0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

عالميا ..727 ألف شخص ينهون حياتهم في عام واحد

وكالة الناس  – أفادت منظمة الصحة العالمية بأن الانتحار يُمثّل واحدًا في المئة من إجمالي الوفيات عالميًا، محذّرة من بطء التقدم في الحد من هذه الظاهرة رغم الجهود الدولية المتواصلة.

في تحذير جديد أطلقته منظمة الصحة العالمية، يوم الثلاثاء 2 أيلول/ سبتمبر 2025، أكدت أن الانتحار لا يزال يتسبب في وفاة ما يقارب 1% من سكان العالم سنويًا، ما يجعله أحد أبرز أسباب الوفاة، خصوصًا بين فئة الشباب. وعبرت المنظمة عن قلقها من التقدم المحدود في معالجة هذه الظاهرة، على الرغم من الالتزامات الدولية بتحقيق أهداف واضحة في هذا المجال.

خلال مؤتمر صحفي، صرّحت ديفورا كيستيل، الرئيسة الحالية لقسم الصحة النفسية بمنظمة الصحة العالمية، بأن نحو 727 ألف شخص فقدوا حياتهم بسبب الانتحار في عام 2021 وحده. وأشارت إلى أن الظاهرة باتت تشكّل تحديًا عالميًا يمتد عبر مختلف الدول والسياقات الاجتماعية والاقتصادية، مما يضع الشباب في صدارة الفئات المتأثرة.

وأكد تقرير حديث صادر عن المنظمة أن الانتحار لا يزال من بين الأسباب العشرة الأولى للوفاة لدى الشباب في العديد من دول العالم، مما يعكس الحاجة إلى تدخلات أوسع وأكثر فاعلية. وبالرغم من مرور عقد على تبنّي أهداف التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة في عام 2015، والتي نصّ أحدها على تقليص معدلات الانتحار بنسبة الثلث بحلول عام 2030، إلا أن التقدم لا يرقى إلى مستوى الطموح، بحسب المنظمة.

وأوضحت كيستيل أن “الانخفاض في معدلات الانتحار خلال السنوات الخمس المقبلة، في حال استمر الوضع كما هو، لن يتجاوز 12%”، مما يعني أن العالم قد لا يحقق الهدف المحدد في الإطار الزمني المتفق عليه.

ورغم أن التقرير أشار إلى تراجع عالمي بمعدل 35% في نسب الانتحار خلال الفترة من عام 2000 إلى عام 2021، إلا أن هذا الانخفاض توقّف تقريبًا خلال فترة جائحة كوفيد-19، وذلك رغم ارتفاع عوامل الخطر النفسية خلال الأزمة الصحية، الأمر الذي اعتبرته المنظمة مؤشرًا على ثبات الظاهرة لا تراجعها.

كما أظهر التقرير أن نحو 73% من حالات الانتحار تحدث في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وهي المناطق التي يعيش فيها غالبية سكان العالم. وفي المقابل، أشارت المنظمة إلى أن الدول ذات الدخل المرتفع تسجّل معدلات أعلى من الانتحار نسبة إلى عدد السكان، ما يعكس تفاوتًا في حجم المشكلة بين الدول، لكنه لا ينفي عمقها وانتشارها عالميًا.

وفي بيان صحفي، شددت المنظمة على أن الانتحار غالبًا ما يكون النتيجة القصوى لاضطرابات في الصحة النفسية، خاصةً في ظل وجود أكثر من مليار شخص يعانون من هذه الاضطرابات، وعلى رأسها القلق والاكتئاب. وأكدت المنظمة أن هذا الرقم يتزايد بوتيرة أسرع من معدل نمو السكان، مما يزيد من تعقيد الأزمة الصحية المرتبطة بالحالة النفسية.

وعبّرت منظمة الصحة العالمية عن قلق متزايد تجاه أوضاع الشباب، الذين تأثروا بشكل واضح خلال فترة جائحة كوفيد-19، إلى جانب تعرضهم المكثّف لتأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي، ما يزيد من هشاشتهم النفسية ويجعلهم أكثر عرضة للاضطرابات الذهنية.

من جانبه، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في بيان صادر عنه، إن تطوير خدمات الصحة النفسية يمثّل أحد أبرز التحديات في مجال الصحة العامة في الوقت الراهن، مؤكدًا الحاجة إلى إدراج هذا الملف في سلّم أولويات الحكومات والأنظمة الصحية حول العالم.

وأشار البيان إلى أن تداعيات الاضطرابات النفسية لا تتوقف عند الجوانب الصحية، بل تمتد إلى الأبعاد الاقتصادية، حيث تسجل تكلفة باهظة على الاقتصادات العالمية.

وتوضح منظمة الصحة العالمية أن تكاليف الرعاية الصحية المرتبطة بالأمراض النفسية مرتفعة، لكن التأثير الأكبر يكمن في الخسائر غير المباشرة الناتجة عن تراجع الإنتاجية. وذكرت المنظمة أن الاكتئاب والقلق وحدهما يُكلفان الاقتصاد العالمي تريليون دولار أمريكي سنويًا، وفق تقديراتها.