توازنات معقدة تتخطى قدرة بيروت .. إسرائيل تربط انسحابها من لبنان بسحب سلاح حزب الله
وكالة الناس- رصد خاص – وضعت إسرائيل شرطا صعبا إن لم يكن تعجيزي، لانسحابها من جنوب لبنان، نزع سلاح حزب الله، على أن تكون خطوة مقابل خطوة لاحقة.
ورغم أن الملف يختزن أكثر من عقدة سياسية وأمنية، يبقى السؤال الذي يختبر التوازنات الداخلية والخارجية: هل تملك بيروت القدرة وأوراق القوة لتنفيذ هذا الشرط، أم أن الملف سيبقى عقدة معلقة في مسار الصراع اللبناني ـ الإسرائيلي، العصي على الحل.
الحكومة اللبنانية حددت 11 نقطة، أولها خطة من المقرر أن تطرحها في 31 اَب/ أغسطس الجاري، لإقناع حزب الله بالتخلي عن سلاحه، متعهدة الالتزام بها، ومؤكدة أن قرار الحرب والسلم بيد الدولة وحدها، وهي تعمل على بسط السيادة على كافة أراضيها.
نعيم قاسم الأمين العام لحزب الله، أكد، أن “سلاح المقاومة باق، ولن نتخلى عنه إلا بعد إخراج إسرائيل من الأراضي اللبنانية، ووقف العدوان، والإفراج عن الأسرى، وبدء الإعمار”.
وجدد قاسم تأكيده أن المقاومة ليست بديلا عن الجيش بل نصير له، متسائلا: “ما البديل إذا لم تستمر المقاومة؟ هل هو الاستسلام والتسليم لإسرائيل؟.
عراب الملف، المبعوث الأمريكي توماس باراك، يطمئن المخاوف اللبنانية بأن إسرائيل لا تريد احتلال لبنان، وستنسحب من الجنوب بنفس وتيرة نزع سلاح حزب الله.
بدورها، تحاول واشنطن الهروب إلى الأمام، والإيحاء بشرعية نزع سلاح الحزب، من خلال التصريح بأنه فكرة شعبية لبنانية، وانه قرارداخلي بحت، وليس قرارا إسرائيليا، وترى أن أي نقاش مع إسرائيل حول الانسحاب لن يكون مجديا دون نزع السلاح.
في تناغم مع الموقف الأمريكي، وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الكرة في ملعب لبنان، ليحرج الأخير من خلال عرض المساعدة في نزع سلاح حزب الله، وإبداء موافقة مبدئية على بعض ما ورد في الورقة الأمريكية.
مشترطا أن يبدأ لبنان بالتنفيذ، بينما إسرائيل تبدأ بتقليص وجودها تدريجيا، في إشارة واضحة تتحدث لتقليص الوجود دون الحديث عن انسحاب كامل.
حرصت واشنطن عبر موفديها إلى لبنان، أن تقدم العروض لحث الحكومة اللبنانية على المضي في تنفيذ نزع سلاح حزب الله، وذلك من خلال تطمين بيروت بأن واشنطن ستعوض لبنان عبر دعم خليجي ومنطقة اقتصادية جديدة، ناهيك عن تمديد مهمة قوات اليونيفيل في لبنان لسنة إضافية.
في ظل توازنات معقدة، يبقى سلاح حزب الله عقدة تتجاوز قدرة الدولة اللبنانية على الحسم منفردة، إذ يرتبط بتوازنات إقليمية معقدة ومتشابكة مع الدور الإيراني.
في حين تربط إسرائيل انسحابها الكامل من لبنان بنزع سلاح الحزب، يبدو أقرب إلى ورقة ضغط سياسية منه إلى التزام فعلي بالانسحاب، ما يجعل المشهد مفتوحا على مساومات لا على حلول قريبة.