاجتماعية وإرساء مكارم الأخلاق والمساوة بين البشر على اختلاف الوانهم وأجناسهم وألسنتهم، واستذكروا الدروس والعبر التي تُعلمنا إياها بعثته عليه الصلاة والسلام ومن أهمها الصبر والتراحم والتسامح، وأكد على أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف تستدعي الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والاقتداء بأفعال الرسول الكريم وأقواله، ونوه إلى أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف فرصة لتصحيح مسار الأمة للعودة إلى الفكر المعتدل القائم على الوسطية والرحمة والعدالة، مستلهمًا قوله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمه للعالمين)، وبين بأننا نتطلع إلى أن تكون هذه الذكرى حافزًا ودافعًا لامتنا لتعود إلى دين الله القويم وبخاصة في هذا البلد الذي تتشرف قيادته بالانتساب الشرعي إلى صاحب الذكرى وتحرص دائمًا على نشر وسطية الإسلام على حقيقته الناصعة المشرقة.
من جانبه، أكد الأستاذ الدكتور ماجد أبو زريق خلال استقباله لسماحة الشيخ كمال الصمادي والوفد المرافق له بمكتبه بأن جامعة إربد الأهلية تحرص دائمًا على إحياء المناسبات الدينية والوطنية لما تحمله من قيم إنسانية رفيعة، مشيرًا إلى أن الجامعة تسعى إلى غرس هذه المعاني في نفوس طلبتها من خلال الفعاليات الدينية والثقافية التي تواكب رسالتها في خدمة المجتمع وتعزيز الفكر الوسطي المعتدل.
وقَدم لبرنامج الحفل الدكتور فكري الدويري/ عميد كلية العلوم التربوية، بكلمة تناول خلالها سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وبما بعث لأجله لتخليص الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وبأننا بحاجة في هذا الزمان إلى الاقتداء بخلق الرسول الكريم.
وشهد الاحتفال والذي حضره الأستاذ الدكتور غسان الشمري نائب رئيس الجامعة، والأستاذ الدكتور فكري الدويري عميد كلية العلوم التربوية، والدكتور فايز العتوم عميد شؤون الطلبة، وعدد من العمداء وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، وعدد من أعضاء المحكمة العليا الشرعية، تفاعلًا مع المحاضرة وأبدوا إعجابهم بما حملته من رسائل تربوية وأخلاقية سامية، مؤكدين أهمية مثل هذه الفعاليات في تعزيز الوعي الديني والفكري لديهم.
ويشار إلى أن الحفل قد بدأ بالسلام الملكي، وقام الدكتور مؤنس حمادنة/ كلية العلوم التربوية بترتيل عدد من آيات الذكر الحكيم، وفي ختام الاحتفال، قام راعي الحفل والمشاركين والحضور بتقديم التهنئة والتبريك بهذه المناسبة لحضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، ولولي عهده الميمون، وللوطن، وللأمة العربية والإسلامية، وقام الأستاذ الدكتور ماجد أبو زريق/ راعي الحفل، بتسليم درع الجامعة التذكاري لسماحة الشيخ كمال الصمادي، وعبّر القائمون على الفعالية عن شكرهم وتقديرهم لسماحة الشيخ الصمادي على ما قدمه من محاضرة ثرية بالقيم والدروس المستوحاة من السيرة النبوية، مؤكدين أن الجامعة ستواصل تنظيم مثل هذه اللقاءات التي تضيء العقول والقلوب معًا، لتبقى ذكرى المولد النبوي محطة مضيئة تُجدد قيم الرحمة والإنسانية.